تحتضن العاصمة العراقية بغداد يوم غد الخميس 29 مارس 2012، القمة العربية الثالثة والعشرين، وتستمر يومين حيث تختلف هذه القمة اختلافا كبيرا عن القمم السابقة، فهي ستعقد والوطن العربي يشهد تطورات
تحتضن العاصمة العراقية بغداد يوم غد الخميس 29 مارس 2012، القمة العربية الثالثة والعشرين، وتستمر يومين حيث تختلف هذه القمة اختلافا كبيرا عن القمم السابقة، فهي ستعقد والوطن العربي يشهد تطورات “الربيع العربي”، وما يستتبع ذلك من تغير في قواعد الحكم ونظم الرئاسة، فهي أول قمة يعود فيها العراق بكل قوته ووزنه وثقله إلى منظومة العمل العربي، نظرا لأهميته وأهمية الموضوعات المطروحة على طاولة المباحثات أمام الرؤساء العرب ورؤساء الوزراء ووزراء الخارجية.
وستكون أمام القادة العرب 10 ملفات على طاولة البحث وهي: تقرير السيد نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية عن العمل العربي المشترك، وتطوير الجامعة في ضوء التقرير التمهيدي الذي أعدته اللجنة المستقلة برئاسة السيد الأخضر الإبراهيمي والقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته ويتضمن القضية الفلسطينية ومستجداتها، وأيضا الجولان العربي المحتل، والتضامن مع لبنان ودعمه، وتطورات الوضع في سورية واليمن، وكيفية مساهمة الدول العربية في تطويره وتعزيزه والوضع في الصومال، وجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل وعلى رأسها السلاح النووي والإرهاب الدولي وسبل مكافحته، والنظام الأساسي لقيام البرلمان العربي الدائم، ومشاريع القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي والتحضيري إلى القمة، ومكان وموعد الدورة الرابعة والعشرين للقمة العربية على مستوى القادة العام القادم.
ويعتبر انعقاد القمة العربية في بغداد الحدث الدولي الأكبر الذي ينظمه العراق منذ عام 2003 إذ شكلت أمانة بغداد لجنة لتهيئة وتأمين المتطلبات الخاصة بمؤتمر القمة العربية وتقديم الرؤى والأفكار والتحضيرات المطلوبة لتحسين وتطوير الواجهة العمرانية للمدينة، بما يتناسب مع تاريخها ومكانتها بالتنسيق مع الوزارات والجهات المختصة، بعد أن أعلنت في نهاية شهر الماضي أن كافة الاستعدادات للقمة باتت جاهزة.
وتبقي قمة بغداد أول قمة بعد الربيع العربي، وأول قمة يرأسها رئيس كردي، وأول قمة يغيب عنها تمثيل سورية، وأول قمة يستضيفها العراق بعد نهاية حكم الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين وبعد الانسحاب الأمريكي، حيث استضاف العراق قمتين عربيتين في السابق، كانت الأولى عام 1978 وكانت الثانية عام 1990، لكن خصوصية ظروف وتوقيت قمة هذا العام تفرض ملفات وتحديات بعضها لم تشهده أي قمة سابقة.
هذا وأكد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي أن العراق الدولة المستضيفة للقمة العربية المقرر عقدها بعد غد الخميس لم تقدم دعوة إلى النظام السوري طبقا لقرارات الاجتماع الوزاري للجامعة العربية بهذا الشأن. وقال العربي إن مسألة دعوة أى طرف من أطراف المعارضة السورية للقمة لم يناقش بعد، ولم يعلم أي شىء عن ذلك من قبل العراق الدولة المستضيفة للقمة.
وأضاف أن قرارات قمة بغداد حول الأزمة السورية تتضمن مسارين الأول سياسي وقد يأخذ بعض الوقت، وهو المسار المتبع حاليا مع مهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة كوفي عنان، والثاني هو طلب وقف القتال الدائر بين الاطراف السورية.
وأشار العربي إلى إن الأزمة السورية تم إحالتها إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة منذ أواخر يناير الماضي وأن المجتمع الدولي لم يتمكن حتى هذه اللحظة من حلها.
وحول تسليح المعارضة قال العربي إن قرارات الاجتماعات الوزارية على مستوي الوزراء العرب لم تقر تسليح المعارضة، وبالتالي لن تقر الجامعة أو غيرها من المنظمات تسليح المعارضة إرتباطا بقرارات الاجتماعات الوزارية. مؤكدا أن حقن الدماء هو المطلب الرئيس لكافة المنظمات ومنها الجامعة العربية.
وحول رغبة عدد من الدول العربية فى إرسال قوات عربية إلى سورية لوقف العنف، قال العربي إن هناك بعض الدول العربية التى تنادي بذلك نظرا لشعورها بالقلق مما يحدث فى سورية ولديها رغبة فى وقف العنف ولكنها لم تتقدم بطلب بذلك على أرض الواقع.
وكشف الأمين العام للجامعة العربية عن أن مسألة تطوير ميثاق الجامعة العربية، وخصوصا فى ظل تشكيل لجنة فى قمة سرت الأخيرة بشأن ذلك، مازالت موجودة على الورق فقط. مشيرا إلى أنه طلب بتشكيل لجنة لوضع مطالب الفترة الراهنة، وسيتم عرضها على قمة بغداد، ومنها على سبيل المثال إعادة هيكلة الجامعة وإعادة الاتفاقيات الموقعة.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد أنها تعني إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي الفلسطينية والعربية، بما يتوافق مع الشرعية الدولية. وقال أن هذا متوقفا نتيجة لوجود حكومة إسرائيلية متطرفة لا يستطيع أن يضغط عليها أحد سوي الولايات المتحدة التى تنشغل حاليا بانتخابات الرئاسة.
وحول التوجه إلى مجلس الأمن والعديد من المنظمات الدولية بشأن القضية الفلسطينية، قال في ظل الأبواب المغلقة الآن لا بد من التحرك إلى الأمام فالمطلوب حاليا هو التوجه إلى المجتمع الدولي بكل أركانه وأشكاله.