[email protected] – الساتيا جراها و25 يناير كل منها ثورة سلمية، “فالساتيا جراها” حركة وطنية للهنود بقيادة الزعيم والأب الروحى غاندى أبو الهند الحديثة الذى كان وقتها محامياً
[email protected]
– الساتيا جراها و25 يناير كل منها ثورة سلمية، “فالساتيا جراها” حركة وطنية للهنود بقيادة الزعيم والأب الروحى غاندى أبو الهند الحديثة الذى كان وقتها محامياً شاباً، وكانت مبادئ هذه الحركة تقوم على: اللاعنف أو العصيان المدنى، ومقاومة الأذى فى صبر وتحمل، والكفاح السلمى ضد المستعمر الإنجليزى، وذلك أبتداء من نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى نالت الهند استقلالها عام 1947 بغير أنقلاب عسكرى وعدم حمل أى سلاح مدمر بل كان السلاح المستخدم هنا كوسيلة للكفاح هو مؤتمر سياسى أخر من نوع فريد ألا وهو الصيام الذى كان غاندى يعلنه أوقات الأزمات وظهور الأنقسام بين الصفوف مما جعل الشعب باختلاف طوائفه يجتمع على التعلق به، أيضاً نجد أسلحة المثابرة وعقد الاجتماعات وتحرير عراضى الالتماس والاحتجاج وجمع التوقيعات عليها، وإصدار صحيفة “الرأى الهندى” لتتابع مراحل النضال خطوة بخطوة.
– بالإضافة إلى ما سبق كان هناك سلاح مهم وهو مقاطعة الهنود العزل للبضائع الأجنبية متخذين من زعيمهم الروحى غاندى مثلاً أعلى فى حمل المغزل الوطنى الذى نادى به منذ عام 1922، ذلك أن إنجلترا كانت تشترى القطن من الهند بأرخص الأثمان ثم تعيد بيعه لهم كنسيج بأسعار باهظة وتحقيق مكاسب كبيرة على حساب الشعب الهندى الفقير.
– وبذلك نجحت فلسفة الساتيا جراها أو اللاعنف فى إجبار السلطات الإنجليزية على تسليم السلطة سلمياً لأيدى الهنود الذين يزخر تاريخهم بثراء معرفى وحضارى وسياسى.
– وإذا أتينا إلى ثورة 25 يناير نجد هذا السلاح المستخدم “اللاعنف” حينما قام شباب مصر فاعتصموا معاً من غير سلاح، ولم يرتكبوا عنفاً من أى نوع ضد النظام بل على العكس وقع عليهم الاعتداء والأذى…
توحد الطوائف
– ثمرة أخرى من ثمار حركة “الساتيا جراها”: نجح غاندى المولود فى “بوربندر” عام 1869 فى لم شمل الأمة الهندية على أختلاف طوائفها (مسلمين ومسيحيين وهندوس)، وأعلن إنه لن يكف عن صيا مه حتى الموت إذا لم يصلح الهندوس من أنفسهم ويتعاملون مع اخوانهم المسلمين معاملة كريمة، وفى أقل من ثلاثة أيام رد الهندوس ما عليهم للمسلمين وأعلنوا ألتزامهم بحماية مصالحهم، لكن غاندى دفع حياته ثمناً لهذا الإيمان والصيام من أجل عدالة المساواة بين البشر، حيث قام أحد الشباب الهندوس برميه بالرصاص ولكن موته فى 30 كانون الثانى (يناير) قضى على النزعة الطائفية إلى حد ما فى المجتمع الهندى، وصار المسلمون يتقلدون أرفع المناصب فى الدولة الهندية ويمثلونها كسفراء يعتد بهم أمام دول العالم.
– شيئاً من هذا التوحد نجده فى 25 يناير التى أجتمع الثوار فيها: (رجالاً ونساءً بل وأطفالاً، مسلمين ومسيحيين) وهتف الجميع من القلب “مسلم مسيحى إيد واحدة…” علماً بأن كل طرف كان يحمى الطرف الآخر أثناء الصلاة…
– لقد أنتصر فكر اللاعنف فى زمن أخذت تتضاءل فيه الشخصية الإنسانية أمام تطور الآلة بشكل خطير، وصار اللاعنف وقبول الآخر سلاحاً فريداً وشامخاً فى وجه السلاح المادى المدمر، لذلك كان تبنى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2007 للإعلان عن اليوم العالمى للاعنف فى 2 أكتوبر (ذكرى ميلاد غاندى) قراراً له دلالته العميقة فى تقدير هذا الرائد ودعوته الإنسانية النبيلة لنشر رسالة اللاعنف فى جميع أنحاء العالم…
قراءة التاريخ
– من يقرأ التاريخ يعرف مدى العلاقات القوية التى تربط بين الهند ومصر خلال فترة كفاح البلدين ضد الاستعمار فى نفس الوقت الذى ظهر فيه الزعيم سعد زغلول والمهاتما غاندى وتأثر بعضهما البعض، بل تمتد هذه العلاقات بين البلدين إلى الحضارة القديمة التى قامت على الزراعة منذ أقدم العصور.
– فى عام 1930 قام غاندى بزيارة مصر خلال جولته إلى لندن واستقبله المصريون استقبالاً حاراً، وقام أمير الشعراء أحمد شوقى بتأليف قصيدة عن غاندى، كما كتب عنه أيضاً الأديب الكبير عباس محمود العقاد وظل حاضراً فى الذاكرة المصرية حيث كتب أيضاً شاعر العامية المصرية أحمد فؤاد نجم قصيدة بعنوان (ساتيا جراها)، والساتيا جراها هى فلسفة النضال والكفاح سلمياً أى اللاعنف فى استراداد الحقوق.
– وقد قام النحات الهندى الشهير “Ram sutar” بصناعة تمثال من البرونز لغاندى تم إهداؤه إلى مصر مؤخراً من المجلس الهندى للعلاقات الثقافية، ووضع هذا التمثال الرمزى فى ساحة المجلس الأعلى للثقافة. حدث هذا فى احتفال كبير شهده مثقفون وفنانون مما يؤكد ضرورة قيمة “اللاعنف” فى السياسة والثقافة المصرية.
تحية إلى هذا المناضل الكبير والإنسان العظيم المهاتما غاندى الذي ارسى مبادئ الساتياجراها أو اللاعنف
—
س.س