التغيير وصية كتابية, إذ قال معلمنا بولس الرسول: تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم (رو12:2). والتغيير له ركائزه مثل: تجديد الذهن بالتوبة, والعضوية في جسد
التغيير وصية كتابية, إذ قال معلمنا بولس الرسول: تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم (رو12:2). والتغيير له ركائزه مثل: تجديد الذهن بالتوبة, والعضوية في جسد المسيح الكنيسة, والخدمة داخل الكنيسة, والشهادة للمسيح في المجتمع. لكن السؤال يبقي: كيف أتغير؟
رسم لنا الكتاب المقدس, والكنيسة الأرثوذكسية, أن التغيير في الإنسان يتم من خلال: الجهاد الأمين, النعمة الإلهية, ولا خلاص للإنسان بغير هذين العاملين: جهادي الشخصي, نعمة الله. جهاده الشخصي بمفرده لا قيمة له بأعمالي ليس لي خلاص, ونعمة الله بدون تجاوبي معها, لا تعمل في. هذا العمل المشترك هو طريق الخلاص.
1- الجهاد الإنساني
يجب أن يجاهد الإنسان من أجل خلاص نفسه, فقديما قال الآباء: الله الذي خلقك بدونك لا يخلصك بدونك ويتضح هذا الجهاد في صور عديدة مثل:
1- صدق النية: هل أنا أحب أن أتخلص من خطاياي؟ السيد المسيح سأل المفلوج: أتريد أن تبرأ؟ (يو5:6) إن روح الله يبكتني كلما أخطئ لكن: هل أنا أريد أن أتخلص من خطاياي, وأحيا للرب؟ السيد المسيح يقول: أنا واقف علي الباب وأقرع (رؤ3:20), وهو لا يفرض نفسه علي, إلا أنني إذا سمعت, وفتحت يدخل إلي, ويتعشي معي.
2- بذل الجهد: من غير المعقول أن أستسلم لعدم الخير ونوازع الخطية, ولا أبذل أي مجهود أو مقاومة وأتوقع الانتصار. المطلوب مني:
- حفظ الحواس: ماذا أسمع؟ وماذا أقول؟.. وماذا أشاهد؟
- العلاقات المقدسة: يستحيل الخلاص وأنا وسط أصدقاء منحرفين.
- المقاومة ضد الخطية: ومحاولة عدم السقوط بقدر الإمكان, والابتعاد عن مواطن الإثارة.
- إذا سقطت أقوم: ولا أترك نفسي في حمأة الخطية, بل أقدم توبتي للرب, ثم أعترف بخطاياي للأب الكاهن لأنال الحل والإرشاد.
3- الشبع الروحي: النفس الشبعانة تدوس العسل (أم 27:7).. مهم أن أشبع بوسائط النعمة مثل: الصلوات والتسابيح- الكتاب المقدس- التناول المحيي- الصداقات البناءة- القراءات الروحية- الاجتماعات الروحية- الأصوام.. إلخ.
4- السهر الروحي: أي أن أسهر علي نفسي, مراقبا حواسي وسلوكياتي, ومتوقعا الحروب الروحية, ومستيقظا علي الدوام, مسلحا بأسلحة الروح المذكورة في (أف6).
2- النعمة الإلهية
حينما نشبع بوسائط النعمة تحل علينا نعمة الله, ونهتف مع الرسول: أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني (في4:13).
ونعمة الله تقوم بما يلي:
1- التبرير: إذ أتبرر بدم المسيح الفادي, الذي حمل خطايانا في جسده علي خشبة, ودفع عقوبة الخطية بدلا مني.
2- الخلاص: إذ يخلصني الرب من الخطية الجدية بالمعمودية, ومن الخطايا الفعلية بالجهاد الروحي والتوبة والاعتراف والشبع المستمر.
3- التقديس: إذ يسكن في روح الله فأصير هيكلا مقدسا له, كما حدث حينما رشمت 36 رشما بالميرون المقدس.
4- التمجيد: إذ نشعر أننا أولاد الله ونحن بعد في هذا العالم, وفي النهاية, عن القيامة, نلبس أجسادا نورانية, ونصعد إليه في السموات, ونحيا معه إلي الأبد كوارثين في ملكوته المجيد.
وهكذا بالجهاد الإنساني + النعمة الإلهية يمكن أن نتغير إلي الأفضل!!
* تتبعوا أسئلة مسابقة الصوم الكبير من الأحد القادم