قال الرب يسوع مثلا: كانت لواحد شجرة تين مغروسة في كرمه فأتي يطلب فيها تمرا ولم يجد… فقال للكرام: هوذا ثلاث سنين آتي أطلب ثمرا في هذه التينة
قال الرب يسوع مثلا: كانت لواحد شجرة تين مغروسة في كرمه فأتي يطلب فيها تمرا ولم يجد… فقال للكرام: هوذا ثلاث سنين آتي أطلب ثمرا في هذه التينة ولم أجد. اقطعها. لماذا تبطل الأرض أيضا؟ فأجاب: يا سيد اتركها هذه السنة أيضا حتي أنقب حولها وأضع زبلا. فإن صنعت ثمرا وإلا ففيما بعد تقطعها (لو 13:6-9).
الكرمة: ترمز إلي كل إنسان منا.
الثلاث سنين: ترمز إلي مراحل العمر (الطفولة, الشباب, الرجولة).
فقد يحاول الله أن يدعو الإنسان وهو طفل فلا يسمع, ثم وهو شاب فلا يسمع, ثم وهو رجل فأيضا لا يسمع.
وهنا يقول العدل الإلهي: أقطعها! ولكن الرحمة الإلهية تقول: أتركها هذه السنة أيضا! وهنا يقول الرب لكل إنسان منا: ها أنا أعطيك سنة جديدة, فماذا أنت صانع أيها الكرام في حياتك؟
ثلاثة أشياء هامة:
أ- التنقية.
ب- التغذية.
ج- الإثمار.
وهذ الثلاثة أشياء, لابد أن نصنعها في السنة الجديدة, بمعونة الله.
1- التنقية:
فالكرام ينقي التربة حول الزراعة, فإن كان هناك شوك ينزعه, أو حشائش ضارة تمتص غذاء النبات, وبذلك تتغذي التينة جيدا وتثمر.
وأيضا عندما ينقب, فهو يعرض هذه التربة للشمس, وإن كانت هناك بعض الحجارة تمنع الجذر من النمو, يأخذها, ويرميها بعيدا.
الحشائش والأشواك هنا, ترمز إلي شهوات العالم, والحجارة ترمز إلي الخطايا المحبوبة, التي تعطل نمو الحياة الروحية.
فماذا تريد أن أفعل يارب؟ يقول الرب:
أولا: حاسب نفسك في كل سنة, وفي كل شهر, وفي كل أسبوع, بل وفي كل يوم.
حاسب نفسك قبل الخطأ, وعند الخطأ, وأثناء الخطأ, وبعد الخطأ.
حاسب نفسك عن: أفكارك, وحواسك, ومشاعرك, وإرادتك, وأعمالك, وخطواتك…
وهذه هي عملية التنقية والتنظيف, فإن وجدت أي آفات وعرضناها للشمس فسوف تموت, وإن كانت أية أعشاب سوف تنقطع من خلال محاسبة النفس.
إن حياة الإنسان لا تستطيع أن تثمر إن لم ينقب حولها, وننقيها من أخطائنا.
التغذية:
قال الكرام: أضع زبلا, فهل كنت في العام الماضي أغذي التربة التي لدي؟ وإن كنت أغذيها فلماذا لم تثمر؟ إذن, فبعد أن أحاسب نفسي علي أخطائي, أضع خطة للسنة الجديدة أستطيع من خلالها -تغذية حياتي حتي تثمر.
فهل لدي خطة إشباع للسنة الجديدة؟
فمثلا:
الصلاة, كيف نصلي؟ يجب أن يكون لدي برنامج للصلاة, فيها أفتح قلبي لله. كما أن الأسرة يجب أن يكون لها مذبح عائلي, حتي ترتبط الأسرة بالمسيح والكنيسة, ومع بعضها البعض, وهكذا يكون المسيح داخل البيت, ووسط الحياة.
ماذا عن قراءة الإنجيل؟فـكلمة الله حية وفعالة (عب4:12) وتستطيع أن تغير من الإنسان كثيرا, فكلام الله كالسهام التي تدخل القلوب, وكالدواء الذي يداوي كل الجروح.
ماذا عن التناول؟ يجب أن أشبع فيه أيضا, حتي أثبت في المسيح, ويثبت المسيح في.
كذلك الاجتماعات الروحية والقراءات الروحية. هذا هو السماد الذي يغذي الحياة الروحية.
كذلك الصوم والخدمة… وكل وسائط النعمة…
هذه هي الركائز الأساسية للشبع الروحي.
3- الثمار:
حين تتنقي التينة مما يعطل نموها, وحينما تتغذي حسنا, وتتخلص من آفاتها, حينئذ تثمر جيدا: ثلاثين وستين ومائة.
وهذه الثمار هي ثمار الروح القدس: محبة, فرح, سلام, طول أناة, صلاح, تعفف, وداعة, لطف, إيمان (غل5:22).
* محبة: نحب كل الناس بالمحبة المنسكبة فينا بالروح القدس.
* فرح: وهذه علامة المسيحيين, بسبب سكني المسيح فيهم.
* سلام: نابع من الاتكال علي الله, وتسليم الحياة له.
* طول أناة ولطف: إذ نرفض العنف ونتعامل مع الجميع بلطف.
* وداعة: أن يكون الإنسان وديعا, هادئ الصوت.
* تعفف: أي أن يكون طاهرا يرفض الخطأ والخطية.
* إيمان: يكون مؤمنا واثقا في الله, فهو أمسا واليوم وإلي الأبد (عب 13:8).
الرب يعطينا محاسبة جيدة لأنفسنا في نهاية عام 2011, وعاما جديدا بحسب مشيئته المقدسة وهو عام 2012, وكل عام وأنتم في ملء بركة الإنجيل.