تنويه إعلامي جميل شاهدته علي قناة سي تي في يظهر فيه رجل تعطلت سيارته فاقترب منه شيخ يعرض عليه المساعدة فقبلها شاكرا وممتنا.. وبدءا كلاهما في دفع السيارة المتعطلة إلي الأمام بكل همة ونشاط وبدأت السيارة تتحرك والصليب المعلق علي مرآتها يرفرف داخلها.. ويد الشيخ الممسك بسبحته تدفعها إلي الأمام.
رغم أنه مشهد غير مستغرب علينا كمصريين ومارسناه معا كجيران كثيرا.. إلا أننا اليوم أكثر حاجة أن نركز عليه, فكلا الرجلين معتزا بديانته.. إلا أن الصليب لم يكن حاجزا أمام الممسك بالسبحة, ولا العكس, فكل احترام عقيدة الآخر والأهم أنهما تشاركا في دفع عجلة الحياة.
مش مهم نقول صباح الخير أو السلام عليكم…. فلنعتبرهما كما اللهجات المصرية المختلفة من محافظة لأخري, ولكنها في النهاية تعني التحية ولكن من المهم ألا يستنكر أحدنا لهجة الآخر.
لن أخفيكم سرا بأنني لم أكن أتعامل قبلا مع نساء منتقبات وكنت أستشعر دائما بأنهن داخل جدار يعزلهن عن المجتمع أو بمعني آخر يرسلن من خلال النقاب رسالة تقول ممنوع الكلام إلا مع من تشبهني.. ولكنني ألتقي الآن بالكثيرات منهن في كل مكان.
في عربة النساء بمترو الأنفاق جاورتني سيدة منتقبة تمسك طفلة صغيرة.. داعبت الطفلة كعادتي مع الأطفال, خلي الكرسي الذي أقف أمامه.. وشكرت الله أن من قامت لم تعتبره ميراثا تتنازل عنه لمن يروق لها وهو الأمر الذي أتصدي له كثيرا.. ولكنني أثرت أن تجلس تلك الأم بدلا مني لأنها تصطحب طفلة فإذا بها تتواري لأجلس أنا.. وبينما نتعازم قامت الراكبة المجاورة استعدادا للنزول فجلسنا كلانا متجاورين وتبادلنا أطراف الحديث واستمتعت بلغة العيون وبخفة ظل صاحبتها.. ثم همت بالنزول في محطتها وهي تجذب طفلتها وتهنئني بالعيد الذي كان وشيكا الذي ظهرت استعداداته من حقائب المشتريات التي أحملها, ومن أيقونة السيدة العذراء علي صدري.
هذه هي مصر.. وستظل بأبنائها وبخصوصية شعبها الرائع