منذ انتهاء الحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه والتي استمرت أكثر من 20 عاما وبعد توقيع اتفاقية السلام في نيفاشا بين الطرفين بدأ الجنوب في استعادة أنفاسه من جديد,وبدأت العديد من قنصليات دول العالم فتح مكاتب لها في الجنوب ومن أوائل هذه الدول كانت مصر التي دائما تساعد كل من يلجأ إليها.وعن القنصلية المصرية في جوبا والتعاون بين مصر والجنوب كان لنا هذا الحوار مع السيد خالد صلاح سليم القنصل المصري بجوبا.
* متي توليت مهام عملك بالقنصلية بجوبا؟
** توليت مهام العمل كقنصلا في أكتوبر الماضي بجوبا وقد استلمت العمل من القنصل السابق وأول قنصل بجوبا وهو خالد عبد الرحيم والذي كان موجودا منذ ديسمبر 2005 بعد توقيع اتفاقية السلام.
* ما هدف تواجد القنصلية ومهام عملك هناك؟
** فتحت القنصلية المصرية بمدينة جوبا أكبر مدن الجنوب بهدف تدعيم العلاقات مع الأشقاء في الجنوب ومتابعة سير المشروعات المصرية الممنوحة لتنمية الجنوب في فترة مابعد الحرب والذي يحتاج إلي مشروعات للبنية الأساسية,أما عن مهام عملي فيأتي أولها التواصل مع حكومة الجنوب ودعم العلاقة بالجنوب مثل الشمال دون تفرقة,وأيضا منح التأشيرات للإخوة السودانيين سواء الشماليين أو الجنوبين.
* ما رأيك في مدينة جوبا؟
** منذ أن قدمت إلي الجنوب أشعر بأنني وسط أهلي ومدينة جوبا رغم أنها تمر بعمليات التنمية والإعمار وبها بعض المصاعب البسيطة من نقص الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والطرق التي نتعاون للتغلب عليها إلا أن جوبا من أروع مدن العالم من حيث الطبيعة والنقاء فهي مدينة يتواجد فيها بكثرة المناطق الخضراء وتتمتع بالنظر إليها والإقامة بها خاصة في منطقة بحر الجبل المحاطة بنهر النيل لذا فمن الممكن استغلال طبيعتها في نواح سياحية وهي إحدي القوي الكامنة بجوبا ومن الممكن أن تصبح أحد المصادر الأساسية للدخل في الجنوب .
* ماذا عن مشروعات التعاون الحالية بين مصر والجنوب؟
** هناك الكثير من المشروعات التي تنفذها مصر لمساعدة الجنوب في كافة المجالات وبأيدي مصرية-جنوبية أولها مشروعات الكهرباء لإقامة 4 محطات كهرباء لإنارة 4 مدن هي واو,رومبيك,ملكال,ويلمبيو وقد تم الانتهاء من محطة واو وسوف يتم البدء في المحطة التالية خلال أبريل المقبل وسيتم التنفيذ وفق الجدول الموضوع بتكلفة إجمالية 157 مليون جنيه.
والمشروع التالي هو إنشاء3 مدارس بجوبا وجونجلي وبور وقد تم الانتهاء من إنشاء مدرسة ثانوية فنية بجوبا وتم تسليمها بالفعل للحكومة الجنوب لافتتاحها قريبا وجار البدء في إنشاء مدرسة جونجلي خلال النصف الثاني من العام الحالي بتكلفة 7 ملايين جنيه وهناك مشروع آخر هو إنشاء فرع لجامعة الإسكندرية في جوبا وهو الآن في طور الدراسة وسيتم البدء فيه قريبا,وفي نفس الإطار منحت مصر إقليم الجنوب 300 منحة دراسية بالجامعات المصرية شاملة الإقامة ومصروفات الدراسة.
أما في مجالات التدريب فهناك تعاون مشترك لتدريب ضباط الشرطة الجنوبيين في مصر وسيتم هذا العام تدريب 170 ضابطا بكافة التخصصات.
وقد تم خلال العام الماضي توقيع مذكرة تفاهم بين مصر وحكومة الجنوب في مجال الري والموارد المائية وسيتم في الفترة القادمة بدأ تنفيذ 6 مشروعات لدعم قطاع الموارد المائية والري وسيتم التنفيذ علي التوازي بتكلفة مبدئية 37 مليون جنيه تمولها مصر.
وقريبا سيتم افتتاح أول عيادة طبية مصرية متكاملة بمدينة جوبا وقد تم الانتهاء من المباني وقد تم إعداد 7 أطباء مصريين في التخصصات المختلفة لتشغيل العيادة بتكلفة مبدئية 5 ملايين دولار والتي ستقدم خدمات وأدوية مجانية للمرضي وهي منحة من مصر وقد تم الاتفاق علي العيادة خلال توقيع اتفاق مع السيد جوزيف منتويل في يناير الماضي وهو وزير الصحة بحكومة الجنوب لتشغيلها خلال أبريل المقبل وتعد هذه أول مساعدة مباشرة من مصر يشعر بها المواطن البسيط حيث إن المشكلة الصحية تعد واحدة من أهم المشكلات التي تواجه المواطنين بعد الحرب,وسيتم توجيه الدعوة للفريق أول سلفاكير ميارديت النائب الأول للرئيس السوداني ورئيس حكومة الجنوب لافتتاح العيادة
* هل هناك تعاون في مجالات أخري؟
** نعم هناك تعاون في مجال الإعلام للتدريب في مجال الإعلام ولبث القناة الجنوبية علي القمر الصناعي المصري نايل سات وهي الآن في مرحلة البحث.
وهناك تعاون مع جميع المسئولين الذين نكن لهم كل احترام وتقدير أولهم الرئيس سلفاكير والنائب رياك مشار ووزير الشئون الرئاسية لوكا بيونج وبرنابا بنجامين وزير التعاون الإقليمي والسيد عبدون أجاو أمين عام الحكومة والكثير من المسئولين.
* ماذا عن علاقات التعاون بين قنصلية مصر بجوبا ومكتب حكومة الجنوب بمصر؟
** هي بالأساس علاقة صداقة تجمع بيني وبين الدكتور فرمينا مكويت ممثل الحكومة بمصر والشرق الأوسط وهناك أيضا تعاون في مجال العمل لتقديم كافة الدعم المطلوب للمكتب إيمانا بأن المكتب يعد أحدي الوسائل الرئيسية لتدعيم العلاقة بين مصر وجنوب السودان منذ افتتاحه في يونية 2007 إلا أن نشاطه ملحوظ في كافة المجالات ويعمل علي تكملة دور القنصلية المصرية بجوبا.