يمثل مرض الإيدز حالة من العار الاجتماعى التى ليس لها شبيه فى مجتمع يقدس كل مظاهر التدين .من لحى طويلة وملابس بيضاء.وعلامات صلاة وسبح وبخور وصور قديسين .لذلك تعد الاصابة بهذا المرض اللعين اصابة فى
يمثل مرض الإيدز حالة من العار الاجتماعى التى ليس لها شبيه فى مجتمع يقدس كل مظاهر التدين .من لحى طويلة وملابس بيضاء.وعلامات صلاة وسبح وبخور وصور قديسين .لذلك تعد الاصابة بهذا المرض اللعين اصابة فى نقاء السيرة وطعنة فى الظهر والبراءة وإعلان فساد المصاب وانحلال خلقة .الامر الذى يعبر عن جهل بطرق اخرى غير الجنس ينتقل بها هذا المرض الى الانسان .لذلك يأتى فيلم اسماء للمخرج المتميز عمرو سلامة كصفعة قوية على وجوه المنافقين والمصابين بايدز التدين الذى لاشفاء منه .بل هم مشغلون بدهانة القبور متجاهلين نتانتها فى الداخل .متجاهلين أن الله يطلب القلب والقلب فقط
وقبل عرضنا لفيلم اسماء نشير إلى أن السينما المصرية قدمت بعض الأفلام التى تعرضت للايدز كمرض مرعب من ذلك فيلم الحب والرعب بطولة شريهان ومحمود الجندى واخراج كريم ضياء الدين وانتاج عام 1992
ويدور حول الدكتورة هند – شريهان -التى تعود من أمريكا مع طفلتها ومعها أيضًا جثمان زوجها ثم تترك طفلتها في دار الحضانة وتستأجر شقة مفروشة ثم تتجول هند بين الحانات والبارات وتصل إلى حالة السكر البين فيقوم أحد الشباب باختطافها واغتصابها. تذهب إلى حبيبها السابق أحمد وتقضي ليلتها في شقته ويتورطان بعد أن يكثران من شرب الخمر. تعترف هند لأحمد بأنها مريضة بالإيدز، ينهار ويقرر اللجوء إلى أحد الأطباء الذي يؤكد له أن فيروس الإيدز انتقل إليه. يقوم بالإبلاغ عن هند التي انتقل إليها المرض عن طريق الزوج. تقرر عصابة استخدام هند لقتل زعيم عصابة وترضخ هند بعد أن يخطفوا وليديها وطفلتها للضغط عليها، وينتقل المرض للزعيم الأول الذي قام بالاتفاق معها إذ تخونه زوجته مع زعيم العصابة الثانية بعد معاشرته لهند. وفي النهاية تلجأ هند للبوليس للكشف عن العصابة وتسلم نفسها. فالفيلم استخدم مرض الايدز كسلاح مرعب للانتقام بديلا عن القتل
وحول الايدز كعقاب للانحراف حتى إذا كان لأول مرة تدور أحداث فيلم الحب فى طابا بطولة هشام عبد الحميد ونجاح الموجى وممدوح عبد العليم واخراج أحمد فواد حيث يذهب ثلاثة أصدقاء فى رحلة إلى طابا ويقضون ليلة مع سائحات فيصابون بالايدز وتتحول حياتهم الى جحيم
وعن الايدز الناجم عن العلاقات الجنسية الشاذة قدمت ايناس الدغيدى شخصية شاب قام بدوره الفنان محمود عبد الله فى فيلم ديسكو ديسكو
ولا تخلو الافلام الكوميدية من إشارة إلى الايدز كحل للنجاة من الاغتصاب من ذلك فيلم بخيت وعديلة – الجردل والكنكة – حيث تكذب شيرين على مديرها فى العمل –ممدوح وافى – الذى حاول أن يغتصبها فتدعى اصابتها بالايدز لتنجو من براثنه
أما فيلم اسماء بطولة هند صبرى وماجد الكدوانى وهانى عادل وسيد رجب فيعد بالفعل أول فيلم يلمس حياة مريض ليس له ذنب فى اصابته بهذا المرض ويفضح المجتمع المنافق الذى يسمح بممارسة كل الرذائل ولكن فى الخفاء
تدور احداث الفيلم حول اسماء- هند صبرى فى واحد من أعمق وأجمل أدوارها – التى يدخل زوجها السجن لأنه قتل عن الطريق الخطا رجل اعتدى عليها بالضرب وفى السجن يتعرض للاغتصاب – لم تظهر مشاهد بالفيلم لذلك ولكنهيفهم من سياق الفيلم – وعندما يخرج من السجن يحاول الابتعاد عن زوجته ولكنها تصر على الانجاب منه وتصاب بلايدز وهنا تبدا الماساة بين مواجهة مجتمع لايرحم من يظهر عليه اثر الخطيئة وتنتقل اسماء للمدينة تحاول ان تهرب من وجوه تعرفها وتصاب بالمرارة حيث يرفض الاطباء اجراء الجراحة لها – يظهر مشهد قوى لطبيب ملتحى عرض أن يعمل العملية بشرط أن يعرف طريقة اصابتها بالمرض ولكن اسماء ترفض ذللك – وتلجأ لمذيع شهير – ماجد الكدوانى الممثل البارع الذى يسر بخطوات واثقة نحو التفرد والتمييز – والى يعشق سخونة الحلقات لذلك يريد منها الظهور بالبرنامج بوجهها .وبعد تردد تقرر الظهور لتفضح المجتمع المنافق
الفيلم قصيدة إنسانية متميزة ترفع القناع عن كائنات تعشق التخفى .ويؤخذ عليه استخدام تقنية الفلاش باك بكثرة ودون دقة ولكنه يعد من افضل افلام عام 2011إن لم يكن افضلها على الاطلاق رغم مباشرة رسالته ومطالبة بوضوح قبول هولاء المرضى فالذى منا بلا خطية فليرجمهم بحجر أو لايشاهد هذا الفيلم الذى خرج بافلام الايدز من دائرة الرعب إلى دائرة الإنسانية.
==
س.س