بقلم يولي تامير
بدأ ليبرمان وزير الخارجية الأسبوع قبل الماضي حروبه الكلامية التي لا فائدة لنا من ورائها. وبدأ ليبرمان فترة ولايته بقوله إن اتفاقية أنابوليس ليست ملزمة لإسرائيل, وأن اتفاقية السلام مع سورية لا تشمل الانسحاب من هضبة الجولان, وهذا يؤكد مخاوف نتنياهو بأن الحكومة الجديدة ليست حكومة وحدة وطنية أو حكومة مركزية بل حكومة يمينية بالدرجة الأولي.
الانتقادات الداخلية والخارجية التي توجه لنا بسبب تلك التصريحات في محلها, لكن ليبرمان يري في أقواله مغزي آخر فهو يقوم باختبار مدي عنترية أقواله, كان يمكن أن يكون ذلك مقبولا مع أي من الأحزاب الداخلية لكن استخدام هذا الأسلوب في السياسة الخارجية سوف يؤدي إلي موت المسيرة السياسية.
قبل أيام معدودة وقف وزراء حزب العمل في اجتماع الحزب وأوضحوا أنهم يجب أن يكونوا مركز معارضة أمام ليبرمان قائلين إن ليبرمان سيجر الحكومة إلي أقصي اليمين ويجب علي حزب العمل أن يوقفه.
إذا لم يقم حزب العمل الآن ويقول لليبرمان كفي سيفقد الحزب قدرته علي التأثير في الحياة السياسية, ولن يقوم ثانية.
حزب العمل لا يوجد لديه شخصية جماهيرية مثل عوفديا يوسف ولا يخرج منه أفكار قوية تؤمن الاستقرار والمسيرة السياسية, حزب العمل يبقي فقط صامتا. وأحيانا يكون الصمت علامة علي الحكمة وأحيانا يدل علي الضعف, أما صمت حزب العمل فهو يدل علي ضياع الطريق فليبرمان وحده صاحب الطريق, وطالما أن المتحكم في الأمور مجنون فلن يجد أحد يوقفه.
ليبرمان أثبت بأنه لا يبالي بأحد, فهو لا يكترث بليفني التي تتصيد أخطاءه ولا يهتم برئيس مصر ورئيس سورية كما أنه لا يهتم بمجلس الأمن. وهو أثبت للجميع أننا لا نتحمل السلام.
أقصي ما يستطيعه ليبرمان هو الكلام, ولكن السياسة الخارجية تعتمد بشكل رئيسي علي الكلام وكثير من الحروب تفجرت نتيجة كلمات غير محسوبة. وستنتهي هذه المهاترات الكلامية الذي خرج من فم ليبرمان إلي المزيد من الغضب والمعانة التي ستقودنا إلي المزيد من الحروب.