لم يكن هوارد كارتريعتقد أن الفندق الذي يقف أمام بواباته الرئيسية أربع سنوات يبيع لوحاته المائية سوف يشهد صعود نجمه الأول ويلتف العالم حوله.
إنه فندق ونتر بلاس الذي احتوي بداخله الكثير من الأحداث والشخصيات المهمة.فكان الملجأ الوحيدلهوارد كارتربعد الخلاف الذي شب بينه وبين القنصل الفرنسيبولينيربسبب ضرب كارتر لأحد السكاري الفرنسيين عند تعرضه لخيمة النساء وخشي القنصل أن تنشر الصحف الفرنسية القصة وتثير أزمة,فطلب من كارتر الاعتذار للفرنسيين فرفض,وعادت المحاولة علي يد مدير عام الآثار الفرنسيماسبيروالذي طلب منه تقديم اعتذار شكلي لاحتواء الأزمة,غير أنه تمسك بموقفه ورفض رغم تدخلاللورد كرومرالمندوب السامي البريطاني وأدي ذلك إلي طرده من مصلحته الآثار فوجد كارتر نفسه عاطلا فتوجه إلي الأقصر ووقف أمام فندق ونتر بالاس يبيع لوحاته ويرشد الأفواج السياحية.
حتي ذاع صيته عند اكتشافه لمقبرة توت عنخ آمون وليس هو فقط بل أيضاأجاثا كريستيالتي اكتسبت شهرة واسعة بسبب تأليفها روايةجريمة علي النيل والتي استوحتها من ذلك الفندق حتي أنها ضمنت في بعض مشاهد الرواية الإقامة بالفندق.
أسر الفندق منذ تأسيسه عام1903 علي يد المهندس الإنجليريجي كروزوقلوب محبي الجمال فبناؤه علي الطراز الفيكتوري ومساحته الشاسعة وحدائقه الواسعة الغينة كانوا سببا رئيسيا في أن يحتل الفندق موقع القصر الشتوي الذي يتوافد عليه الملوك,ويذكر أن الملك فاروق كان له جناح خاص هورويال سويتويعرف إلي الآن بجناح الملك فاروق,وعلي الرغم من الذكريات السعيدة للملك داخل الفندق فإن أروقته وصالاته شهدت بداية طلاق الملكة فريدة والملك فاروق في ديسمبر1941 وكان معهما شهيرة هانم وزوجها حسين صبري باشا شقيق الملكة نازلي ووصيغتها وزينب هانم والدة الملكة فريدة ووصيفة الملكة وخالها حسين سري باشا رئيس الوزراء وزوجته وشقيق الملكة الصغير شريف,وتم حجز طابق بأكمله في الفندق وسرعان ماشب الصراع بينهما وعلي أثره تم الطلاق ومع الزيارات المتكررة للفندق ذاع صيته فاكتسب شهره عالمية حتي أن الأميرأمبوتوولي عهد إيطاليا زاره ووقف في شرفته ومعه أحمد بك حسنين وأخذ ينثر النقود علي جمهور الفقراء الذين احتشدوا في الفناء وكذلك زار الفندق الملك أخوان كارولس وشاه إيراه والزعيم الإفريقي لومبا وجيمس بيكر…وغيرهم.
وهكذا كان ونتر بالاس قبلة السياحة للأثرياء المصريين والأجانب للاستمتاع بالشمس الدافئة وسط أجواء رأس السنة.
المرجع:الأقصر من100عام
عبد الجواد الحجاجي