حقائق وأرقام
أهم ما جاء فى هذا المسح والذى أعلنت نتائجه يوم 28 أبريل الماضى. ووصلت نسبة استهلاك التبيغ بين المصريين إلى حوالى 23% بين الفئات العمرية المنتجة وهى من سن 25 إلى 44 عاماً مايقرب من 26% فى الفئة العمرية من 45 إلى 64 عاماً.
** بلغ معدل انتشار استهلاك التبغ لأحد منتجاته بين خريجى الجامعات حوالى 16% وارتفعت هذه النسبة إلى حوالى 21% بين فئات غير المتعلمين تعليماً رسمياً وإلى ما يقرب من 26% بين أولئك الذين لم يكملوا التعليم الابتدائى.
** بلغ متوسط الانفاق الشهرى للمدخنين على السجائر حوالى 110 جنية مصرى.
** بلغ متوسط الاستهلاك اليومى للسجائر بين الذكور المدخنين علبة واحدة يومياً مقارنة بنصف علبة يومياً بين المدخنات.
** انتشرت ظاهرة تدخين الشيشة بين الفتيات، 0.6% من المصريات يستهلكن أحد منتجات التبغ، 0.3% منهن تدخن الشيشة.
** ذكرت 45% من المدخنات الحاليات للشيشة أن الزمن الذى استغرقته فى تدخينها هو 3.4 جلسة يومياً.
** 3.3% من المصريين يدخنون الشيشة حوالى 56% من مدخنى الشيشة يدخنوها فى المنازل، بينما يدخن ما يقرب من 36% الشيشة فى المقاهى العامة والكافيتريات، يستغرق 18% من مدخنى الشيشة ساعة واحدة تقريباً فى الجلسة الواحدة لتدخينها.
** أفاد 20% من مدخنى الشيشة أنهم يتشاركون فى تدخين نفس الشيشة مع أشخاص أخرين.
** ارتفعت نسبة مستهلكى التبغ (الممضوغ) بين الذكور والإناق فى المدن الحضرية الكبرى إلى 3% وفى ريف مصر إلى 3.5%.
** يتعرض ما يقرب من 61% من جميع العاملين فى أماكن عمل مغلقة لدخان التبغ السلبى مع أن ما يقرب من 59% من هؤلاء العاملين غير مدخنين.
** يتعرض لدخان التبغ السلبى أكثر من 49% من الذين يزورون أماكن رعاية صحية (عيادات، مستشفيات …. الخ)
ذكر 90% من البالغين الذين شاهدوا أفلاماً أو مسلسلات تليفزيونية أنهم رأوا مشاهدة تدخين السجائر، بينما ذكر 87% أنهم رأوا مشاهدة لتدخين الشيشة.
وهنا نقف لنرصد تكرار ظهور مشاهد التدخين خلال المسلسلات فى رمضان وكان أبرز هذه المشاهد مشهد عضو مجلس الشعب البارز وهو يدخن الشيشة فى أحد الأماكن الشيك فى مسلسل ( بالشمع الأحمر) بطولة يسرا وهو من أكثر المسلسلات مشاهدة فى رمضان والغريب أن المشهد كان مقحماً وراء معنى له فى سير الأحداث الدرامية للمسلسل ورغم مناشدة منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة لوزير الاعلام لحذف مشاهد التدخين فى التليفزيون كان هذا المشهد فى مسلسل بالقناة الأولى العادية، وليس فى الفضائيات فى أكثر الأوقات ذروة وأكثر المسلسلات مشاهدة.
لا تحجروا عليهم
وفى نفس السياق عندما زادت أسعار السجائر مؤخراً طالعاً المذيع المشهور والصحفى أصلاً محمود سعد فى مقدمة برنامج مصر النهاردة (البيت بيتك سابقاً) قائلاً : “ليه ترفعوا سعر السجائر المحلية دى الحاجة اللى الناس الغلابة بيحطوا فيها همهم” ارفعوا سعر السجائرالمستورد بلاش تضيقوا على الناس وتخنقوهم أكثر من كدة” بينما بين المسح العالمى لاستهلاك التبغ الذى كتبناه فى السطور السابقة أن 88% من التدخين الحاليين للسجائر يدخنون سجائر محلية الصنع.
العرض المسرحى
ذهب الإعلاميون وأنا منهم يوم 10 / 6 / 2010 لحضور الاحتفال بإعلان الاسكندرية أول مدينة خالية من التبغ خلال عامين اعتباراً من يونيه الماضى تاريخ إعلان هذه المبادرة وكان الاحتفال بمركز سوزان مبارك الإقليمى لتنمية صحة المرأة، استعدادات هائلة بحضور وزير الصحة ومحافظ الإسكندرية والمسئولين عن مبادرة مكافحة التبغ بمنظمة الصحة العالمية.
ورصد وزير الصحة فى كلمته القوانين الصادرة فى مصر لمكافحة التبغ ومن أهم البنود بها حظر التدخين فى الأماكن العامة المغلقة وحظر التدخين نهائياً بكافة صوره فى المنشأت الصحية والتعليمية والمصالح الحكومية والأندية الرياضية والزام المدير المسئول فى هذه الأماكن باتخاذ الإجراءات والمدير نفسه سيخع لغرامة قد تصل إلى 20 ألف جنية اذا كان هناك مدخن.
المفاجأة
وأثناء المؤتمر الصحفى كان هناك العديد من الأسئلة الموجهة لوزير الصحة ومحافظ الاسكندرية وكان السؤال الموجه منا لمحافظ الاسكندرية هو : هل يمكن جعل الاسكندرية بكل ما فيها من زائرين من مختلف دول العالم وهى تعد مدينة ساحلية وسياحية أيضاً بلا تدخين حيث أن مشهد شاربى الشيشة على مقاهى وكافيتريات الاسكندرية بطول الكورنيش يوحى بأنه لا يمكن السيطرة على هذه الظاهرة؟
رد المحافظ: سيتم تنفيذ القانون وإغلاق أى مقهى أو كافيتريا لا تلتزم بذلك ولا يهمنى سوى تنفيذ القانون. وستختفى نهائياً خلال الفترة القادمة ظاهرة شرب الشيشة على الملأ خارج المقهى، ومن يريد شرب الشيشة لابد أن يكون في المكان مصرح له وداخل المكان وقف النظام الذى حدده القانون حتى لو أثر هذا على السياحة . هذا كان رد المحافظ، ولكن لم تمض أيام وعلمنا أن المحافظ أجل جميع الاجراءات لحين انتهاء شهر رمضان وأيضاً أشهر الصيف حتى نهاية شهر سبتمبر الحالى!!
والسؤال هل عدم التدخين يعد عقوبة كان يجب تأجيلها حتى لا يغضب المدخنين وخاصة مدخنى الشيشة فى رمضان؟، والسؤال الثانى: هل رمضان هذا العام سيكون أخر رمضان ينعم فيه المدخنين بلا ازعاج من قوانين تحرمهم هذه المتعة؟ أم أن العرض المسرحى واحتفالية “اسكندرية مدينة بلا تبغ” انتهى وصعد مع أدخنة الشيشة فى هواء الاسكندرية المنعش؟
المفاجأة الثانية أن المستشار الإعلامى لوزير الصحة سأل المحافظ أثناء المؤتمر الصحفى هل يمكن أن يكون هناك نوع من الترضية أو التعويض لأصحاب المقاهى والأماكن التى سيتم فيها منع التدخين؟
فأجاب المحافظ بحزم: لن يحدث هذا أبداً بل من لم ينفذ (سيأخذ على دماغة) فنحن ننفذ قانون يجعل الهواء نظيف ولا ينفع هنا مبدأ إعطاء تعويض أو حافز لمن ينفذ قانون واجب التنفيذ.
لم ينته العرض بعد
وفى يوم 29 / 7 / 2010 دعت منظمة الصحة العالمية الاعلاميين فى مؤتمر صحفى بالتعاون مع وزارة الصحة المصرية لإطلاق الوزارة المجموعة الثانية من التحذيرات الصحية التى توضع على علب السجائر والمقصود هنا الصور التحذيرية والتى تم وضعها على علب السجائر منذ أغسطس عام 2008 تمشيا مع الإتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية من أجل مكافحة التبغ والتى انضمت اليها مصر حيث تبين أن الصور التحذيرية كان لها تأثير على المدخنين حيث رفعت هذه التحذيرات الوعى العام بأضرار التدخين كما أوضح ذلك المسح العالمى للبالغين حيث ثبت أن نسبة 42% من المدخنين قد تأثرت إيجابياً وفكروا جدياً فى الإقلاع عن التدخين.
وبسؤال تم توجيه إلى الدكتور إيهاب المسئول عن البيئة بوزارة الصحة حول كيف سيتم تطبيق الغرامة على الشخص المدخن فى وسائل المواصلات؟
أجاب قائلاً: من حق أى شخص أن يأخذ المدخن إلى أقرب شرطى ويطالبه بدفع الغرامة حيث يقوم بالتدخين فى وسيلة مواصلات عامة؟
وكانت الإجابة أشبه بالكوميديا. فهل ببساطة سيستجيب المدخن ويذهب بقدميه لدفع الغرامة.
فكرت أن أقوم بالتجربة ولكنى تراجعت فربما يكون رد فعل المدخن عنيف، وبدلاً من أن أجعله يدفع غرامة تدخينه لتلويثه هواء المركبة أذهب إلى المستشفى بجرأتى بالتعدى على حرية مواطن مدخن شريف ليس من حقى أن أقبض عليه وأطلب من الشرطة تطبيق القانون عليه وقد يكون رجل الشرطة نفسه مدخن، فكثير من ضباط المرور يشربون السجائر فى الإشارات.
انحناءة احترام
ولابد أن نسجل موقف ينم على الاحترام وعدم لإزدواجية فأثناء دخولى إلى مبنى منظمة الصحة العالمية وجدت إحدى خبيرات المنظمة من الأجانب وتبدو سيدة راقية تقف خارج الباب الخلفى للمبنى وتدخن سيجارة وكان المشهد ملفت للنظر ولكن فى نفس اليوم علمت أن المدير الإقليمى لمكتب شرق المتوسط أصدر قرارا يجعل مبنى المنظمة مكان خال من التدخين ورغم أنه يوجد قاعة داخل المبنى يقام فيها لقاءات إعلامية وهى بعيدة عن العاملين بالمبنى ولكن هذه السيدة نفذت القرار وخرجت تدخن خارج المبنى كله… أخيرا أهدى هذا المشهد إلى وزاراة الصحة المصرية.
==
س.س