بعد خروجه من المعتقل بساعات قليلة استضافته المذيعة منى الشاذلى فى برنامج العاشرة مساء ليدمى قلوبنا بدموع صادقة وكلمات معبرة وروح نقية. إنه الشاب الثائر وائل غنيم المدير الاقليمى للتسويق بمنطقة الشرق الاوسط بشركة “جوجل” وأحد منظمى مظاهرة المجد فى 25 يناير .وائل انطلاق بمشاعره الرقيقة ليتحدث بدون اسئلة تقريبا واصفا اعتقاله الذى دام 12 يوما لم ير فيها النور إطلاقا حيث كان مغمى العينين وكان ألمه الشديد سببه ان زوجته بالامارات وامه ووالده لا يعرفون مكانه وعلى الرغم من هذه المرارة إلا أن وائل اكد اكثر من مرة فى حواره انه لم يتعرض لأى تعذيب بل قال بصدق شعرت أن هولاء الضباط قلبهم على مصر ويريدون أن يتاكدوا أن “حركتنا لا تدار من الخارج أو أننا لسنا عملاء وهو ما ادركوه سريعا من خلال صدقى معهم”.
وائل اصر ان يبدا الحلقة بتقديم العزاء لاسر الضحايا والشهداء وبكى عليهم اكثر من مرة واشار الى انه يعمل بالامارات وزوجته امريكية ويعيش فى فيلا ومستواه الاجتماعي جيد جدا، ولكنه يحب البلد جدا ولم يكن يحتاج سوى أن يراها متقدمة. وأكد أن اكثر ما يؤلمه هو موسم التخوين والاتهامات، مصرا على أن المحرك الاساسى للشباب هو حب مصر كما اكد سعادته برقى المظاهرات من قبل الشباب حيث لا يوجد تحرش ولا تخريب. وتعجب كثيرا من الذين يريدون الان تقسيم التورتة وجنى المكاسب فى الوقت الذى لم يكن من بين المتظاهرين موكدا أنه ليس الآن وقت تصفية حسابات او فرض ايدلوجيات، وقال صراحة إن الاخوان المسلمون لم يكونوا طرف فى المظاهرات
أكد وائل أهمية وجود الحوار وعودة الثقة والكرامة للانسان المصرى وكذلك محاربة الفساد بكل أشكاله. الامر الوحيد الذى يمكن ان نختلف مع وائل فيه هو رفضه المطلق للحزب الوطنى بعد كل التغيرات حيث أكد أنه قال للدكتور حسام بدراوى الذى اصطحبه حتى منزله انه لا يريد أن يرى أي “لوجو” للحزب الوطنى؛ لأنه هو الذى اخرب مصر وحتى إن كان هذا صحيحا لحد ما لماذا نريد اعدام من نختلف معه
الحلقة اختتمت بشكل مؤثر جدا فما أن ابتدأ البرنامج يعرض صور لبعض الشهداء حتى ارتفع صوت وائل بالبكاء وقام مسرعا تاركا البرنامج.
==
س.س
فبراير 2011