هل يتعرض الأطفال للإصابة بالقلق؟… ولماذا وكيف وما أسبابه وأنواعه؟
أجابت د.نادية نظير جريس استشارية أمراض المخ والأعصاب والطب النفسي قائلة:
يتعرض الأطفال لأنواع عديدة من القلق أبرزها:
* قلق الانفصال عن الأبوين: ويظهر عندما يبتعد الطفل عن الأشخاص الذين يتعلق بهم… وله عدة مظاهر أبرزها:
+ انزعاج غير واقعي يشغل بال الطفل بشأن أذي محتمل يصيب الأشخاص شديدي الالتصاق بهم, أو خوف من أن يتركوه ولا يعودون إليه مرة ثانية.
+ انزعاج غير واقعي يسيطر عليه من أن حدثا مشئوما سوف يفصل بينه وبين الأشخاص المرتبط بهم.
+ رفض مستمر للذهاب إلي المدرسة لنفس السبب, أو رفض النوم دون أن يكون بجانبه الشخص المتعلق به… وقد يضع ساقه فوق ساق أحد الأبوين حتي يستغرق في النوم… بالإضافة إلي الخوف المستمر من البقاء وحيدا.
+ كوابيس متكررة حول الانفصال عن أعز الناس… وأعراض جسدية متكررة مثل الغثيان, آلام بالمعدة, صداع وقئ… وضيق شديد يظهر علي شكل قلق وبكاء ونوبات عصبية.
* رهاب الأماكن المفتوحة: وهو عبارة عن خوف شديد ينتاب الطفل عند بقائه في أماكن عامة أو متسعة, حيث يعتقد أنه سيتعرض لمواقف محرجة أو خطرة ولن ينقذه أحد.
* القلق الاجتماعي: وهو الحذر من الغرباء… حيث ينتاب الطفل قلق شديد عندما يواجه مواقف جديدة أو غريبة عند حضور الحفلات أو الرحلات, وبالطبع يؤدي ذلك إلي مشاكل في الأداء الاجتماعي, بل قد يتجنب تماما الغرباء سواء كانوا كبارا أو صغارا.
* الغيرة: ويتعرض لها نسبة عالية من الأطفال خاصة بعد ولادة أخ أو أخت أصغر منه مباشرة, وإذا استمرت مشاعر الغيرة بشكل ملحوظ فإنها تعتبر اضطرابا انفعاليا ومن مظاهره التسابق بين الأبناء لجذب اهتمام ومشاعر الأهل مع درجة غير عادية من المشاعر السلبية… بجانب العدوانية الواضحة وأحيانا أذي جسدي للأخ أو الأخت الأصغر أو التقليل من شأنه أو فشل التعامل معه بمودة وحب, بالإضافة إلي فقدان للمهارات السابق اكتسابها, وسلوك معارض للأسرة, ونوبات عصبية وقلق وتعاسة وبكاء غير مبرر وانعزال اجتماعي واضطراب في النوم.
* الخرس الانتقائي: هو نوع من الاضطراب في الأداء الاجتماعي للطفل وفيه تظهر جدارته اللغوية في بعض المواقف, بينما يعجز تماما عن الكلام في مواقف أخري, وغالبا ما يظهر هذا الاضطراب لأول مرة في بداية الطفولة ويظهر بنفس المعدل في الجنسين, وعادة ما يصاحبه قلق اجتماعي, عزلة, فرط حساسية, ويلاحظ أن الطفل يتحدث بطلاقة في المنزل أو مع الأصدقاء المقربين, ولكنه يصاب بالخرس في المدرسة أو إزاء الغرباء.
* اضطراب التعلق التفاعلي: وفيه تظهر استجابات اجتماعية شديدة التناقض والتردد خصوصا في لحظات الفراق واللقاء… فقد يتعامل بنظرة كارهة عند حمله أو احتضانه, أو يتعامل مع المهتمين به بمزيج من الاقتراب والاجتناب كما يقاوم الطمأنة, مع شعور بالتعاسة وفقدان الاستجابة العاطفية, مع استجابات انعزالية أو عدوانية وقد ينتج عن هذا الاضطراب قصور شديد في رعاية الطفل وإهماله نفسيا وسوء معاملته وفشل في التجاوب مع مبادرات الطفل لعدم كفاءة التربية الوالدية أو التخلف العقلي لدي أحد أو كلا الأبوين أو إصابة أحدهما أو كليهما بمرض عقلي أو نفسي أو عجز جسدي أو غياب أحدهما أو كليهما, أو الجهل بأصول التربية وعدم مراعاة احتياجات الطفل الأساسية.
* القلق الشمولي: وهو نمط خاص من الأداء الاجتماعي غير الطبيعي الذي يظهر في السنوات الخمس الأولي من العمر, فعند عمر السنتين يظهر علي شكل سلوك التصاق وتعلق عام بكل الناس… وعند عمر أربع سنوات يظهر علي شكل سلوك توددي ملفت للانتباه.
ويحدث ذلك عند الأطفال الذين نشأوا في مؤسسات اجتماعية منذ سن الرضاعة ملجأ أو أحداث أو مراكز رعاية اجتماعية حيث يحدث تغيير متكرر بين القائمين علي رعاية الأطفال أو تغييرات متعددة في الوضع العائلي, حيث يعاني الطفل من صعوبة في عمل علاقات وثيقة حقيقية أو حميمية مع الأفراد الآخرين.
يتلخص العلاج في ضرورة الاستقرار العائلي وعدم تغيير الأماكن أو القائمين علي الرعاية بشكل متكرر, وغرس الحب والحنان والأمان في نفوس الأطفال وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم, وعدم التفضيل أو المقارنة بين الأطفال حتي لا تثار الغيرة في نفوسهم.
وهناك علاج دوائي وسلوكي نفسي واجتماعي من خلال الطبيب الأخصائي الذي يحدد طبيعة الحالة, وقد يضطر لإعطاء بعض المهدئات المأمونة.