سؤال:
أحيانا يبدأ صوم الميلاد يوم 25 نوفمبر,وأحيانا يبدأ يوم 26 نوفمبر ولاحظت أنه يبدأ يوم 26 نوفمبر إذا كانت السنة كبيسة وستكون مدة صوم الميلاد في هذه الحالة 43 يوما هل هناك قاعدة معينة لصوم الميلاد؟
الجواب:
نعم نحن غير مرتبطين بالسنة الميلادية,نحن مرتبطين بأن صوم الميلاد يكون دائما 16 هاتور,إنما أن يتوافق مع السنة الميلادية هذا موضوع آخر ,فصوم الميلاد ابتداء من القرن العاشر أصبح 43 يوما,قبل ذلك من بدء المسيحية كان 40 يوما,والفكرة الأساسية في سياسة الأربعين,أن الآباء قالوا إن موسي النبي قبل أن يستقبل شريعة الله,أو كلمة الله المكتوبة علي لوحي حجر ,صام 40 يوم,فنحن ككنيسة نستقبل كلمة الله ذاته وهو المسيح,فرسمت أن نصوم 40 يوما تمثلا لأننا في انتظار كلمة الله بالميلاد أو بالتجسد.لكن في القرن العاشر للميلاد حدثت الأزمة الكبيرة التي مرت علي الأقباط,أيام الخليفة المعز الفاطمي,كان هناك رجل يهودي اسمه يعقوب بن كلسي كان أصلا يهوديا ثم اعتنق الإسلام واستمر علي حنقه وعلي كراهيته للمسيحيين,فأشار علي الخليفة المعز الذين يسموه المعز لدين الله الفاطمي,والدولة الفاطمية كانت في مصر أما الدولة العباسية فكانت في بغداد ,فيعقوب بن كلس قال للخليفة المعز الفاطمي توجد آية في إنجيل النصاري,تقول: إن كان لكم إيمان مثل حبة الخردل لكنتم تقولون للجبل انتقل من هنا إلي هنا فينتقل فإن كان دينهم صحيحا فليثبتوا لنا صحة هذه الآية ,وإلا يكون دينهم باطلا,ونحن عندنا الجبل المحيط بالقاهرة لم يكم اسمه المقطم قبل ذلك ,لكنه تقطم بسبب المعجزة فسمي بالمقطم,لأن الجيولوجيين تبينوا أنه فعلا الطبقات التي فوق الجبل تختلف عن الطبقات التي تحت الجبل,وهذا ما يؤكد فكرة انتقال الجبل من مكان إلي مكان .اليوم نسميه المقطم لكن وقتها كان اسمه الجبل المحيط بالقاهرة.فقال له:إن استطاعوا أن ينقلوه سيوسعوا المدينة,وإذا لم يقدروا نبيدهم فاستدعي الخليفة المعز ,البطريرك وكان البطريرك إبرام الثاني والستون من بطاركة الإسكندرية وقال له:عندكم آية في الإنجيل تقول كذا,فأجاب نعم فقال له : عليك أن تثبت صحتها ,قال له ماذا تعني؟ قال له:تنقل الجبل ,فطلب البطريرك مهلة ثلاثة أيام,أعتزل البطريرك في كنيسة المعلقة صائما التي أصبحت هي مركز كرسي البطريرك في القرن العاشر للميلاد,وفي نفس الوقت لم يكن هناك وسائل الإعلان كالآن ,فلم يعرف غير عدد محدود من الأقباط الذي عرف بالأزمة فصاموا مع البطريرك,وفي فجر اليوم الثالث ظهرت السيدة العذراء من أيقونتها وقالت له إبشر أيها البطريرك القديس,فإن صلاتك استجيبت ويمكنك أن تواجه الخليفة بما طلبه منك,وأنت خارج ستقابل إنسانا حاملا جرة ماء خذه معك ,لأن هذا الرجل قديس وهو سمعان الخراز,وسمعان الخراز هذا له قصة لأنه كان أصلا إسكافي ببساطة كان كل من يريد أن يفصل حذاء كان يأخذ مقاس قدمه بالقلم,وكان بتولا وكان طاهرا وكان يضع بعضا من الرمال أمامه حتي لو جاءت امرأة يقول لها ضعي رجلك علي الرمل فتطبع قدمها حتي لا يلمس رجلها ,فكان هناك أولاد أشقياء وأرادوا معاكسته وأحضروا له امرأة ساقطة وسلطوها عليه,فطلبت منه أن يفصل لها حذاء فقال لها ضعي قدمك علي الرمل فصممت أن يقيس قدمها وبعد تعب في المناقشة ففعلا عندما جاء ليلمس رجلها ليعمل لها المقاس,فرفعت ثيابها إلي فوق,فوجد أنه أعثر فأمسك بالمخراز وقلع عينيه ,حسب فهمه لما قاله السيد المسيح إذا أعثرتك عينك فاقلعها وألقها عنك ,فعلي قدر فهمه نفذ وهنا قداسة الرجل.التصرف في ذاته لا هوتيا خطأ ,ليس المقصود منه أن الواحد يقلع عينه,ممكن الإنسان يكون أعمي ومع ذلك الخطيئة في القلب والشهوة أيضا في القلب,لكن هذا علي قدر فهمه لأنه رجل بسيط,فهو كان يعتبر قديسا ليس لأن التصرف كان سليما ولاهوتيا وكتابيا صحيحا,إنما هو بالبساطة نفذ ما رآه وما فهمه,فمن هنا قداسة الرجل,المهم أنه ترك مهنة الإسكافية وعمل كدباغ هذا هو سمعان الذي أشارت إليه السيدة العذراء أنه سيجد رجلا حاملا جرة ماء,وبالفعل أمسكه وأخذه معه,وأقام القداس يقول التاريخ أن الجبل اهتز وتحرك من منطقة اسمها تل الكبش إلي منطقة اسمها الفسطاط وذلك بزلزلة عظيمة جدا,الفسطاط هي مصر القديمة,أصلا في اللغة العربية فسطاط هي الخيمة,لأن عمر بن العاص دخل مصر فوضع خيمة فسميت فسطاطا ,لكن مع الزمن تحولت إلي مدينة وهي مصر القديمة حاليا.إنهال قلب الخليفة من الزلزلة وسقط هو وجنده مغشيا عليهم,لأن الخليفة كان متوقعا أن هذا الأمر لن يحدث فأحاط بجيشه البطريرك والأقباط ليفنيهم عن آخرهم عندما لا يحدث هذا ,انتقل الجبل لدرجة أنه يقال إن الشمس ظهرت من تحت الجبل,وأن سمعان الخراز أيضا شاء الله له أن يختفي في منطقة ,اسمها المغاورة ولم يظهر بعد ذلك ولا نعلم عنه شيئا,ويظهر أن الخليفة كان إنسانا قلبه طيب,وهذا الموضوع أثر فيه وكان في حيرة وتردد وكان لابد أن يلتقي بالبطريرك ,وله أسئلة كثيرة يريد أن يسألها عن المسيحية ,وعن المسيح وعن التثليث,وأحس أن المسيحية فيها قوة غير عادية فأراد أن يسأل البطريرك فكان يذهب كنيقوديموس عندما كان يذهب للمسيح ليلا.فكان يذهب للبطريرك بالليل ,ورغم عدم وجود أنوار في الشوارع,لكنه كان خائفا فعمل سرداب بين مقر الخلافة ومقر البطريرك,وكان يذهب للبطريرك ويسأله وهذه الأسئلة وإجابات البطريرك عليها موجودة في مخطوط موجود في بعض الأديرة وأنا رأيت هذا المخطوط كله أسئلة عن التثليث والتوحيد والتجسد والفداء وكل القضايا المسيحية,وبعد ذلك الخليفة طلب أنه يتعمد وعمد فعلا في معمودية معروفة الآن إسمها معمودية السلطان في مصر القديمة في كنيسة أبي سيفين وسميت بمعمودية السلطان نسبة إلي الخليفة الذي تعمد فيها.بعد ذلك ترك الخلافة وترك مصر وخرج إلي بلاد مراكش المغرب المهمم أن الأقباط تسجيلا لهذه الحادثة التي كان سيباد فيها كل الأقباط, وتسجيلا لاسم المسيح الذي صنع هذه المعجزة ,أرادوا أن يحتفظوا بهذه الثلاثة أيام ويضيفونها إلي صوم الميلاد.صوم الميلاد حتي القرن العاشر كان 40 يوما.لكن ابتداء من القرن العاشر بسبب معجزة نقل الجبل المقطم أصبح 43 يوما.
فلو نحسب من 16 هاتور إلي 29 كيهك ,سنجدها 43 يوما وليس 42 يوما.
لو فرضنا أن نهاية ال 43 يوما ستكون مثلا في 28 كيهك,في هذه الحالة نعتبر عيد الميلاد يومين 28و29 كيهك,هذا بالنسبة للسنة الكبيسة ,بالنسبة للسنة القبطية بدء صوم الميلاد يبدأ 16 هاتور باستمرار وعيد الميلاد أو عيد التجسد 29 كيهك,عندنا في السنة القبطية كل 4 سنين تجئ سنة كبيسة.هذه عملية منفصلة عن السنة الميلادية ,حساب الأعياد والمناسبات القبطية نسير علي أساس السنة القبطية.لو فرضنا أن هناك سنة كبيسة وأن تكميل 43 يوم سيكون في 28 كيهك لابد أن نأخذ 29 كيهك لأنه التاريخ الثابت لنا.أيضا بين عيد البشارة وبين عيد الميلاد أو التجسد تسعة أشهر كاملة,والأقباط لحكمة روحانية ثبتوا أولا عيد البشارة 29 برمهات ,علي اعتبار أن بدء الخليقة الأولي في التقليد القبطي من مصر القديمة كان يوم 29 برمهات فقالوا بدء الخليقة الجديدة يكون هو عيد البشارة فأصبح 29 برمهات ,فهناك أهمية خاصة بــ 29 برمهات ,وأيضا كما جاء في السنكسار أن قيامة المسيح في السنة الأولي وقعت في 29 برمهات.فأصبح 29 برمهات له أهمية خاصة ,وأصبح عيد الميلاد بعد 29 برمهات بــ 9 شهور.