بقلم: أليكساندر يعقوبسون
* بعد تأخر دام عشرات الأعوام, بدأ يتعمق لدي قسم من اليمين الاعتراف بأنه لم يعد من الممكن في العالم الحديث الديموقراطي, وغير الديموقراطي السيطرة الدائمة علي أرض من غير منح سكانها الجنسية, منذ سنة 1967, كان من الواضح أن إسرائيل لا تملك خيار ضم المناطق وإعطاء السكان هناك الجنسية, لأنها ستكف عندئذ عن كونها إسرائيل. لكن رؤوبين ريفيلن وموشيه أرنس أعلنا في الفترة الأخيرة تبنيهما خيار الضم وإعطاء الجنسية. ويقترح أرنس أرض -إسرائيل الكاملة المقلصة, من دون غزة, ويدعي أنه سيكون من الممكن المحافظة علي أغلبية يهودية حتي بعد الضم. وهذا وهم, إذ لا وجود لأي تسوية تضم الضفة إلي إسرائيل وتترك غزة خارجها.
* يجب أن نحدد في التسوية القائمة علي دولتين للشعبين, أن حق العودة هو إلي الدولة الفلسطينية, لكن إذا وجدت دولة واحدة فقط بين نهر الأردن والبحر, فلن يكون هناك مفر من إعطاء الفلسطينيين حق العودة إلي هذه الدولة, وعندها, سيكثر الحديث عن دول ذات أكثرية عربية مسلمة.
* من الواضح أن دولة كهذه لن تكون إسرائيل, وكذلك بعكس أوهام اليمين, لكنها لن تكون أيضا ثنائية القومية, بخلاف أوهام اليسار. ستكون دولة عربية مسلمة من مختلف النواحي حتي لو عرفت لدي قيامها بأنها ثنائية القومية.
* هل يمكننا أن نفترض أن الشعب الفلسطيني سيوافق لوقت طويل علي أن يكون الشعب العربي الوحيد الذي ليس لدولته صبغة عربية واضحة ولا تعتبر جزءا من العالم العربي؟ وهل من المنطقي أن نفترض أن الفلسطينيين سيوافقون علي القيام بهذا التنازل, الذي لم يوافق أي شعب عربي علي القيام به لمصلحة الأقليات غير العربية في المنطقة, من أجل النبتة الغريبة الصهيونية؟
* يقول مؤيدو الدولة الواحدة بأنه سيجري بصورة مسبقة وضع الترتيبات التي تضمن الصبغة الثنائية القومية, وحقوق جميع الفئات في الدولة. بيد أن الإقرار الخطي لا يمكن أن يحدد ما الذي سيحدث فعلا.
* يقول كارلو شترينجر في مقالته في صحيفة هاآرتس في 6/18, إن اقتراح أرنس يعني دولة ثنائية القومية, ويقترح درس الفكرة. وفي رأيه يتعين علي الدولة الواحدة أن تكون علمانية تماما, وبعد قيامها سيزول كل أساس للرفض العربي لدولة إسرائيل – فلسطين, التي ستكون ليبرالية تماما.
* يجب أن نقول لتحالف الأوهام هذا: يوجد في البلد شعبان, ولكليهما الحق في الاستقلال الوطني. إن الدولة الثنائية القومية في ظاهرة نادرة جدا في العالم, ولا وجود لها في منطقتنا. فما سيكون في هذا البلد هو إما دولتان قوميتان للشعبين, وإما دولة قومية واحدة – عربية فلسطينية. الدولة القومية لن تختفي من هنا, والمطلوب ضمان عدم اختفاء إسرائيل.