في بيت لحم أمام المغارة سجد المجوس الحكماء معلمو الملوك, وكذلك العظماء أمام الطفل الخالد الذي جاء إلي العالم ليصلح حكمته المحدودة. وقد هرع إليه الرعاة, وتقدموا ساجدين فمثلوا جماهير الشعب, كما تمثل المجوس الفلسفة العقلية ساجدة أمام الحقائق اللاهوتية… والثروة خاضعة تحت أقدام الفقر وكان سجود المجوس عربون طاعة العالم واستغفار الشعوب. لقد قدموا هداياهم فقبلها من أيديهم, وقد تطورت المادية فيها إلي الرمزية المقدسة, فأشار الذهب إلي ملكه, والمر إلي بذله وآلامه واللبان إلي كهنوته الأعظم. اليوم أجراس الكنائس تنبعث رنينا سخيا لتنهض البشرية في قوة مرضية وتستفيد من جديد لرغبات مولود بيت لحم المجيد.
يا صاحب العيد… لقد صار تجسدك بركة لكل العالم ولاسمك تتعبد الخلائق لا عن جهل بل عن إيمان ويقين, إذ رأوا فيك ربهم مكملا التدبير بالجسد كاشفا لهم المناظر الإلهية. نناجيك إجعلنا نرفع أعيننا نحو العجائب السمائية, لأنه ليس فقط أنبياء ولا ملائكة أخبرونا بخبر ميلادك المفرح الذي أذهل الأجيال, بل السموات أيضا بمعجزاتهم ترنم ترنيمة المجد من أجل سمو هذه البشارة المفرحة… بشارة بدون ظلام الشر فأشرق شمس البر بنوره فاستنارت الطبيعة بأثرها.
راعي كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بحلوان