في إطار تفعيل دور الشباب في الحياة الثقافية وتقديمهم إلي آفاق المستقبل, عقدت الدورة الثانية من مسابقة كتاب اليوم الأدبية 2009- 2010, التي نظمتها دار أخبار اليوم برئاسة محمد عهدي فضلي بالتعاون مع المجلس القومي للشباب برئاسة صفي الدين خربوش, وترجع فكرة المسابقة للكاتبة والأديبة نوال مصطفي رئيسة تحرير كتاب اليوم, ومن الجدير بالذكر أن الدورة الأولي أجريت عام 2006 في فرعي الرواية والقصة القصيرة وأسفرت عن خروج بعض الأعمال الأدبية إلي النور مثل روايتي: حكاية ابن سليم, عمدة عزبة المفضليني, والمجموعة القصصية زمن سيدي المراكبي, وتم نشر تلك الأعمال في كتاب اليوم.
أما عن الدورة الثانية والحالية مخصصة للشباب تحت 35 عاما, فقد تم تلقي حوالي 600 عمل أدبي منذ اليوم الأول للإعلان عن المسابقة, وتمت دراستها باستفاضة من قبل أعضاء لجان التحكيم لاختيار الأعمال الأفضل, تكونت لجنة التحكيم عن القصة القصيرة من الأساتذة فؤاد قنديل رئيسا وسعيد الكفراوي والسيد البحراوي عضوين, وعن شعر الفصحي أحمد الشهاوي رئيسا وأشرف عامر وفارس خضر عضوين, أما شعر العامية, فجاءت اللجنة من محمد كشيك رئيسا وبهاء جاهين وأمين حداد عضوين.
وتم الإعلان عن القائمة القصيرة لأفضل الأعمال في الفروع الثلاثة وهي 10 أعمال في كل فرع, كما تم الإعلان عن ثلاثة فائزين في كل فرع من خلال الحفل الذي أقيم بالمسرح الصغير بدار الأوبرا, حيث تم توزيع جوائز المسابقة تحت رعاية وزير الثقافة د. فاروق حسني, وبحضور لفيف من المثقفين والأدباء والشخصيات العامة علي رأسهم الدكتور أحمد ذكي بدر وزير التربية والتعليم, والدكتور مصطفي الفقي رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشعب, والدكتور صالح هاشم رئيس اتحاد الجامعات العربية وقد افتتح الحفل بكلمة الكاتبة نوال مصطفي رئيسة تحرير كتاب اليوم أعربت فيها عن أهمية تلك المسابقة في اكتشاف مواهب الشباب الإبداعية وتقديمها كمنارات ثقافية مستقبلية ليس في المجال الأدبي فحسب وإنما في كافة مناحي الحياة.
وقال الدكتور محمد أبو الخير رئيس الإدارة المركزية للتعليم المدني نائبا عن الدكتور صفي الدين خربوش رئيس المجلس الأعلي للشباب إنه يجب ألا تكون تلك المجموعة الشابة الفائزة قاصرة علي حيز مصر, خاصة أننا نواجه تحديات مستقبلية في عالم الفضائيات والإنترنت, لذلك أوصي بأن تترجم أعمالهم الأدبية إلي عدة لغات أجنبية ليعرف العالم أن هناك شبابا مصريا له رؤية مستقبلية, وأشار إلي أن الثقافة المصرية لابد أن تتواجد في كل أنحاء العالم مثلما تتواجد ثقافات أخري.
ومن جانبه أكد د. محمد عهدي فضلي رئيس مجلس إدارة دار أخبار اليوم علي نتيجة المسابقة المفرحة قائلا: إن المسابقة أفرزت ثلاثين أديبا أصيلا يحملون مواهب تم اكتشافها من خلال المسابقة التي عقدت إيمانا بوجود أجيال شابة يجب تسليط الضوء عليها, وقد أشاد أيضا بالطفلة الأديبة أميرة الرماح التي لم تتجاوز بعد عامها الرابع عشر والتي قدمت مجموعة قصصية مما جعلها تطبع فرحة خاصة في القلوب.
الإبداع ونهضة الشعوب
وقد أكد الأديب والناقد فؤاد قنديل المنسق العام للمسابقة علي أن الإنجازات التي حققتها الدول الغربية جاءت بفعل احترامها للعقل الإنساني وقدرته علي الإبداع, كما كان للقصة دور في ذلك من خلال القصص التي تحكيها الأمهات للأبناء, وحرص المدرسة علي صياغة معظم العلوم في شكل قصصي.
وأشار إلي أن الشعر كان بطل المقاومة الأول في كل حرب وعلي مدار التاريخ فكان السلاح الضاري للحفاظ علي الأوطان, ولا ننسي في مصر قصائد الشعراء المصريين التي ألهبت حماس الجنود ورجال المقاومة إبان العدوان الثلاثي علي مصر مثل عبدالله شمس الدين, صلاح جاهين, علي محمود طه, وغيرهم, ونتذكر هنا مقولة لأحد الباحثين الفرنسيين المهتمين بالأدب: لم يعد المفكرون يعتمدون علي التاريخ لمعرفة حياة الشعوب في كل الحقب بل أصبح الإبداع (قصة أو شعر..) هو المصدر الأول لذلك.
وأعرب عن سعادته بهذه المسابقة لأنها سوف تقدم جيلا جديدا من شعراء الفصحي والعامية, وقد تقدم أكثر من 200 مجموعة قصصية لمسابقة القصة القصيرة, تم فرز العديد منها في البداية لأنها خارج المواصفات وسلمت للمحكمين أكثر من 120 مجموعة قصصية الذين عكفوا علي فرزها لمدة شهرين, وقد ثبت من خلال هذه المسابقة أن القصة القصيرة مازالت تلقي اهتمام العديد من الأدباء وخاصة الشباب منهم.
وقد ألقي كل من الشاعر أحمد الشهاوي رئيس لجنة شعر الفصحي, والشاعر محمد كشيك رئيس لجنة شعر العامية كلمتيهما التي أعرب فيهما كل منهما عن سعادته بالمسابقة في اكتشاف شعراء من الشباب, وأنهما كانا في حيرة في اختيار الأعمال الفائزة لأن حوالي 20 عملا كان جيدا.
واختتم الحفل بإعلان أسماء الفائزين الذين تسلموا الجوائز من الدكتور عهدي, الدكتور خربوش, والكاتبة نوال مصطفي.
وقد فاز في مجال المجموعة القصصية كل من هاني عبدالرحمن عبدالمقصود, محمد يحيي ذهني, محمد علي إبراهيم علي التوالي, وفي شعر الفصحي فاز كل من: مؤمن محمد ووائل سعد بالمركز الأول, وعبيد عباس ومحمود محمد بالمركز الثاني, ومحمد مصطفي وعصام محمود بالمركز الثالث. وفي شعر العامية حصد كل من: سعيد حامد, محمد سيد, محمد علي المراكز الثلاثة علي التوالي.
ونحن نأمل في المزيد من المسابقات التي تعمل علي اكتشاف مواهب جديدة, ليس في مجال الأدب والإبداع الثقافي فحسب, وإنما في كافة مناحي الحياة.