اليوم كانت ملحمة الوحدة الوطنية فى ميدان التحرير عقب صلاة الجمعة، حيث احتشد المسلمون والمسيحيون فى توحد رافعون الأعلام، منددون بما حدث فى كنيسة صول باطفيح.
ذهبت لجنة من المعتصمين فى ماسبيرو للمشاركة فى تظاهرة التحرير على راسها القس فيلوباتير الذى اعلن فى بداية كلمته قائلا “اعلمت من هم الواقفون وراء تأليب الناس على بعضهم البعض فى اطفيح ومن الذى اجج نيران الفتنة هناك ودفعهم الى هدم الكنيسة ..انهم عناصر يستخدمها الحزب الوطنى ..لن ندعهم يهددون وحدة المصريين وصار يهتف مسلمين ومسيحيين ايد واحدة”.
وفى مشهد ملحمى أيضا حضر اللواء حسن الروينى قائد المنطقة العسكرية فحمله المتظاهرون على الاكتاف ورفعوه إلى المنصة ليلقى كلمته وقال :” المشكلة فى قرية أطفيح ليست فتنة طائفية، فإنه لا يوجد هناك مشكلة دينية أو طائفية، إنما المشكلة كانت مشكلة ولد وبنت، هنفضل طول عمرنا مسلمين ومسيحيين متوحدين مصر هتفضل بهلالها وصليبها”، ثم ألقى النشيد الوطنى بصحبة متظاهرى التحرير، داعياً الشعب المصرى إلى التوحد، وعاد للحديث قائلا “متخلوش حد يدخل وسطكم هنفضل طول عمرنا إيد واحدة مسلمين ومسيحيين، مش عايز حد يقول إحنا أقباط أو مسلمين كلنا واحد”.
ثم هتف المتظاهرون بشعارات “الهلال ويا الصليب، كلنا إيد واحدة”. واكمل الروينى:” “والمجلس الأعلى للقوات المسلحة حريص على الاستجابة لمطالب الشعب المواطنين إلى التعاون مع الشرطة التى بدأت فى النزول إلى الشارع لحماية المواطنين”
بعدما انهى الروينى كلمته التف حوله مجموعة من الشاكين من معاملة بعض قوات الجيش لهم بعنف عند القاء القبض عليهم فى واقعة ميدان التحرير يوم الاربعاء الماضى بين مؤيدى ومعارضى الاعتصام، واستمع لهم الروينى وهدأ من صخبهم.
أما الدكتور هانى حنا عزيز رئيس جمعية الشبان المسيحيين فقال “لما كلمت الكنيسة المسيحيين هناك قالولى أن أعضاء الحزب الوطنى بيدوا للناس أسلحة علشان يواجهوا المسلمين لكن المسيحيين رفضوا وقالوا اللى بيحمينا ربنا وإخواننا المسلمين”.
من ناحية اخرى استمرت اعتصامات ماسبيرو، وأكد المعتصمون استمرار اعتصامهم لحين تلبية مطالبهم وعدم الالتفات الى اية نداءات تهدئة او فض للاعتصام إلا إذا تمت كافة المطالب.
وقال شريف رمزى احد الشباب المعتصمين، فى اشارة قوية لاستمرار الاعتصام، وتأكيدا أن المعتصمين لن يسمعوا دعوات الكنيسة للتهدئة :”لو جالك ابونا قالكم امشوا هاتمشوا” رد الحموع الواقفون لألألأ .. فاعاد :”لو جالكم سيدنا قاللكم امشوا هاتمشوا”، فرد الجموع ايضا لألألأ. ثم بدأ الهتاف يتعالى عايزين حقوقنا.
كما حضر العديد من القساوسة والشخصيات العامة منهم المستشار ايهاب رمزى المحامى الذى جاء ليشارك المعتصمين، وماجد حنا المحامى وغيرهم ممن يتوافدون طوال اليوم على الاعتصام من المسلمين والمسيحيين.
من ناحية اخرى شهد الاعتصام للمرة الاولى منذ بدايته حضور القنوات العالمية للتصوير وفك الحصار الاعلامى الرسمى والتعتيم الذى ساد طيلة خمسة ايام، واعتلت المنصة المنتقبات فى مشاركة رائعة للمسيحيين فى اعتصامهم مؤيدين مطالبهم منددين بهدم الكنائس. اللافت للنظر أن المعتصمين الأقباط أوقفوا الهتافات كلها اثناء صلاة الجمعة احتراما للصلاة.
من جهة ثالثة شهدت معظم احياء مصر خاصة الشعبى منها مثل الزاوية والشرابية وشبرا الخيمة وحلوان وغيرها مظاهرات تدعو للوحدة الوطنية فى الوقت الذى توجه فيه قدرى أبو حسين محافظ حلوان لزيارة دير الأنبا برسوم العريان بالمعصرة وكان فى استقباله نيافة أنبا بسنتى للمشاركة فى وقفة للتأكيد على الوحدة الوطنية، شارك فيها وفود من المسلمين والمسحيين بمحافظة حلوان.
اما فضيلة الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، فقال فى خطبة الجمعة مع قادة وأفراد القوات المسلحة فى ذكرى احتفال القوات المسلحة بيوم الشهيد الذى يوافق يوم التاسع من مارس من كل عام، :” الذين نقلوا عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قوله: “من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه ما لا يطيق أو أخذ منه شيئا بغير رضى نفسه فأنا حجيجه يوم القيامة”، وكان هذا الحديث شعاراً للمسلمين جميعا، لأنه كان شعارا تحول إلى واقع وسلوك، ومن سمع هذا ثم يؤذى إخواننا فى الوطن لا يكون شهيد حضارة.
وأكد أن الإسلام والمسيحية يدعوان المؤمنين إلى المواطنة الراقية، ورفع كل العوائق والظلم والقهر والتهميش، واختتم فضيلته برسالة أمل قوية هى: “أننا جميعا قادرون على اجتياز المرحلة التى نمر بها”، مطالبا الجميع إلى التحلى بثقافة العمل والأمل والوعى قبل السعى.