قام اليوم الدكتور حسين الجزائرى المدير الاقليمى لمنظمة الصحة العالمية بتكريم الفنانة هند صبرى بطلة فيلم “اسماء” والذى يعرض حالياً بدور العرض المصرية.
قام
اليوم الدكتور حسين الجزائرى المدير الاقليمى لمنظمة الصحة العالمية بتكريم
الفنانة هند صبرى بطلة فيلم “اسماء” والذى يعرض حالياً بدور العرض
المصرية.
وذلك
لإدائها المتميز والتلقائى فى أداء دور بطلة الفيلم الفتاة الريفية
البسيطة التى
حملت وصمة الاصابة بمرض الايدز. تم عرض الفيلم عرضاً خاصاً حضره جميع
الخبراء والعاملين بالمكتب الاقليمى لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة وعدد
من الاعلاميين
والفنانة هند صبرى نيابة عن ابطال ومخرج العمل وقبل بدء العرض اشار
الدكتور الجزائرى
فى كلمته إلى أن الفيلم جاء معبراً عن مشكلة من اخطر المشاكل التى تحدث فى
الحقل الصحى
وهو ان يتخلى الطبيب والعاملين فى المجال الصحى عن القسم الذى اقسموا عليه
والذى
يؤكد حق المريض فى العلاج اياً كانت طبيعة مرضه فعلى الطبيب والمؤسسة
الطبية أن يقدموا الخدمة الصحية للجميع وبلا تمييز خاصة ان هناك علاج
حالياً للمرض يتعايش
معه المريض طوال حياته والتى قد تمتد لسنوات طويلة وقد يتم اكتشاف فاكسين
أو تطعيم
ضد المرض فى يوم من الايام.
كما
ان الفيلم يناقش بصراحة مسألة الكشف عن المصابين بالمرض واعدادهم الحقيقية بدون
خوف او اتهام للمرضى بالوصمة والذين قد يصابون بالمرض نتيجة عدوى أو حقن ملوث ولا
ذنب لهم فى الاصابة به والمشكلة المتفاقمة اكثر فى بلدان منطقة شرق المتوسط.
كما أشارت الفنانة هند صبرى بعد تكريمها إلى أن تجربتها فى هذا الفيلم من خلال لقاءها بعدد
من المصابين بالايدز من شرائح عمرية مختلفة ومن الجنسين أن المريض يحس بالخوف
والوصمة طوال حياتى رغم أنه قد يكون ضحية لاخطاء الاخرين وهذا ما ابرزته قصة
الفيلم والتى تعد قصة واقعية لاحد المصابات بالايدز وهنا تكون الالام النفسية
للمريض اقسى بمراحل من الالام الجسمانية.
قصة
اسماء
ويشير
الفيلم فى بدايته لاسماء التى تعانى من الام المرارة وتذهب الى مستشفى لاجراء
العملية وتدفع رشوة لاحد العاملين حتى يخفى عن الاطباء التقرير الذى يوضح أنها
مريضة بالايدز وقبل أن يبدأ الاطباء فى اجراء الجراحة يستيقظ ضميرها وتخبرهم انها
مريضة بالايدز وهنا يلقون بها خارج المستشفى ويرفضون اجراء العملية وتبدا احداث
الفيلم التى توضح ان اسماء اصلاً كانت فتاة ريفية بسيطة كانت تعيش مع والدها وتعمل
معه فى صناعة الكيليم اليدوى وتتعرف على احد شباب القرية وتتزوجه وتظهر احداث
الفيلم ان اسماء تصاب بالايدز بعدوى من زوجها بعد ان سجن للدفاع عنها وقد اصيب
بالمرض وهو مسجون وتصمم بعد ان يخرج من السجن بحس الفتاة الريفية الاصيلة انها يجب
ان تواصل الحياة معه ولا تتخلى عنه بعد ان صارحها بطبيعة مرضه وانه سيموت ولكنه
كان حزيناً لان اخيه لا ينجب وهو ايضاً لن يستطيع الانجاب فتذهب اسماء لاستشارة
طبيب الوحدة
الصحية والذى يخبرها بانها لو
انجبت فتصاب بالمرض ولكن يمكن أن لا يصاب المولود بالمرض اذا اخذت
احتياطات معينة
وهنا تقرر اسماء ان تحقق رغبة زوجها وتنجب وبالفعل تحبل منه ويعرف اخو
زوجها أن أخيه مصاب بهذا المرض اللعين وبعد موت زوج اسماء يخبرها اخو
زوجها ان الطفل القادم إذا كان صبياً سيأخذه منها ويربيه واذا كانت فتاة
فعليها ان تاخذها وترحل من
القرية وتربيها بمعرفتها وبالفعل تنجب اسماء فتاة وترحل من القرية نمع
والدها
والطفلة وتعيش فى احد الاماكن العشوائية فى القاهرة وتعمل كعاملة نظافة
بمطار
القاهرة واخفت عن رؤساءها التقارير الطبية حتى لا يستغنوا عنها وتعرف عن
طريق بعض
محبى الخير ان هناك جمعية لمساعدة مرضى الايدز يجتمعون فيها المرضى
ويتبادلون
الاحاديث فى سرية تامة فتنضم اليهم والوحيد الذى يعرف بحقيقة مرضها هو
والدها
واصبحت امنيتها لوحيدة فى الحياة هو ان تزوج ابنتها والتى اصبحت فى
المرحلة
الثانوية ولكن عندما فاجأتها الام المرارة بدات ماساتها الحقيقية فالاطباء
يخشون
اجراء العملية ولا تجد أى مستشفى يقبل بحالتها واصبحت حالتها حرجة وهنا
يظهر
الطبيب الاعلامى ويقوم بدوره الفنان ماجد الكدوانى الذى يقدم برنامج
تليفزيونى
بعنوان “صفيح ساخن” ويقدم من خلاله قضايا صحية شائكة ويقدم مرضى يسردون
قصصهم المرضية وخاصة مرضى الايدز ويفضح من خلال البرنامج الاطباء
والمسئولين
الصحيين وكيف يتعاملون مع المرضى بتخاذل وسلبية ويحاول أن يقنع اسماء أن
تظهر على
الشاشة وتروى مأساتها وكيف أن المستشفى القى بها فى الشارع ورفض الاطباء
اجراء
الجراحة ولكن الجميع يحذرون اسماء من أن تظهر بوجهها وشخصيتها الحقيقية
على الشاشة
لان هذا سيسبب لها فضيحة فى المجتمع وتظل اسماء فى هذا الصراع وفى نفس
الوقت تفقد
وظيفتها فى المطار بعد ان تعرف رئيستها بحقيقة مرضها ولان القانون لا يسمح
بان
تقال من وظيفتها لاصابتها بمرض ما فتواجه المديرة اسماء بزملائها وتسالهم
هل تستمر
اسماء فى عملها معهم ام تغادر المكان والجميع يؤيدون عدم استمرارها رغم
تعاطفهم
الشديد معها وتاتى احد المشاهد المميزة فى الفيلم والتى تؤكد على جهل
المجتمع
بحقيقة انتقال مرض الايدز حيث تقوم احد زميلاهتها فى العمل بجمع مبلغ من
المال
وتحاول ان تعطيه لها ولكنها تضع المبلغ على الارض لانها تخشى ان تتلامس مع
اسماء
وتقرر اسماء ان تظهر على الشاشة بوجهها الحقيقى اعتقاداً منها ان هذا
سيجعل هناك
تعاطف من المجتمع معها ويتم اجراء عملية المرارة لها ولكن تاتى العبرة
الحقيقية من
الفيلم فى العبارة التى قالتها اسماء فى المشهد قبل الاخير من الفيلم
حينما تقول
“انا لو مت لن اموت من المرض الذى اصابنى بل ساموت من المرض الذى اصابكم
انتم” وهنا تقصد افكار المجتمع المغلوطة والتى تتسبب فى القضاء على اسماء
ووسط كل هذه الماساة التى تتعرض لها اسماء ترفض وباصرار ان تفضح زوجها ولا
تريد ان
تذكر فى اى مكان كيف اصيبت بالمرض حتى نهاية الفيلم وينتهى الفيلم بعبارة
ان صاحبة
القصة الحقيقية لهذا العمل قد ماتت ولم تجرى لها العملية حيث رفض اى طبيب
اجراء
العملية رغم تدخل الجهات المسئولة بشكل رسمى.
الجدير
بالذكر أن العالم يحتفل فى شهر ديسمبر باليوم العالمى للايدز ومنظمة الصحة
العالمية للسنة الثالثة على التوالى تركز فى حملتها لمكافحة الايدز على حقوق
الانسان وحق الانسان فى الصحة ونبذ الوصمة ومنع التمييز فى مراكز الرعاية الصحية.