لا يختلف القاصي والداني علي أن السيد المسيح شخصية فريدة متميزة في كل شئ,ولم لا وهو الكلمة المتجسدوفلقد ولد السيد المسيح من عذراء لم يمسسها بشر دون سائر الناس,كما أنه عاش حياة طاهرة نقية ولم يتلطخ بالأوزار والآثام,فكان معصوما من كل خطأ في سيرته وسريرته,وصنع معجزات مبهرات من خلق وشفاء وإبراء للأكمه والأبرص وإقامة الموتي,وبتأمل هادئ في حياة السيد المسيح نجد أنه كان مصلحا ثوريا حيث إنه وقف ضد كل القوانين البالية التي تنتهك كرامة الإنسان وتصدي لكل الشرائع المتخلفة التي تجعل من الإنسان وسيلة لا هدفا.وقاوم من حاولوا أن يستغلوا الإنسان باسم الدين وباسم الله,لقد عاش السيد المسيح في عصر ساده التطرف الديني من رجال الدين اليهود ومعلمي الشريعة والناموس,وهؤلاء القوم كان كل قصدهم وجل غايتهم هو تطبيق الشريعة بغض النظر عن مراعاة حقوق الإنسان ووضعها في الاعتبار,فمثلا لكي يحافظوا علي تطبيق شريعة يوم السبت بعدم العمل كانوا يمنعون أي عمل حتي ولو كان متعلقا بشفاء مريض فكان السيد المسيح يكسر شريعة السبت ويشفي المرضي وكان يقول للمتزمتين والمتطرفين إن السبت جعل لأجل الإنسان وليس الإنسان لأجل السبت.كما أنهم احتقروا الطفل وازدروا بالمرأة إلي الدرجة التي فيها كان يقف الرجل اليهودي يوميا وهو يصلي شاكرا الله أنه خلقه رجلا وليس امرأة.فكانت المرأة مبغضة ومرذولة وكان من حق الرجل أن يطلقها لأتفه الأسباب حتي ولو زاد الملح قليلا في الطعام!! المتزمتون والمتطرفون أيام المسيح كانوا يريدون تطهير المجتمع دون أن يفكروا في تطهير ذواتهم!! كانوا يبغون إصلاح الغير دون أن يفكروا في الالتفات إلي أنفسهم.كانوا يريدون أن يخرجوا القذي من عين الآخرين بينما الخشبة تسد عيونهم!! ولعل أكبر دليل علي فسادهم إنهم ذات يوم أمسكوا امرأة زانية وأتوا بها إلي السيد المسيح دون أن يأتوا بالرجل وقالوا له إن هذه المرأة أمسكت وهي تزني وموسي النبي أوصانا أن مثل هذه ترجم فماذا تقول أنت؟ وتوقعوا من السيد المسيح أن يقوم برجمها كما تقول الشريعة أو أن يطلق سراحها دون عقاب وفي كلتا الحالتين سيصطادوه في شباكهم فهو إما أنه لم يأت بجديد أو إنه يبيح الفساد والزني.ولكن السيد المسيح الذي علم مكرهم انحني إلي الأرض وكتب ثم نظر لكل واحد منهم وهم رجال الدين الأشداء الأقوياء الذين يبغون الشريعة وقال لهم مقولته الشهيرة الأثيرة من كان منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر وهنا سقطت الحجارة من أيديهم لأن أيديهم كانت تقطر دما!!! وزاغت نظراتهم لأن عيونهم كانت ممتلئة بالزني وتركوا أماكنهم لأن الخزي غطي وجوههم فانسحبوا واحدا تلو الآخر بدءا من الشيوخ إلي الآخرين,فالتفت المسيح إلي المرأة التي كانت محطمة من كل وجه أدبيا واجتماعيا ونفسيا وحرص السيد المسيح ألا يزيدها تحطيما فقال لها أين هم أولئك المشتكون عليك؟ أما دانك أحد فأجابت لا قال لها المسيح ولا أنا أدينك اذهبي ولا تخطئي ثانية.لقد استطاع السيد المسيح برحمته بالخطاة أن يصلح مسارهم ويغير حياتهم دون أن يريق دماءهم!! لقد اهتم المسيح بالفقراء والبؤساء والضعفاء المهمشين في المجتمع.ذات يوم صرخ أعمي طالبا من المسيح الشفاء وحاول حواريوه أن يسكتوه ويمنعوه من النداء إلا أن السيد المسيح وقف خصيصا ليشفيه ويعيد إليه بصره.ذات يوم حاول الأطفال أن يقتربوا منه فمنعهم الكبار ومن يقفون حوله فإذا بالسيد المسيح يقرب الأطفال إليه ويحتضنهم في حب ويقول للكبار دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات.كما أعطي السيد المسيح أولوية للعلاقات الإنسانية الصحيحة واعتبر أن لها أولوية مطلقة عن إقامة الشعائر الدينية فقال إن ذهبت إلي المذبح لتتعبد وتقدم قرابينك وهناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب أولا اصطلح مع أخيك وحينئذ تعال وقدم قربانك.
لقد أحب السيد المسيح الإنسانية جمعاء وبذل نفسه وحياته لأجلها وفي محبته لم يفرق بين إنسان وآخر لا علي أساس دين أو جنس أو مذهب أو لون أو عقيدة.
راعي الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف-شبرا مصر