أقيمت يوم الاثنين الماضي صلاة الجناز علي جثمان القس جرجس نصر راعي كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بأرض الجنينة, ورأس الصلاة نيافة الحبر الجليل الأنبا مارتيروس أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد ونواب عن عدد من الأساقفة مع عدد كبير من الآباء الكهنة.
وخرج الآلاف من محبيه وشعبه المسيحي مع شركائهم من المسلمين من أهل الحي في موكب مهيب يشيعون جثمانه الطاهر سيرا علي الأقدام ويجوبون وراءه شوارع الحي مرددين هتافات الوداع الملتهبة بمشاعر الحب العميق.
جدير بالذكر أن شيوخ وخطباء مساجد المنطقة شاركوا في سرادق العزاء المقام لقدسه بكلمات الحب والوفاء.
من المعروف عن المتنيح القس جرجس نصر غيرتة الشديدة علي الكنيسة والخدمة طوال الـ 35 عاما- وهي عمره الكهنوتي- وحرصه الشديد علي الوحدة الوطنية بين أهالي الحي, وحكمته في وأد الكثير من الفتن الطائفية والحيلولة دون اشتعال نارها.
كما نجح في توطيد علاقة الكنيسة مع المسلمين بأطيافهم المختلفة واشترك معهم في لجنة للوحدة الوطنية نجحت في حل مشكلات كثيرة بين أهالي الحي في منطقة وصفت طويلا بأنها ملتهبة طائفيا.
يذكر أن أبانا جرجس نصر عاصر الأحداث الطائفية بالزاوية الحمراء عام 1981 وقدم نفسه كدرع بشري أمام أسوار الكنيسة مما حال دون حرقها في الأحداث, وقد زاره قداسة البابا في الكنيسة وأثني علي حكمته وشجاعته وجرأته في الحق.
رغم صراعه مع أمراض القلب لسنوات طويلة أدت به للاحتجاز في الرعاية المركزة عدة مرات إلا أنه انتقل مساء الأحد 3 يوليو إلي فردوس النعيم بعد أن صلي صباحا القداس الإلهي وتناول وناول شعبه من الأسرار المقدسة دون أن يرقد علي سرير المرض وكأن العناية الإلهية استجابت لطلبته المستمرة التي يختتم بها كل عظاته خدنا يارب وتراب الأرض علي رجلينا.