أثار الدور الذي تلعبه إيران في منطقة الشرق الأوسط مخاوف عربية عديدة من إمكانية أن يؤدي إلي تكريس الإنقسام بين دول عربية كبيرة في المنطقة, وينعكس هذا الدور علي المشاكل المحيطة بالقمة العربية المفترض إجراؤها في العاصمة السورية دمشق في نهاية الشهر الجاري, وكذلك أزمة الفراغ الدستوري في لبنان في ظل عدم إختيار رئيس جديد لها حتي الآن … فضلا عن التكهنات التي تشير إلي ضلوع إيران بدور في تأجيج الخلاف بين حركتي فتح وحماس في فلسطين.
جدير بالذكر أن إيران شاركت بطلب منها في القمة الخليجية التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة في ديسمبر الماضي حيث حضرها الرئيس الإيراني وألقي خطابا أثار جدلا واسعا في الاوساط الخليجية وأثار الكثير من التحفظات بين دول المجلس .
هذا وقد عقد الرئيس السوري بشار الأسد مع نائب الرئيس الإيراني برويز داودي مباحثات مكثفة تناولت مستجدات الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية بين سورية وإيران وسبل تطويرها في مختلف المجالات. وصرح مصدر دبلوماسي إيراني في دمشق أن داودي نقل للرئيس الأسد رسالة من أحمدي نجاد تتعلق بالتشاور والتنسيق بين البلدين إزاء الأوضاع الراهنة في المنطقة وبخاصة في الأراضي الفلسطينية بقطاع غزة والأزمة السياسية اللبنانية والعراق. أضاف المصدر أن داودي عرض خلال الاجتماع نتائج الزيارة التي قام بها نجاد مؤخرا إلي العراق ومحادثاته مع المسئولين العراقيين.
علي جانب آخر إستدعت وزارة الخارجية المصرية القائم بالأعمال الإيراني في مصر بعد المظاهرة التي قام بها عشرات الإيرانيين أمام مقر البعثة المصرية في طهران رافعة شعارات ولافتات مسيئة لمصر والرئيس مبارك, وأعربت وزارة الخارجية في بيان رسمي لها عن إستيائها الشديد تجاه السماح بترديد هذه الهتافات العدائية ضد مصر وسياستها مما يشكل رسالة سلبية بالغة لمستقبل العلاقات الثنائية بين الجانبين.
ومن ناحية أخري أدلي الناخبون الإيرانيون بأصواتهم في الانتخابات النيابية التي يتوقع أن يكون الفوز فيها من نصيب معسكر المحافظين, وذلك بعد أن منع العديد من معارضي الرئيس محمود أحمدي نجاد من حق الترشيح.
وكان مجلس صيانة الدستور الذي يهيمن عليه المحافظون قد رفض ترشيحات أكثر من ألفين من الإصلاحيين, مما بدد آمالهم في إيصال مجموعة كبيرة من النواب إلي مجلس الشوري المؤلف من 290 مقعدا. وأعلنت السلطات أن نتائج الإقتراع في 20 مارس الحالي.
وطغت المخاوف الاقتصادية خاصة التضخم, علي شعارات التيارين السياسيين الرئيسيين الإصلاحي والمحافظ.
وتشير توقعات المحللين إلي أن الفائزين الحقيقيين في هذه الانتخابات سيكونون أعضاء سابقين في الحرس الثوري الذين قد يحلون محل رجال الدين بوصفهم القوة الأكثر تأثيرا في مجلس الشوري.
كما سيكون من شأن صعود جيل جديد من المتشددين تعزيز موقف المرشد الاعلي آية الله علي خامنئي.
هذا وتتهم الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخري في الغرب إيران بمحاولة صنع قنبلة نووية إلا أن طهران تصر علي أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية.