يكشف الخلاف في أوربا حول إقدام فرنسا علي إبعاد الغجر, عن فشل إدماج هذه المجموعة التي يناهز عدد أفرادها عشرة ملايين شخص, في ظرف متفجر سياسيا حول القضايا المتعلقة بالهجرة.
وقال ماريو سيبي رئيس اللجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوربية, هي لجنة استشارية تابعة للمفوضية الأوربية, إن النقاش الحالي حول الغجر يثبت بوضوح أن الاتحاد الأوربي ودوله الأعضاء قد فشلت في تطبيق سياسة إدماج ناجحة لهذه الأقلية الإثنية الأكبر من نوعها في أوربا.
وقال سكرتير الدولة الفرنسي للشئون الأوربية بيار لولوش لا يمكننا الاستمرار في الاكتفاء بتصريحات مبدئية, لقد آن الأوان للانتقال إلي بناء المدارس والمساكن والمستشفيات لأحد عشر ملايين من الغجر في القارة الأوربية, تسعة منهم مواطنين في الاتحاد الأوربي.
ويعتبر عدد كبير من المسئولين الأوربيين أن رومانيا التي تضم وحدها مليونين من الغجر أغلبهم من الفقراء, وبلغاريا (800 ألف نسمة) دخلتا بشكل مبكر جدا الاتحاد الأوربي حيث لم يستعدا لذلك بشكل جيد.
وبغض النظر عن ذلك, تأخذ بروكسل علي جميع البلدان الأوربية تقاعسها عن القيام بالخطوات الكافية من أجل الادماج من خلال إساءة استخدام أموال الاتحاد الأوربي المخصصة لهذه الغاية, وأنشأت المفوضية لتوها فريق عمل لدراسة المسألة, وتخصص 12 فقط من البلدان السبع والعشرين في الاتحاد الأوربي أموالا من الصندوق الاجتماعي الأوربي للغجر للفترة 2007-2013.
والنتيجة هي أن البعض من غجر أوربا الشرقية يهاجر منذ فتح الاتحاد الأوربي, إلي الغرب الأكثر ثراء, حيث شددت بلدان مثل إيطاليا وفرنسا الإجراءات الأمنية حيالهم باتخاذها قرار إزالة المخيمات التي تعتبر غير شرعية.
ويتعامل المسئولون السياسيون مع أجواء تزداد عداء للهجرة عموما لدي الرأي العام في أوربا زادت من حدتها أزمة اقتصادية تاريخية تشهدها القارة الأوربية.