قم للمعلم وفيه التبجيل كاد المعلم أن يكون رسولا هكذا ظلت مكانة المعلم في عقول ووجدان آبائنا وأجدادنا كلما جاءت سيرة الدراسة لتعود بهم الذكريات وأيام الزمن الجميل عن وضع المعلم وهيبته داخل الفصل, وأنه لم يكن أحد يستطيع الهمس أو أن يتسبب في مضيعة الوقت بل كان التركيز من بداية الحصة لآخرها منصبا علي الفهم لا التلقين. وهنا تستوقفنا بعض الأمور التي تدور حولها علامات الاستفهام لتثير الجدل. لماذا تبدلت الأحوال وتغيرت الأجواء فلم يعد الطالب طالبا ولا المعلم معلما؟! وإلي أي مدي وصلت العلاقة بين الطالب ومعلمه؟! هذا ما حاولنا معرفته في لقائنا مع محمد فوزي طه مدرس العلوم كيمياء وطبيعة بمدرسة عمر بن عبدالعزيز الإعدادية بإدارة القصير التعليمية في ضوء اختياره المعلم المثالي عن محافظة البحر الأحمر لعالم 2009 فكان هذا الحوار…
* رشحت للحصول علي لقب المعلم المثالي لعام 2009, كيف تمت عملية الاختيار؟
** يتم اختيار لامعلم المثالي وفقا لمعايير وأسس تربوية من حيث السمات الشخصية ومجال العمل والعلاقة مع الطلبة وأولياء الأمور والإدارة المدرسية ومجالس الأمناء والمؤهلات العلمية الحاصل عليها فقد التحقت بالدراسات العليا بكلية تربية قنا بجامعة جنوب الوادي ثم حصلت علي دبلومة مهنية قسم الإدارة المدرسية عام 2007, كما حصلت علي دبلومة تربية خاصة بقسم المناهج وطرق التدريس عام 2008 والرخصة الدولية للحاسب الآلي ICDL عام 2009, فضلا عن حصولي عام 2007 علي المركز الأول علي مستوي الجمهورية في مسابقة دور المعلم في رفاهية الإنسان وعلي المركز الثالث علي مستوي المحافظة عام 2008 في مسابقة الأجهزة البيئية, وسوف استكمل دراستي العليا للحصول علي الماجستير والدكتوراه.
* تعمل بالتدريس منذ ستة عشر عاما.. هل اختلفت نوعية الطلبة حاليا عن زمان؟
** بالتأكيد هناك اختلاف كبير فقد كان الطلبة أكثر تركيزا في الدراسة, وكان التنافس بينهم سمة غالبة ترفع من مستوي الطلاب والمعلمين. وكان مقياس النجاح في الغالب هو الحصول علي الدرجة النهائية في المادة أو علي الأقل 90% منها وكان الطلاب يتشبعون بالمعلومة تماما ويكون لدي المعلم عام دراسي كامل ليصل لمستوي فهم وقدرات كل التلاميذ في الفصل أما الآن فإن عوامل التشتت أصبحت كثيرة مما يعيق في معظم الأحيان الأداء الجيد سواء للطالب أو المعلم فإن نظام الفصلين الدراسيين لا يجعل المعلومة تثبت لدي الطالب حيث إنه ينسي ما تمت دراسته عقب الامتحانات في ظل نظام التلقين المتبع وحشر معلومات دون داعي لتفريغها في امتحان علي ورقة للحصول علي درجة عالية وكأن المهمة انتهت عند ذلك الحد.
* ما رأيكم في أسلوب التقويم الشامل؟
** التقويم الشامل هو الأسلوب التربوي الصحيح الذي تنتهجه معظم دول العالم المتقدم لأنه يعتمد علي تنمية مهارات الطالب في كافة المجالات وهو يخلق شخص متكامل وليس مجرد وعاء يتلقي ما يملئ عليه. وللأسف لدينا تقصير في اتباع مثل هذه الأساليب, ومن ثم نحن بحاجة لإعادة النظر إليها لتحسين مستوي الطالب.
* وماذا عن فكرة العقاب داخل المدارس؟
** لا شك أن مهمتنا لم تنحصر في التعليم فقط وإنما في التربية أيضا, فالتربية والتعليم وجهان لعملة واحدة لا يمكن أن تكتمل شخصية أي طالب دون أحدهما, لذا نقوم بإنماء الطالب وتقويمه ولكن هل تعتقد أن العقاب سواء بشكل بدني أو نفسي يمكن أن يشكل قيمة تربوية لدي الطالب؟ بالطبع لا فمن المفترض أننا كمعلمين محترفين نمتلك من الأساليب التربوية العلمية ما يمكننا أن نحقق لدي الطالب التأثير المطلوب دون اللجوء لتلك الأساليب العقيمة التي تكون لدي الطالب بذور العنف والتطرف لتخلق منه شخصية عدوانية داخل مجتمعنا.
* وهل ضاعت هيبة المعلم عما سبق؟
** إن حب الطلبة لمعلمهم هو الترمومتر الصادق لمكانة المعلم وهيبته في نفوسهم وأن المعلم الذي يخلص في عمله ويشعر بقيمته يعمل ما في وسعه ليؤثر في تلاميذه ليجد لنفسه مكانة في وجدانهم, ولكن للأسف ما يحدث هو أن ينظر للتعليم كوظيفة وليس كرسالة فيجعل المعلم من طلابه وسيلة للكسب فيخسر مكانته لديهم وتضيع هيبته فلا يوم إلا نفسه, وأعتقد أن تطبيق الكادر الخاص ساهم بدور كبير في رفع المكانة الاجتماعية والأدبية والمادية للمعلم حتي لا يضطر إلي اتباع تلك الأساليب التي تضر بمكانته ورسالته في المجتمع.
* وما رأيكم في تدريس مادة التربية الأخلاقية؟
** أنا من أشد المؤيدين لتلك الفكرة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها معظم الأسر فتجعلهم أكثر انشغالا بالعمل فلا يجدون الوقت الكافي ليبثوا في نفوسهم القيم الإيجابية من التعاون والحوار واحترام الآخر وقيمة التسامح وغيرها.
* وماذا عن تدريس مادة التربية الجنسية بالمدارس؟
** هذا الأمر شديد الأهمية في وقتنا الحالي لكثرة ما نسمعه من حوادث الأمر الذي يجعل تدريس هذه المادة أمرا ملحا ليتعرف كل طرف علي الآخر في إطار منهج علمي منضبط مدروس يقدم المعلومة بطريقة سليمة لدي صغارنا بدلا من دفعهم للبحث عن معلومات مشوشة علي الإنترنت أو الاستماع للأصدقاء دون علم.