محفوظ دوس اسم محفور في مجلدات وطني ووجدان قارئها بحروف من نور التميز والروعة.. وهذا التميز لم يأت من فراغ بل جاء من خلال رحلة عمل شاقة قوية وصادقة, جعلته بحق ملك الانفرادات الصحفية بالجريدة.. يشهد علي ذلك السبق الذي يحققه في كل رسالة يكتبها لنا من مختلف استديوهات العالم علي مدار 50 عاما حيث التقي بمئات النجوم وشاهد مئات الأفلام وحقق مكانة عالمية متميزة من خلال انضمامه إلي جمعية الصحفيين الأجانب في هوليوود الي تنظم مسابقة الجولدن جلوب.. محفوظ دوس كان في زيارة قصيرة إلي القاهرة.. وكنت علي شوق أن التقي بالأب الروحي لباب بانوراما وجلست بين يديه استمع إلي تاريخ حي من الفن المتدفق.
* …………………………………؟
** ولدت في مدينة بورسعيد عام 1925.. حصلت علي شهادتي الثقافة والتوجيهي من مدارس فرنسية ثم حدث لي نوع من التردد في الدراسة الجامعية فدرست لفترة في الحقوق ثم الطب ثم سافرت إلي مدينة تولوز حيث تخرجت كمهندس كيميائي وعدت إلي مصر حيث أقمت أول مصنع لإنتاج النفتالين في مسطرد عام 1952. وأذكر أنني التقيت بالرئيس جمال عبدالناصر مصادفة في فندق سميراميس ودعوته لافتتاح المصنع فأعطاني رقم تليفونه ولكن لم أدعه, لأن المصنع كان صغيرا وبعد مرور 3 سنوات علي هذا اللقاء التقيت به في حفل زفاف بالأوبرج وكان ذا ذاكرة فولاذية فتذكرني بالاسم وسألني علي المصنع.. وبعد التأميم هاجرت إلي لوس أنجلوس وعلمت في إحدي الشركات المتخصصة في إنتاج المواد الكيمائية للمباني وكنت ألقي محاضرات حول هذه المواد في العديد من دول العالم. وبعد 16 عاما من العمل في هذه الشركة تركتها وأقمت شركة خاصة بي.
* …………………………………؟
** كنت طول النهار أعمل في مجال المعمار وهو أمر مرهق جدا وكانت أفضل راحة لي أن أشاهد الأفلام وأكتب عن السينما وفي عام 1959 أرسل لي الأستاذ أنطون سيدهم خطابا مازلت محتفظا به يبلغني بأنني مندوب وطني في لوس أنجلوس وبالفعل بدأت بإرسال المقالات وكانت أول مقالة نشرت لي عن وندرلاند وقرأها والت ديزني فطلبني وعزمني علي العشاء ولكني رفضت لكي لا أكون مديونا له بشئ وهذا هو المبدأ الذي سرت عليه في تعاملي مع الفنانين والمنتجين. أما أول مقابلة صحفية أجريتها فكانت مع الممثل بيتر يستونف وكان مشاركا في فيلم كوفاديس.
* …………………………………؟
** ألتقي في كل عام بأكثر من 350 ممثلا وممثلة وأذكر أن ألبومي الخاص يحتوي علي نحو عشرة آلاف صورة مع نجوم العالم. وبعد نشر عدة مقالات لي بوطني تقدمت بها إلي جمعية الصحفيين الأجانب في هوليوود وحصلت علي عضويتها. وهي الجمعية التي تنظم مسابقة الجولدن جلوب منذ 65 عاما ويشاركني من المصريين فيها أخي جورج دوس والسيدة سعاد تكلا وأدير جلسات المؤتمر الصحفي لأعضاء الجمعية منذ 22 سنة.
* …………………………………؟
** حوالي 90 عضوا في الجمعية ولا نقبل أعضاء أكثر من 5 في السنة بشرط أن يكون العضو مقيما في لوس أنجلوس وكل استديو – منتج – يقدم لنا في عرض خاص لأعضاء الجمعية فقط الفيلم والمسابقة مفتوحة لكل المنتجين في العالم بشرط أن يكون الفيلم من إنتاج السنة الحالية ونشاهد حوالي 250 فيلما بين شهري أغسطس وسبتمبر ويتم التصويت بسرية ولابد من التوقيع علي إقرار بأن العضو لم يتكلم مع أحد صناع الفيلم أو أخذ أي شئ منهم وهناك شركة هي أرثر يونج متخصصة في إقامة التصويت وحصر النتائج وهو ما يمثل لنا شبه امتحان في كل عام حيث يوضع أمام العضو مجلد ضخم به كل أسماء الأفلام المشاركة والممثلين وفي ورقة منفصلة يختار أفضل 5 أفلام في الدراما ومثلهم في الموسيقي والكوميديا و5 ممثلين و5 ممثلات. ثم ترسل لنا الشركة أسماء الخمسة الفائزين في كل مجال لنختار منهم واحدا وتقوم الشركة بالإحصاء من جديد ثم نعرف النتيجة عندما يفتح المظروف علي المسرح في حفل توزيع الجوائز وليس قبل ذلك وبهذا العمل الدقيق لم يحدث أن اشتكي أحد المشاركين طوال هذه السنوات.
* …………………………………؟
** إلغاء الحفل هذا العام تسبب في خسائر تصل إلي نحو 80 مليون دولار.
* …………………………………؟
** الإلغاء جاء بسبب نقابة كتاب السيناريو الذين طالبوا بالحصول علي نسبة من توزيع الأفلام علي D.V.D أسوة بالممثلين والذين تضامنت نقابتهم أيضا مع الكتاب وبسبب تهديد كتاب السيناريو بإقامة إضراب أمام الاحتفال رفض الممثلون حضور الحفل والحفل بلا ممثلين لا يقام.
* …………………………………؟
** الصراع مع جوائز الأوسكار صراع مادي بالأساس علي حصيلة إعلانات الحفل. ولاحظ أنه في الـ 13 عاما الأخيرة أن الذين حصلوا علي جوائز جولدن جلوب هم الذين حصلوا علي جوائز الأوسكار.. وهم حاليا يحاولون إقامة حفلهم قبل حفل الجولدن للحصول علي الإعلانات.
* …………………………………؟
** في رأيي أن الممثل الذي يعمل بالمسرح وينتقل إلي السينما له قدرة خاصة وقالت لي الممثلة الإنجليزية جودي بنش إن التمثيل علي المسرح يعطي الممثل قوة يستمدها من الجمهور أما الكاميرا فيكون اعتماد الممثل علي ذاته والمخرج لذلك فالمسرح يكشف الموهبة الحقيقية للممثل.
* …………………………………؟
** من المواقف الطريفة لقاء مع الممثلة شارلي ماكلين والتي تؤمن بتناسخ الأرواح وعندما عرفت بأني مصري قالت لي إنها تقابلت مع روجي منذ 5 آلاف سنة علي سفح الهرم وقلت لها وأين سنلتقي بعد 5 آلاف سنة قالت علي سفح الهرم أيضا.
* …………………………………؟
** أتابع المسلسلات والأفلام المصرية وأشعر أنها تتميز بالقصة والحبكة الجيدة وأعجبتني جدا جرأة فيلم هي فوضي وكذلك فيلم عمارة يعقوبيان ومن المسلسلات قضية رأي عام والعائلة والناس.
* …………………………………؟
** في أمريكا دور النقاد قوي علي عكس مصر حيث إن هناك للنقاد تأثيرا كبيرا علي المشاهد من حيث قبول الفيلم أو رفضه.
* …………………………………؟
** لم أفكر من قبل في جمع مقالاتي ولقاءاتي بنجوم العالم في كتاب ولكن بعد أن اقترحت علي أراها فكرة جيدة فأنا أكتب لوطني منذ عام 1959 وبهذه المقالات كانت وطني ومازالت تنفرد بالكتابة عن الأفلام بشهر ونصف قبل عرضها في أمريكا.
* …………………………………؟
** الأفلام القبطية خطوة جيدة للتعرف علي حياة القديسين ولكن لا أنظر إليها من الناحية الفنية بل أراها من قبيل التثقيف وأعجبني منها فيلما الأنبا إبرآم والشهيد أبانوب.
* …………………………………؟
** في الماضي كنت تجد في الأفلام رسالة حتي إن جاءت بطريق غير مباشر. الأفلام الآن يسيطر عليها العنف وتلاشي العامل الإنساني وخاصة في الأفلام الأمريكية حيث يسيطر العنف وإن كانت الأفلام الأوربية مازالت بها مسحة إنسانية.
Em:[email protected]