في 128 صفحة من الحجم المتوسط أصدر الزميل روبير الفارس كتاب بعنوان مبارك والأقباط أيام الدماء والرجاء الذي يرصد فيه وضع الأقباط في ظل النظام السابق ذاكرا بموضوعية إيجابيات وسلبيات عصر مبارك من خلال بحث دقيق من عدة نواح. الكتاب يبدأ بمناقشة المقولة التي كان يرؤجها النظام السابق عن الرئيس مبارك بكونه شخصا متسامحا ولا يفرق بين مسلم ومسيحي ومدي واقعية ذلك من خلال معاناة الأقباط في عهده خاصة في بناء الكنائس التي تحولت إلي منحة يتم الترخيص بها من خلاله لا عن طريق قانون واضح ومحدد المعالم.
ويثبت الفصل الثاني الذي جاء تحت عنوان تركة السادات تمدد اخطبوط الطائفية في عصر مبارك ويضع خطا تحت حقيقة تم تجاهلة عمدا وهي ترك مبارك للبابا شنودة نحو أربع سنوات تحت التحفظ بدير الأنبا بيشوي حيث لم يفرج عنه إلا في يناير 1985, ويؤكد الكاتب علي ظهور نوع جديد من الإرهاب الأمني للأقباط في عصر مبارك ظهر بوضوح في نشر القصة الفاضحة للراهب المشلوح برسوم المحرقي في جريدة النبأ. وإلغاء الأمن جلسات النصح والإرشاد المتفق عليها أثناء أزمة وفاء قسطنطين وإصدار بطاقة رقم قومي لماكس ميشيل باسم البطريرك مكسيموس وتسهيل إنشاء الكنائس التابعة لها لضرب الكنيسة الأرثوذكسية. وأفرد الكاتب الفصل الثالث لإحصاء الدم القبطي المراق في عهد مبارك والفتن الطائفية بدء من حادثة كنيسة الأقباط الكاثوليك عام 1989 مرورا بمذابح ديروط وصنبو والكشح ونجع حمادي وصولا لحادثة كنيسة القديسين بالإسكندرية. وتضمن الفصل الرابع عدد من المقالات التي تناولت حال الأقباط في ظل النظام السابق. ولم يفغل الكتاب أن يذكر بعض المزايا التي حصل عليها الأقباط في هذه الفترة مثل اعتبار عيد الميلاد عيدا قوميا ووضع مادة المواطنة بالدستور والحصول علي عدد من تراخيص الكنائس والكاتدرئيات مثل كاتدرائية الملاك بأسوان وكاتدرائية السمائيين بشرم الشيخ.
روبير الفارس سبق أن صدر له نحو 20 كتاب منها السادات في ذاكرة الأقباط. وفي الفلكلور القبطي وأيام السجن والصلاة مذكرات الأساقفة والكهنة في سجون ستمبر .1981