عقد ملتقى دولى لمناقشة دور الإعلام فى المرحلة الانتقالية، ومستقبل المؤسسات القومية بعد ثورة يناير، بجريدة الاهرام وشارك فى إعدادها مكتب اليونيسكو بالقاهرة ومركز الامم المتحدة للاعلام. وشارك فيه نخبة من المتحدثين على رأسهم رئيس مجلس إدارة جريدة الاهرام، ورئيس تحرير جريدة الاهرام، ومدير مكتب اليونيسكو بالقاهرة، كما شارك فى المناقشة عدد من كبار الصحفيين فى عدة جرائد ألمانية وسويدية وفرنسية وتحدثوا عن تجاربهم فى صحفهم خلال الفترة الانتقالية التى اعقبت ثورات التغيير فى النظم السياسية فى بلادهم ووضع الصحف فى هذه الفترة. وقد أعرب عبدالعظيم حماد رئيس تحرير جريدة الاهرام -وقتها- أن مصر تقف فى مفترق الطرق تودع نظام قديم وتستعد لبناء نظام جديد ولن تعود مصر لما قبل ثورة 25يناير، فالمصريين يتطلعون إلى دولة مدنية مستقلة تتمتع بحرية التعبير وتحتاج مصر إلى مؤسسات صحفية قومية تعبر عن رأى المصريين بكل صراحة، وأكد حماد أنه تم اختطاف الاهرام إلى اجندة التوريث ولكن المؤسسات القومية لا تزال تعبر عن المجتمع والاهرام هى ملك لكل المصريين، كما أشار إلى أنه لا يمكن الجزم بمستقبل الصحف القومية فى الفترة القادمة ولكن استمرار مجلس الشورى باعتباره المالك لهذه الصحف يعطى مؤشرا باستمرارها ولكن لابد من اصلاح الهيكل الاقتصادى لهذه الصحف حيث يعمل بها اعداد تفوق قدرة أى صحيفة على استيعابها وهناك عددا من القضايا التى اصبحت تواجه الصحف عموما حتى الصحف الخاصة أبرزها التغطية الاعلامية السريعة للأحداث فى الإعلام المرئى.
كذلك تركز معظم الصحف فى القاهرة وعدم الاهتمام بالصحافة الاقليمية مما جعل هناك منافسة شرسة بين عدد كبير من الصحف تفوق قدرة المجتمع على ملاحقتها جميعا. كذلك سرعة الاعلام الالكترونى بالاضافة إلى المشكلة الرئيسية فى مصر وهى ارتفاع نسبة عدم القادرين على القراءة مما يجعل الصحافة الورقية فى خطر عموما.
وعن تجارب الصحفيين الاجانب تحدثت جوتير سترووم رئيسة التحرير السابقة لجريدة (داجنز نيو هيتر) فى السويد والتى نشر لها العديد من الكتب عن الاعلام الحر فاشارت فى كلمتها إلى أن حرية الصحافة فى السويد بمقتضى الدستور والقوانين تدعو للفخر فبمقتضى الدستور المطبق منذ عام 1966 كان هناك نصوصا واضحة تؤكد على حرية الصحافة ونصحت جوتير بأنه لابد أن يحدث هذا فى مصر فتضمين الدستور على حرية الصحافة هو الحامى لهذه الحرية فالقوانين يمكن أن تتغير وفق الانظمة ولكن الدستور هو الذى يحفظ للصحافة حريتها.
كذلك أشار آلان جرش وهو صحفى كبير بجريدة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية إلى أنه يوجد فى فرنسا دعم مالى لكل الصحف يبلغ 2مليار دولار وذلك منذ عام 1944 حتى الآن ولا يسمح للصحفى اطلاقا ان يعمل فى الاعلانات ويسمح للمواطنين ان يتبرعوا للصحف مقابل خصم نسبة من ضرائبهم وكلما كان الاعلان قليل فى الجريدة يتم دعمها بشكل اكبر من الحكومة وجريدة لوموند وهى من اشهر الجرائد فى فرنسا تم تأسيسها عام 1944 بقرار من شارل ديجول واصبحت فيما بعد مملوكة للصحفيين العاملين بها وهم ينتخبوا مدير التحرير والمسئول الاقتصادى بالجريدة واستمرت هكذا لمدة 30عاما وبعد الازمة الاقتصادية داخل الجريدة فى الثمانينات والتسعينات بدأ تدخل رأس المال ولكن بشكل قليل ولكن منذ سنتين تم اللجوء إلى دعم من بعض الاشخاص من خارج العمل الصحفى ولكن كان هناك وعدا بحرية الصحفيين وعدم المساس بكتاباتهم ويوجد حاليا مشاكل فى توزيع الصحف فى العالم كله مع ظهور الصحافة الالكترونية ومحطات التليفزيون والمالكين للجريدة حاليا يفكرون بعقلية تجارية فإذا صرفوا 10يورو يريدون أن يربحوا 30يوروا فى المقابل ولوموند ديبلوماتيك جريدة شهرية توزع 200ألف نسخة وتترجم بعشرين لغة منها العربية وتم الاتفاق أنه سيتم توزيع اللوموند ديبلوماتيك باللغة العربية مع جريدة المصرى اليوم والمشكلة الأساسية لدينا مشكلة اقتصادية فيوجد قليل من الاعلانات وتعتمد الجريدة على التوزيع فنحن لا نخسر ولا نكسب واذا تعرضت الجريدة لأى أزمة فسيضعنا هذا فى مأزق، ونعتمد بشكل كبير كما ذكرت حاليا على تبرعات القراء والدعم الحكومى.
كما تحدث ياسر عبدالعزيز وهو خبير اعلامى قائلا إن هناك حاليا مشكلة كبرى فى التليفزيون حيث يضم المبنى الرسمى حوالى 40ألف شخص يعملون به معظمهم عمالة زائدة ويوجد عجز مالى يقترب من 24مليار جنيه ويبدو أن الحل صعب ولكن لابد من إعادة هيكلة كثير من المؤسسات الحكومية سواء فى التليفزيون وايضا فى الصحف القومية إذا اردنا استمرارها ونقصد تحديدا الاهرام والاخبار والجمهورية حفاظا على حقوق العاملين بها.
كما كان هناك محاضرة قيمة لأحمد كمال ابو المجد وزير الإعلام الاسبق فى مصر ونائب سابق لرئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان تحدث فيها عن الأركان الاساسية لحماية مصر وأهمها أن تصبح دولة سيادة القانون حيث إنه فى الفترة الأخيرة لم يقتصر الأمر على حرية التعبير بالكلمة المكتوبة أو الإعلام المرئى ولكن ساد نوع جديد من التعبير بالحذاء مشيرا إلى واقعة هجوم الطلبة فى احد المظاهرات فى المنصورة على الأساتذة وبعضهم هاجم سيارات الاساتذة وكان يلوح بالاحذية فى ايديهم وهذا دليل على الفوضى وعدم احترام حرية التعبير بشكل لائق.
==
س.س
13 نوفمبر 2011