تساءل المحلل والمراسل في صحيفة هاآرتس يوسي ميلمان, إذا كانت إيران تحاول جر إسرائيل لضرب أحد مفاعلاتها النووية في أعقاب إعلان طهران في خطوة استثنائية وغير مبررة أنها نقلت مؤخرا وبشكل علني, حسب صحيفة نيويرك تايمز, أكثر من طنين من اليورانيوم المخصب بدرجة مخفضة من موقع سري تحت الأرض إلي موقع علني فوق الأرض. وقال ميلمان إن الحديث يدور عن نقل كمية من اليورانيوم جري تخصيبه في مفاعل نتانز. وأضاف أن نقل اليورانيوم جري بعلم الوكالة الدولية للطاقة الذرية, كما ورد في تقريرها الأخير.
ويري ميلمان أن خطوة طهران مفاجئة, إذ أن قبل 6 شهور عندما أعلنت أجهزة الاستخبارات الغربية اكتشاف مفاعل سرية في قم, ردت إيران بأنها شيدت المفاعل بصورة سرية خشية تعرضها لضربة إسرائيلية, وها هي تقوم بفعل الشئ المعاكس تماما لإدعائها وتنقل طنين من اليورانيوم المخصب بصورة علنية.
ويعتقد ميلمان أن أحد التفسيرات لذلك, هو أن الحرس الثوري, المسئول عن المشروع النووي الإيراني. يدعو إسرائيل لتوجيه ضربة لمكان تخزين اليورانيوم العلني بهدف تعزيز سيطرته علي الدولة وتوحيد الشعب خلف النظام.
إلا أن خبراء في الأمن في الولايات المتحدة, حسب ميلمان, يشككون في صحة هذا التفسير, ويرجحون أن إيران قامت بهذه الخطوة علي ما يبدو بسبب مشاكل إمدادية في تخزين اليورانيوم المخصب في مكانه السري. وأضاف أنه جري نقل اليورانيوم بصورة علنية في أعقاب قرار طهران تخصيب اليورانيوم بدرجة 20 في المائة, وبذلك تكون قد خرقت مرة أخري التزاماتها الدولية وتتحدي العالم بغية حصولها علي وقود نووي لتشغيل مفاعل طهران التي تجري فيها أبحاث طبية نووية.
ومن ناحيتها فإن الولايات المتحدة تعارض عملية إسرائيلية ضد إيران وأرسلت رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي وغيره من الشخصيات الرفيعة إلي إسرائيل لإقناعها بعدم مهاجمة إيران, خصوصا بعد التخطيط لمهاجمة ما ادعت إسرائيل أنه مفاعل نووي في سورية وإبلاغ الولايات المتحدة بفترة قصيرة قبل تنفيذ الهجوم.
عن هاآرتس