ليس مجرد واجب عزاء.. وإنما إحساس عميق بالأمومة المجروحة.. عندما ذهبت أم خالد سعيد لمواساة أم مينا دانيال.. لم يتبادلا الكلمات بقدر ما تعانقت قلوبهما.
التقت وطني معهما.. فكان هذا الحوار.
* ما الدافع الذي دفعك أن تأتي من الإسكندرية إلي القاهرة لكي تقدمي العزاء لأم الشهيد مينا دانيال؟
* * هي أم شهيد وإللي حاسة به. أنا حسيت بيه قبل كده.. عشان كده هي صعبت علي وذهبت لكي أقدم لها العزاء. وعلي فكرة أنا ذهبت أقدم العزاء لأكثر من أم من أمهات الشهداء مثل أم روماني, ولم أضع في ذهني مسيحيين أو مسلمين ولكن وضعت أن هؤلاء شهداء وأنا حسيت بقلب الأم أن أذهب لهؤلاء الأمهات لكي أواسيهن وأشاركهن أحزانهن.
* ماذا تجدين من شبه بين الجريمتين فخالد دهس بأيادي الشرطة ومينا دهس بمدرعات الشرطة العسكرية؟
* * نعم هناك رابط كبير. أنا أري أن نفس ظروف الشهيد مينا دانيال مثل ظروف الشهيد خالد سعيد هذا يدفع عن وطنه وبلده والآخر يدافع عن وطنه وبلده وعن رفع الظلم. خالد دهس بأيادي الشرطة ومينا دهس بالمدرعات. وللعلم مينا اشترك في صلاة الجماعة في جنازة خالد مع البرادعي في مسجد سيدي جابر.
* هل تتوقعين أن الظلم سينتهي؟
* * نعم أتوقع من عند ربنا أن الظلم سوف يتغير. زي ماربنا عمل الثورة قادر أنه يشيل الظلم ويكمل ويدافع عن الثورة.
* ماذا تتوقعين لثورة يناير؟
* * سوف تتحقق أهداف الثورة وتنجح الثورة ولكن بصعوبة وبدماء شهداء لأن النظام الذي استمر 30 سنة لم يكن متوقعا أن يتنازل عن موقعه بهذه السهولة لابد له أن يدافع إلي آخر دقيقة. نحن أيضا سوف نضحي إلي أن ننتصر وتنتصر الثورة.
* هل تعتقدين أنه لو شعر المجتمع كله بمشاعر الأمومة المجروحة واللمسة الإنسانية سيقل العنف؟
* * الناس لو حست بمشاعر الأمومة المجروحة العنف سوف يقل وسوف يصعب عليهم الشباب إللي بيموت ومهما تمر السنون أهله يشعرون بأنه بيموت النهاردة, خالد له سنة ونصف وأشعر أنه بيموت إمبارح هذا ممكن يقل الحقد إللي في قلوبهم ويقلل العنف. أنا طالب هؤلاء الناس أن يصعب عليهم الشباب لأن هؤلاء أولادهم وأولاد مصر ولما يقتلوا الشباب الوطني الشجاع من سيبقي لهم؟
* في رأيك ما الحل لنار الفتنة الطائفية؟
* * ما حدث في ماسبيرو يحتاج إلي جهة محايدة تحقق في الموضوع وليس النيابة العسكرية, فالشرطة العسكرية اعتدت علي المتظاهرين وده واضح في الفيديو. حتي لو فيه ناس دخلاء لا تقل لي أياد خفية وبلطجية. أين هم في حوادث قبل كده؟ عشان المشكلة بتترك لما تكبر ولما تحدث مصيبة, ولم يعالجوا المشكلة من الأساس. يعملوا مجلس عرفي ومصالحة وهذا ليس حل المشكلة. لابد من البحث عن الأسباب وحل المشكلة الأساسية.
* إلي أين وصلت قضية خالد سعيد؟
* * اللجنة الطبية التي كتبت تقارير من جامعات مختلفة القاهرة والإسكندرية وعين شمس كتبت تقريرا واحدا هو أن خالد أغمي عليه خلال العشر دقائق إللي نقلوه فيه في البوكس وتم حشر لفافة في فمه أدت إلي الوفاة. التقرير أمام المحكمة وتتحول القضية من استعمال القسوة وقبض بدون وجه حق إلي قتل عمد. ونتمني أن تحجز للحكم.
في نهاية الحوار تحدثنا إلي والدة مينا السيدة نادية فلتس عقب زيارة والدة خالد سعيد.
* حدثينا عن زيارة والدة خالد سعيد لكي؟
* * جاءت والدة خالد سعيد لتقديم العزاء في مقتل ابني وبالرغم من أننا لم نتجاذب أطراف الحديث إلا أن مشاعرنا كانت واحدة, فولدانا تم قتلهما علي أيدي جهات في الدولة, وننتظر القصاص لدمائهم. وموقف والدة خالد سعيد الذي تفضلت به معنا غير غريب علي المسلمين الذين نتعايش معهم منذ سنوات, فنحن معتادون علي أن نشد من أزر بعضنا في المواقف الصعبة, أما بالنسبة للتعصب بين البعض والذي طرأ حديثا علي بلدنا مصر فهو وليد خطب رجال الدين الذين يسموا أفكار الناس.
* هل شعرت بندم لمشاركة مينا في الثورة أو مظاهرات ماسبيرو؟
* * تألمت لفراقه كثيرا فالضني غالي. وكنت قلقة جدا عليه أثناء نزوله لميدان التحرير واعتصامه مع زملائه, ولكنني مؤمنة بدوره المهم لتغيير بلدنا, فمصر وردة وسط العالم بل وإنها جنة العالم ومينا استشهد وهو يدافع عن كنيسته فهو توفي في الوقت المناسب.
* هل تريدين قول شيئا لأمهات الشهداء؟
* * أعزيهن جميعا وأطلب منهن ألا ينزعجن علي أولادهن فهم شهداء عند ربنا. وليس أمامنا سوي الصبر حتي يتحقق العدل.