المشهد الأول أمين عام المجمع العلمى محمد الشرنوبى ظهر أمس مساءً على إحدى الفضائيات يندب ويولول معلناً أن مبنى المجمع العلمى بقصر العينى احترق تماماً بكل ما فيه من ثروة الكتب وعلى رأسها النسخة الأصلية لموسوعة وصف مصر منذ الحملة الفرنسية وسينهار المبنى الذى يقدر عمره بأكثر من مائة عام خلال ساعات.
المشهد الثانى على إحدى الفضائيات وفى نفس التوقيت عدد من الجنود مع شباب متطوع كانوا يخرجون رزم من الكتب من داخل مبنى المجمع العلمى بعضها كان يبدو بحالة جيدة والبعض الآخر أطرافه محترقة وكان المشهد محزن حيث أن الجنود الذين اتهمهم البعض بأنهم غير مبالين بما يحدث داخل مبنى المجمع العلمى يعملون فى صمت ويخرجون هذه الكتب وهم حاضنين لها وكانهم يحملون ارواحهم على ايديهم.
المشهد الثالث اليوم الأحد وحتى الثامنة والنصف مساءً ظهر أمين عام المجمع العلمى ولا يزال مواصلاً الندب على المبنى ومحتوياته وفى نفس الوقت تحدث المفاجأة يوقف المذيع كلام الأمين ليتدخل فى الحديث الشاب مينا ثابت وكان يستنجد فى نفس اللحظة حيث كان يقوم هو وحوالى 6 من المتطوعين بإخراج عشرات الكتب من مبنى المجمع العلمى وكان يطلب صارخاً لقد ملأنا الآن حوالى ثلاثة عربات لورى من الكتب ولا نعرف كيف سنواصل العمل اذا ما حل الظلام حيث ان التيار الكهربائى منقطع ولن نستطيع أن نكمل عملنا فى الظلام ونرجو أن تتصلوا بالمسئولين لارسال أنوار حتى ننقذ ما يمكن انقاذه وقال مينا بالحرف الواحد “النيران لا تزل مشتعلة فى داخل المبنى ويبدو ان المبنى سينهار فى أى لحظة” وهنا بادر أمين المجمع العلمى وبدأ فى استجواب الشاب على الهواء وبدأ يسأله أين تقف الآن وما أدراك أن العربات التى حملتوها تابعة لدار الكتب وهل اخذتم أرقام هذه العربات وهنا جاءت مداخلة من وزير الثقافة على الهواء مباشرة موكداً كلام الشاب المصرى الأصيل مينا قائلاً انا بالفعل من أرسلت العربات وحملنا الكتب إلى دار الكتب وهنا سالت المذيعة أمين المجمع العلمى هل يمكن ان تساعد الشباب المتطوع وتطلب من المسئولين أن يحاولوا أمدادهم بانوار لاستكمال مهمتهم فى انقاذ ما يمكن انقاذه من ثروة المجمع العلمى التى تحترق أجاب أمين عام المجمع العلمى انا فى الطريق وساقوم باللازم.
وهنا تنتهى المشاهد ويبدأ التساؤل لو كان أمين عام المجمع العلمى توقف منذ امس عن الندب والولولة وتحرك بشكل فعلى وقام بمحاولة الاتصال هنا وهناك وكان لا يزال وحتى هذه اللحظة المبنى صامداً ولم ينهار لكان من الممكن ان تتم عملية الانقاذ لذاكرة مصر بشكل اسرع وافضل؟ نشكر الله ان هناك شباب لا يزال غير قابل للاحباط.
إ س