+سؤال للتوضيح:-
وفيما هو جالس علي جبل الزيتون تقدم إليه التلاميذ علي انفراد قائلين قل لنا متي يكون هذا وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر(مت24:3) في هذا السؤال يستغل جماعة التلاميذ قربهم من الأب والمعلم منفردين به في خلوة روحية ليسألوه عن كل صغيرة وكبيرة في حاضرهم ومستقبلهم ولكن في حدود المحبة ربما لكي يستعدوا هم لأنهم في شغف للوصول إلي الأبدية وإيضا لكي يعلموا كل من يسألهم لكي يكون الجميع في استعداد تام لاستقبال هذه الساعة التي سيأتي فيها ابن الإنسان فنعم السؤال الذي يبحث عن الحكمة الإلهية وعمل الله علي الأرض كما يقول الحكيموجهت قلبي للسؤال والتفتيش بالحكمة عن كل ما عمل تحت السماوات هو عناء ردئ جعلها الله لبني البشر ليعنوا فيه(جا1:13) تحية خالصة لجماعة التلاميذ من أجل هذا السؤال الاستفهامي والتوضيحي عن المستقبل والذي وضح فيه الرب علامات الطريق الصعبة وليست السهلة كما يفعل وكأنه يقول للجميع إن زمان الغربة مملوء بالأشواك والأحجار المعثرة ولكن من يرجو الأبدية عليه أن يحتمل فالعبرة بالتمسك بالله والعلاقة القوية معه والاستعانة به كما يقول المرنميارب ما أكثر مضايقي كثيرون قائمون علي كثيرون يقولون لنفسي ليس له خلاص بإلهه. أما أنت يارب فترس لي مجدي ورافع رأسي بصوتي إلي الرب أصرخ فيجيبني من جبل قدسه. قم يارب خلصني يا إلهي لأنك ضربت كل أعدائي علي الفك هشمت أسنان الأشرار. للرب الخلاص علي شعبك بركتك(مز3:1-8).
+وإجابة وتصريح:-
فأجاب يسوع وقال لهم انظروا لا يضلكم أحد. فإن كثيرين سيأتون باسمي قائلين أنا هو المسيح ويضلون كثيرون. وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب انظروا لاترتاعوا لأنه لابد أن تكون هذه كلها ولكن ليس المنتهي بعد. لأنه تقوم أمة علي أمة ومملكة علي مملكة وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن ولكن هذه كلها متبدأ الأوجاع(مت24:4-8) إنها إجابة واضحة صادرة من السيد الرب ملك الملوك لايوجد فيها كذب أو تضليل فهو الذي قال عنه سفر العددليس الله إنسانا فيكذب ولا ابن إنسان فيندم هل يقول ولايفعل أو يتكلم ولايفي(عدد23:19) ومع أن الإجابة صعبة علي ساميعيها إنما قصد الرب بها أن يوضح الأمور حتي لا يستطيع إبليس أن يأخذ مكانا بين أولاد الله لذلك صرح الرب بأحداثها بالتفصيل قائلا:حينئذ يسلمونكم إلي ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل اسمي. وحينئذ يعثر كثيرون ويسلمون بعضهم بعضا ويبغضون بعضهم بعضا. ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين. ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين. ولكن الذي يصبر إلي المنتهي فهذا يخلص…(مت24:9-13) وفي هذا يكرر لنا الرسول توعيتهثم نسألكم أيها الإخوة من جهة مجئ ربنا يسوع المسيح واجتماعنا إليه. أن لا تتزعزعوا سريعا عن ذهنكم ولاترتاعوا لابروح ولا بكلمة ولابرسالة كأنها منا أي أن يوم المسيح قد حصر لايخدعنكم أحد علي طريقة ما لأنه لا يأتي أن لم يأت الارتداد ولا ويستعلن إنسان الخطية ابن الهلاك. والمقام والمرتفع علي كل ما يدعي إلها أو معبودا حتي إنه يجلس في هيكل الله كإله مظهرا نفسه أنه إله(2تس2:1-6) فهذه هي المبادي المسيحية الصدق والتوضيح.
+ونصرة للمسيح:-
وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتيا علي سحاب السماء بقوة ومجد كثير.فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح من أقصاء السماوات إلي أقصائها. هكذا أنتم أيضا متي رأيتم هذا كله فاعلموا أنه قريب علي الأبواب الحق أقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتي يكون هذا كله السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لايزول(مت24:30-35) حقا إنه ابن الإنسان الذي جاء غالبا ولكي يغلب كما قال عنه سفر الرؤياونظرت لما فتح الخروف واحدا من الختوم السبعة وسمعت واحدا من الأربعة الحيوانات قائلا كصوت رعد هلم وانظر فنظرت وإذا فرس أبيض والجالس عليه معه قوس قد أعطي إكليلا وخرج غالبا ولكي يغلب(رو6:1-2) نعم أنه الرحمة الحقيقية لكل البشرية والمعين لهم وسط الضيق هذا الذي قيل عنهلاخوة والعون لساعة الضيق لكن نصرة الرحمة فوق كليهما(سيراخ40:24) إنه المسيح المنتصر علي الشيطان وكل ألاعيبه إن كانت في مرض أو موت أو اضطهادات وحروب وأحزان لقد هزمه مخلصنا في كل أشكاله حتي صرخ وقال ما لنا ولك يا يسوع أجت قبل الزمان لتهلكنا فتحقق ما جاء بالنبي القائلاضربوا بالبوق صهيون صوتوا في جبل قدسي ليرتعد جميع سكان الأرض لأن يوم الرب قادم لأنه قريب. يوم ظلام وقتام يوم غيم وضباب مثل الفجر ممتدا علي الجبال شعب كثير وقوي لم يكن نظيره منذ الأزل ولايكون أيضا بعده إلي سني دور فدور. قدامه نار تأكل وخلفه لهيب يحرق الأرض قدامه كجنة عدن وخلفه قفر خرب ولاتكون منه نجاة كمنظر الخيل منظره ومثل الأفراس يركضون قدامه ترتعد الأرض وترجف السماء الشمس والقمر يظلمان والنجوم تحجز لمعانها والرب يعطي صوته أمام جيشه أن عسكره كثير جدا فأن صانع قوله قوي لأن الرب عظيم ومخوف جدا فمن يطيقهيوئيل2:1-11 فشكر لمن سأل وحمدا لمن أجب وقادنا في موكب نصرته وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع إيمان… وعصيان… وإعلان.