* لماذا وضعت السودان الجديد كعنوان لكتابك؟
** أولا اختيار الاسم فرصة لعرض ما قدمه قرنق وكذا ما نأمل أن نصل إليه. أعرض من خلال صفحاته الوضع الحالي للسودان, والكتاب موجه لكل فئات الشعب السوداني وسيتم توزيعه في جوبا عاصمة جنوب السودان, وأيضا سيدعم الناشر فرص توزيعه في الشمال فضلا عن كندا والولايات المتحدة الأمريكية وأوربا ودول أفريقيا وخاصة مصر.
* لماذا اخترت كتابته باللغة الإنجليزية؟
** أنا لا أجيد التعبير بصورة جيدة باللغة العربية لذا كان قرار الكتابة بالإنجليزية حتي أستطيع الكتابة بشكل يتناسب مع حجم القضية الخاصة ببلادي.
* هل هناك تخطيط لترجمته إلي اللغة العربية؟
** الأمر متوقف علي مدي نجاح خطط ترويجه وتسويقه باللغة الإنجليزية وأتمني فعلآ أن يتم ترجمته إلي العربية وإلي لغات أخري أيضا فقضية السودان تستحق أن يتم عرضها بكل لغات العالم.
* كيف جاءت فكرة الكتاب؟
** روادتني فكرة الكتاب بعد فترة رصد طويلة للأحداث التي شهدها السودان بشمالها وجنوبها علي مدار عقود متتالية, وجاء قرار الكتابة من أجل المزيد من التنوير للشعب السوداني بصفة عامة والجنوبيين بصفة خاصة.
* ماذا تقصد بعملية التنوير؟
** أري أن هناك مخاطر عديدة تهدد بلادي ووحدته المأمولة, فالسودان يتكون من عدة قبائل ومتعدد الأعراق والأديان والوحدة – من وجهة نظري – ستجعل منه دولة قوية ذات شأن أما الخلافات والصراعات ستجر السودان إلي دوامة لا يعلم أحد إلي أين ستنتهي.
وبمنتهي الوضوح حكم السودان منذ ما يزيد عن نصف قرن وقع في أيدي فئة معينة هم المسيطرون علي كل شئ في البلاد, وتم حرمان باقي فئات الشعب من المشاركة في الحكم أو حتي التواجد الفعلي في صنع القرار فيما يخص مصلحة البلاد اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.
* وما نتيجة ذلك؟
** النتيجة كانت خطوة لاحقة سبقتها عمليات تكاد تكون منظمة في زرع براثن الخلافات بين القبائل المختلفة وأيضا دعم القبائل العربية في مواجهة الأفريقية مثل ما حدث مع الجانجاويد وتدعيمهم ضد القبائل الأفريقية في دارفور, والنتجية الطبيعية حروب بين القبائل بعضها البعض أو بين القبائل والحكومة.
* كيف تري الجهود الحكومية لنبذ أي خلاف بين الأطراف المتعددة في بلادك؟
** بكل صراحة أري أن الحكومة لا يوجد لها أي اهتمام بالمواطن السوداني وهي لا تعتني بإقامة دولة تجعل جميع السودانيين يلتقون حولها بصرف النظر عن العرق والدين. وقدمت في الكتاب – وهذا أهم أسباب إصداره – ما يؤكد أن وحدة البلاد هي الأساس والهدف الذي سينهض بها وكذا طالبت جميع الأطراف بناء أساس اقتصادي قوي في الجنوب.
* أين تقع العلاقات المصرية – السودانية علي الخريطة؟
** العلاقات بين البلدين خلال العقود الأخيرة شهدت علي سبيل المثال اتفاقا ثلاثيا يضم كل من مصر والسودان وليبيا أثناء فترة حكم نميري ولم تأتي هذه الاتفاقية بجديد هذا علي مستوي الحكومات, وحسبما أري أن أي علاقة جيدة بين بلدين تأتي عن طريق تأصيل الشراكة علي مستوي القاعدة الشعبية وهي ليست متوفرة بالشكل الكافي حتي الآن, وكذلك يجب أن تكون العلاقات متوازنة من الجانبين.
* وماذا عن وحدة وادي النيل وغيرها من العبارات الرنانة؟
** مجرد شعارات فارغة لا يطلق عليها إلا تعب حنجوري فمثلا هناك قول يؤكد أن الوحدة تبدأ من نمولي بأقصي جنوب السودان إلي الإسكندرية بأقصي الشمال, وأنا هنا أتساءل ماذا حدث علي أرض الواقع لتفعيل هذه المقولة.
* .. والحل….
** بكل وضوح الحل الوحيد يكمن في تدخل فعلي من قبل منظمات المجتمع المدني في مصر والسودان, لخلق أنواع مختلفة من التواصل الشعبي بشكل عملي, لأن العمل الأهلي من شأنه إيجاد فرص ممتازة للشراكة الفعلية في مجالات مختلفة بين شعبي وادي النيل.
* بكل صراحة ماذا يحتاج الجنوب بشكل فعلي؟
** الجنوب يحتاج لتنمية حقيقية وعمل ليل نهار من أهله, فعملية البناء بالنسبة لنا جميعا تحدي وأمل يراود كل الجنوبيين, فعلي مدار السنوات الطويلة الماضية لم يتم وضع أي حجر أساس – علي الأقل – للبنية التحتية وأول مشكلة ستواجه كل من يطالب بالوحدة هي حالة الجنوب شديدة التدهور.
* إذا أين توجد فرص التقدم؟
** الفرص متاحة فقط في الزراعة وكل المشروعات المتعلقة بها لأن أراضي الجنوب تسمح بتنمية تنقل السودان إلي مستوي مختلف يكفي في البداية احتياجات الشعب, وبعدها بفترة ليست طويلة تنتقل إلي فرص التصدير للخارج.
* وماذا عن فرص الاستثمار؟
** الفرص متوفرة بكثرة في مجالات مختلفة وتقدم الحكومة إعفاءات من بعض الضرائب وكذا تسهيلات تناسب مناخ الاستثمار العالمي.