أصبحت القاهرة عاصمة للكبارى لوجود 65 كوبرى للقضاء على الزحام والضغط المرورى،ومن بين كبارى القاهرة المتعدة توجد كبارى لها تاريخ تشهد على إنجازات وحضارة وفن وذوق لكنها تتعرض الآن لأزمة نتيجة عدم الصيانة مما يهدد باختفاء هذه الكبارى الأثرية حول أزمة الكبارى الأثرية فى القاهرة وغياب الصيانة وتفشى الإهمال تطرحوطنىالقضية قبل حدوث الأزمة الكبارى الأثرية قال الدكتور عصام شرف وزير النقل سابقاً وأستاذ هندسة الطرق إن الكبارى من أهم المحاور المرورية فى مصر تخدم الملايين يومياً ومعظمها لها تاريخ أثرى لكنها مع الأسف تعرضت للإهمال منذ فترة طويلة بسبب عدم صيانتها والضغط المرورى المتزايد عليها مما تسبب فى تآكل الفواصل الحديدية وحدوث كسور،لذلك تسعى الدولة حالياً إلى عمل خطة لإصلاح الكبارى الأثرية وغير الأثرية من خلال وضع خطة منظمة لصيانة الكبارى بأسلوب دورى منظم وطالب د شرف بأن تتم صيانة هذه الكبارى خاصة الأثرية من قبل خبراء ومعماريين أثريين حتى لا تحدث مرة أخرى كارثة كوبرى قصر النيل الذى تم بها طلاؤه بالورنيش مما أدى إلى إفساده عن جعل من قبل العاملين بالنظافة الأمر الذى كلف الدولة ميزانية ضخمة لإعادة تماثيل الأسود النحاسية إلى تاريخها الجميل الجلاء والزمالك أشار المهندس طارق العطار رئيس الهيئة العامة للطرق والكبارى إلى أن القاهرة بها65 كوبرى موزرعة على مناطقها الشمالية والجنوب ية والشرقية والكبارى الأثرية مشاكلها عديدة من أهمها عدم توفير ميزانية كافية وسريعة لصيانتها فالكبارى الأثرية وحدها تحتاج إلى أكثر من40 مليون جنيه لصيانتها ومن أهمها بالقاهرة كوبرى الجلاء الزمالك وقصر النيل وغيرها.
أضاف العطار أن كوبرى الجلاء يبلغ طوله حوالى120 متراً وعرضه3.6متراً وحمولته 30 طناً فى حين يبلغ طول كوبرى الزمالك120 متراً وعرضه13.2 وحمولته70 طناً وكان كوبرى الجلاء يلقب باسم كوبرى البحر الأعمى وأنشئ عام1869 وهو يقابل كوبرى قصر النيل على الفرع الغربى للنيل ويصل الجزيرة بالجيزة وعرف فيما سبق عند إنشائه بالكوبرى الإنجليزى ثم بكوبرى بديعة مصابنى نظراً لأن الملهى المملوك لها كان على مقربة من الكوبرى وبعد ثورة يوليو1952 أطلق عليه كوبرى الجلاء ومن خلال تاريخ إنشائه نجد أنه صمم فى عهد الخديوى إسماعيل وتمت صيانته لأول مرة عام1911 على يد شركة إنجليزية بينما أنشئ على يد شركة فيف ليل الفرنسية بتكلفة40 ألف جنيه،أما كوبرى الزمالك فأنشئ فى عام1907 فى عهد الخديوى إسماعيل لنفس الشركة وتقوم الهيئة الآن مع وزارة الإسكان والنقل بصيانة الأجزاء اللازمة فى بعض الكبارى مميزات عديدة أوضح الدكتور على صبرى خبير تخطيط الكبارى أن كبارى الجلاء والزمالك يتصفان بالزحام الشديد والاختناقات المرورية ونجد بهما مشاكل كثيرة وتآكل فى الفواصل المعدنية بما يقلل من عمرهما الافتراضى ويضعف من قدرتهما على تحمل الأوزان فضلاً عن أن تآكل الفواصل يؤدى إلى تفتت الأجزاء الخرسانية المجاورة للفواصل المعدنية مما يحدث خللاً عاماً فى تركيبهما خاصة وأن هناك كبارى أثرية صممت لتطل على مسطحات مائية بهدف فتحها لمرور السفن الشراعية من أسفلها وذلك إما فى وقت متأخر من الليل أو فى ساعة معينة بالنهار ومثل هذه الكبارى تحتاج لصيانة دورية لذا لابد من وضع خطة محكمة لصيانة تلك الكبارى التى لها وضعية خاصة كأثر وتاريخ لمصر إلى جانب دورها فى إزالة الاختناق المرورى،وفى حالة عدم الاهتمام بها من قبل الصيانة سيؤدى هذا الاهمال إلى نتائج خطيرة لن يحصد ثمارها إلا المواطنون لذلك من الضرورى وضع خطة مشتركة بين وزارات النقل والمواصلات،الإسكان،الرى والموارد المائية وهيئة الطرق والكبارى قصر النيل فريد فى تصميمه
قال المهندس موسى جيد استشارى إنشاءات إن كوبرى قصر النيل سيظل واحداً من الكبارى التى يشتاق من يمر عليها للعودة مرة أخرى إليها بسبب جمال التصميم والأسود الأربعة التى تحرسه من الجانبين، إنه يتوسط قلب العاصمة ويطل على أشهر معالمها كبرج الجزيرة والأوبرا وجامعة الدول العربية ونهر النيل وأنشئ هذا الكوبرى فى عهد الخديوى إسماعيل ليصل الجزيرة بالقاهرة وصمم على يد شركة فيفليل الفرنسية وافتتح فى 10 فبراير عام1872 بطول 406 أمتار وعرض20متراً ونصف المتر، وسمى باسم قصر النيل لمجاورته لقصر نازلى هانم الذى بناه محمد على لابنته على ساحل النيل وهدمه سعيد باشا فيما بعد ليبنى محله قشلاققصر النيل لإقامه العساكر به والكوبرى يقترب عمره الآن من قرن وربع القرن وأول تجديد وصيانة له كانت بعد60عاماً من إنشائه فى4 فبراير عام1931 حيث قام الملك فؤاد الأول بإطلاق اسم الخديوى إسماعيل على الكوبرى لتخليد ذكرى والده
أكد المهندس جيد أن عملية الفحص والصيانة فى مصر لا تتم على أساس علمى فى معظم الأحوال كما أنه من الأسباب المعطلة لعملية الصيانة هو ارتفاع تكلفة الخامات المستخدمة وتشترط مواصفات دهانات الكبارى الأثرية مثل كوبرى قصر النيل أن تدهن جميع أجزائه بأربع طبقات وبرغم وجود شركات متخصصة فى أعمال صيانة الكبارى القديمة ولكن لا يوجد تمويل كاف طالب جيد هيئة الطرق والكبارى بالاهتمام بهذه الكبارى من حيث متابعة عمليات الفحص والصيانة الدورية وكافة إجراءات السلامة والأمن بأسلوب عملى وليس عشوائياً فلا مانع من الاستعانة بخبرات المكاتب الاستشارية المتخصصة خارج نطاق الهيئة فى حالة حدوث مشكلة كبرى إلى جانب زيادة المخصصات المالية لتلك الأغراض عباس الثانى أشار المهندس سامح سليمان استشارى طرق وكبارى بوزارة النقل إلى أن هناك عدداً من الكبارى الأخرى التى تتمتع بأهمية تاريخية مثل كوبرى عباس الثانى الذى يصل بين الروضة والجيزة والذى أقيم أيام الخديوى عباس حلمى الثانى فى6 فبراير1908 بتكلفة 180ألف جنيه ويبلغ طوله 535متراً وعرضه 20متراً وأنشئ على يد المقاوى الإنجليزىسيروليم أورلويرتبط هذا الكوبرى فى أذهان وعقول المصريين بالأحداث الدامية فى الأربعينيات وقت مظاهرات طلبة المدارس والجامعات ضد الاحتلال وأعيد بناؤه ثانية فى عام1970 ويلقب بكوبرى الروضة وفى نفس العام أقيم كوبرى الملك الصالح على يد نفس المقاول بطول83متراً وعرض 15متراً وتكلفة 19ألف جنيه ثم كوبرى الجامعة عام1958 ليصبح أول كوبرى خرسانى بمصر وكذلك أول كوبرى علوى لا يحتاج إلى فتحه لعبور البواخر والسفن منه كما أن هناك كوبرى محمد على الذى يربط بين مبانى مستشفى قصر العينى القديم وجزيرة الروضة وحمل اسم محمد على لأنه أقيم ليوصل بين القاهرة وقصر الأمير محمد على توفيق شقيق الخديوى عباس حلمى الثانى فى عام1908 بعرض15متراً وتكلفة 16ألف و500 جنيه ومازال يعمل حتى الآن برغم إهمال الصيانة الدورية له
وداعاً أبو العلا
أوضح نبيل ضرغام أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة عين شمس أنه يلى كوبرى قصر النيل فى الأهمية والتاريخ كوبرى بولاق أو كما هو معروف لنا كوبرى أبو العلا والذى افتتح فى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى عام1912 وكان هذا الكوبرى يربط بين القاهرة والزمالك ولكنه مع الأسف تم فكه لأنه كان مصمماً على شكل أجزاء منفصلة حديدية يتم تجميعها وتركيبها لتصبح كوبرى،وإلى الآن لا أحد يعلم لماذا تم إزالة هذا الكوبرى الفريد فى تصميمه رغم وعود المسئولين بعودته.