في خطوة لتعزيز جهود الأمن التي يقوم بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن إسرائيل وافقت علي إعادة فتح 20 مركزا للشرطة الفلسطينية كان تم التخلي عن هذه المراكز في مناطق تقع خارج نطاق المدن الرئيسية في الضفة الغربية بعد اندلاع أعمال العنف الإسرائيلية الفلسطينية عام 2000 . وقال بيتر ليرنر المسئول الإسرائيلي إنه بموجب الاتفاق الجديد سيشغل هذه المراكز 500 من أفراد الشرطة الجدد.
ويحاول عباس الذي أحيا محادثات السلام مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت تحت رعاية الولايات المتحدة بعد أن سيطرت حركة حماس علي قطاع غزة.
وأوضح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن البدء في الإفراج عن الأسري هو مقدمة ضرورية لابد منها لإنجاح العملية السياسية وتوفير المناخ المناسب حتي يقتنع الشعب الفلسطيني بهذه العملية.
وعلي جانب آخر يواصل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر جهوده في دمشق في إطار جولة له في المنطقة, التقي خلالها مع الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وكان كارتر التقي وفدا من حركة المقاومة الإسلامية حماس في فندق بالعاصمة المصرية القاهرة, في ظل عدم رضا من الإدارة الأمريكية عن اتصالاته مع أطراف تسعي واشنطن لعزلها.
من جانبه, قال كارتر إنه لا يحاول التوسط في النزاع العربي الإسرائيلي, لكن السلام لن يتحقق بدون التحدث مع حماس وسورية.
من جهة أخري, أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن سورية تستعد للحرب مع إسرائيل وتري أنها احتمال قائم, لكنه مستبعد وفقا للمعطيات القائمة.
وذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي أيلي يشاي طلب من كارتر إبلاغ زعماء حركة حماس, ومنهم خالد مشعل برغبته في الاجتماع معهم لأجل تسريع عملية تبادل الأسري والسجناء بين الطرفين تشمل الجندي الإسرائيلي المحتجز لدي حماس جلعاد شاليط.
وأضافت هاآرتس أن يشاي حمل كارتر هذه الرسالة بترتيب من السفارة الأمريكية في تل أبيب استجابة لطلب كارتر.
وأثناء وجود كارتر في مصر, قال أمام جمع احتشد في الجامعة الأمريكية في القاهرة إن لقاءه مع قادة حماس استمر ثلاث ساعات, التقي خلالها محمود الزهار وسعيد صيام, اللذين حضرا من غزة للقائه.
وأوضح كارتر أن ”قادة حماس ألمحوا إلي أنهم سيقبلون اتفاق سلام مع إسرائيل بعد الرجوع إلي الشعب الفلسطيني وأخذ موافقته باستفتاء شعبي”.
ودافع كارتر, الذي كان وسيط معاهدة السلام التاريخية بين مصر وإسرائيل عام 1979, عن خططه للقاء مشعل, قائلا إن ”عزل حماس يجلب نتيجة عكسية”, كما أضاف أنه ليس مفاوضا من قبل الولايات المتحدة, وإنما يقوم بدوره من منطلق أنه ”داعية للسلام”. وكان كارتر, البالغ من العمر 83 عاما, قد كشف في وقت سابق, أنه لم يتمكن من الحصول علي إذن من السلطات الإسرائيلية, للتوجه إلي قطاع غزة, الذي يخضع لسيطرة حماس.
ويقوم كارتر بجولة في الشرق الأوسط, تستمر تسعة أيام, في ”مهمة دراسة” للمنطقة, ضمن الجهود الرامية إلي تعزيز السلام والديموقراطية وحقوق الإنسان”, حسبما جاء علي موقع ”مركز كارتر” علي شبكة الإنترنت. وخلال وجوده في إسرائيل, رفض المسئولون هناك علي رأسهم إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي لقاء كارتر بسبب إصراره علي وجهة نظره بأن إسرائيل يجب أن تفاوض حماس, ذلك أن إسرائيل وأمريكا والاتحاد الأوروبي يصنفون حماس علي أنها مجموعة إرهابية.
يذكر أنه في استطلاع للرأي أجري أخيرا وافق نحو 64 في المائة من الشعب الإسرائيلي علي أن تفاوض حكومتهم حماس.