الطبيعة عالم قاس.فلكي تستطيع الحيوانات البقاء تحتاج لأن تبحث عن الطعام,وعليها أيضا الحذر من أن تصنع طعاما لحيوانات أخري وهناك أداة تستعمل لمواجهة كل هذا إنه السم.فكثير من الكائنات الحية تفرز مادة سامة في مقدورها أن تؤذي أو تقتل الحيوانات الأخري.
مخلوق صغير….وعضة كبيرة
ولنأخذ مثلا علي الحيوانات السامة وهو عنكبوت الأرملة السوداء حيث له سم قوي,حيث إن سمه يفوق سم الحية ذات الجرس بـ15مرة,حيث تستخدم العناكب الصغيرة هذا السلاح الفتاك لقتل وأكل الحشرات,حيث يبني عنكبوت الأرملة السوداء شبكة قوية تستطيع خيوطها الحريرية اصطياد الذباب وصراصير الحقل ونطاطات الأوراق والفراشاتوأبو الدقيق,وكذلك اليرقات وما أن تلتصق الحشرة بالشباك حتي يقترب العنكبوت منها ببطء…ببطء ثم يهجم عليها.
ويغرس العنكبوت أنيابه في الحيوان فيقتل السم الفريسة,كما يعمل السم علي تليين الأجزاء الصلبة في جسم الحشرة مما يجعل وجبته سهلة الأكل,ولا يضر سم عنكبوت الأرملة السوداء جسمه,ولذلك فهو يتمتع بفريسته المسممة كما هو الحال مع الكثير من الحيوانات السامة أيضا.
أنياب ضاربة
وهناك أيضا الحية ذات الرموش بين الأشجار الكبيرة والشجيرات والنباتات فلها أنياب مميتة,فهذه الأنياب مطوية إلي الخلف داخل فم الحية معظم الوقت,وتتغذي الحية علي الطيور والفئران والضفادع والسحالي وحيوانات أخري,وتساعدها أعضاء خاصة أو أجزاء من جسمها علي الصيد,بحيث تستشعر هذه الأعضاء حرارة أجسام الحيوانات الأخري.
وما أن تجد الحية فريستها حتي تفتح فمها وتبرز أنيابها لتخترق لحم الفريسة.فيطلق كل ناب سما داخل جسد الفريسة يؤدي إلي توقف قلبها فتموت في الحال ثم تتبلع الحية فريستها دفعة واحدة.
مخلوقات قاتلة في عمق المحيط
يحتوي المحيط علي مخلوقين كل منهما يفرز سما شديد المفعول ليحصل علي فريسته,فيبدو قنديل البحر كصندوق عائم من الورق المقوي,له حبال متصلة به تسميالمجساتيصل طولها في بعض الأحيان إلي4.5متر,ويمكن أن يكون لقنديل البحر الواحد ما يقرب من60مجسا..ولكل مجس ملايين ملايين الخلايا اللاسعة,وعندما تلامس هذه المجسات جسم السمكة تؤدي إلي موتها.حيث تقوم الخلايا اللاسعة بحقن السم في جسم الفريسة,وبعدها تسحب المجسات جسم السمكة إلي معدةقنديل البحر.
يستخدم الأخطبوط الأزرق دائري الجسم سمه ليصطاد السرطانات حيث يقوم ببصق السم في الماء,وعندما يتسرب السم إلي داخل جسم السرطان ليموت,وتستخدم المخلوقات البحرية السم أيضا,لدفع أعدائها بعيدا,مثل سمكتاالشفنين البحريوالحجربالقرب من قاع البحر حيث يتخفي كلاهما بشكل جيد خلال الرمال,مما يجعل من الصعب علي الكائنات المفترسة أن تعرف مكانهما وتسمي هذه العملية التمويه وأحيانا تقترب مخلوقات أخري من هاتين السمكتين وعندما تبدأ المشاكل,حيث إن كلا من الشفنين البحريوالحجرلديها أشواك مدببة تستخدمها في حقن سم قوي المفعول.
ولسمكةالشفنين البحريشوكة أو أكثر علي طول ذيلها,حيث يبلغ طول الشوكة الواحدة20سنتيمترا تقريبا,أما سمكةالحجرفلها شوكة في أجزاء مختلفة من جسمها,وهي ربما تكون الأكثر سمية من بين كل الأسماك.
ألوان الخطر
تبدو ضفادع الغابة المطيرة مثل حبات الجواهر متناهية الصغر فألوانها إما الأصفر الذهبي أو الأحمر الياقوتي أو الأخضر الزمردي وتجدها تقريبا في أي لون آخر تتخيله هذه الألوان علي تلك الحيوانات ذات الأعين الجاحظة هي ألوان تحذيرية.فهذه الضفادع لديها سم مميت في جلدها…من الغريب أن تكون الضفادع ذاتها حيوانات مفترسة فهذا ما يجعلها تحصل علي سمها,فبأكلها النمل ومخلوقات أخري يتسبب ذلك في تجمع سموم ذات استعمالات مختلفة في جلد الضفدع.
ويستخدم سكان جنوبأمريكاسم الضفادع أحيانا ليساعدهم علي الصيد حيث يقومون بمسح سهامهم علي ظهور الضفادع ثم يستخدمون هذه السهام المسمومة في الصيد.
فغريب أن يصبح سم الحيوان مساعدا للإنسان بينما العلماء يعملون علي إيجاد طرق لتحويل السم إلي دواء يعالج به الناس,فمثلا يحتوي سم الضفادع علي دواء قوي لعلاج الصداع,وقد يساعد سمالسحلية الهيلية الأمريكيةالأطباء في علاج مرضي السكر,وتهاجم السموم الكثير من الحيوانات السامة الأعصاب التي ترسل رسائل عصبية لجميع أجزاء الجسم,إن دراسة هذه السموم ربما يساعد العلماء علي علاج الأمراض التي تدمر الأعصاب يوما ما.
المصدر:ناشيونال جيوجرافيك