أصدر الرئيس السادات قرارا في السبعينيات بتحويل مدينة بورسعيد إلي منطقة حرة…وكان مكافأة للمدينة الباسلة التي خاضت حروبا تاريخية وتحملت معاناة الكفاح والصمود والحرمان والتضحية وضرب أبناؤها أروع صور البطولة في حروب 1956, 1967, 1973….وأثبت شعبها بسالة وجسارة خارقة طوال حرب الاستنزاف.
عاشت المدينة الحرة أزهي عصورها عبر أكثر من ربع قرن وانتعشت فيها الحركة التجارية,وكانت تصريحات المسئولين تؤكد أنها ستكون سنغافورة الشرقوستتحول إلي أعظم موانئ العالم وستشهد أكبر قلاع صناعية وتجارية.
خذل المسئولون أحلام شعب بورسعيد…وحنثت الحكومة عهدها وتقاعست عن تنفيذ القلاع الصناعية…وشهدت الحركة التجاربة فقط نشاطا مذهلا وهو ما خلق آلاف فرص العمل أمام أبناء شعب بورسعيد.
كانت بورسعيدقبلة لجميع أبناء الجمهورية من الإسكندرية إلي أسوان,تشهد علي ذلك المنافذ الجمركية التي اكتظت بمئات الرحلات يوميا.
في عام 2001 صدر قرار مفاجئ بإلغاء المنطقة الحرة…وقف رئيس مجلس الوزراء يومها يؤكد أن مصر عاجزة عن منافسة البضائع الأجنبية وأن المصانع الوطنية مهددة بالتوقف!
قرر الرئيس مبارك إعطاء مهلة للتجار من أجل توفيق أوضاعهم…ثم تجددت المهلة,وتم التمديد للعمل بالمنطقة الحرة حتي عام2011…وصف السادة المسئولون القرار بأنه قرار إنساني من أجل شعب بورسعيد…هذا يعني أن قرار الإلغاء كان غير إنساني!!
ماذا يعني إغلاق المحلات التجارية وتشريد آلاف العمال من أبناء بورسعيد…هل سيصدر قرار إنساني بمهلة أخري؟…أم أن هناك نية للتراجع وتحقيق حلمسنغافورة الشرقأم أن أبناء المنطقة المرةأصبحوا لا يستحقون أي نظرة إنسانية؟