بعد المجزرة البشعة التي تعرضت لها كنيسة القديسين بالإسكندرية للمرة الثانية خلال أربع سنوات, التهبت مشاعر الأمة, وتوحدت العقول والقلوب واشتعلت اللقاءات والتجمعات بالشعارات والذكريات وتأصيل الوحدة الوطنية واستنكار الجرائم وتأكيد روابط الدم وإطلاق المجالس التي تؤلف القلوب وتنسف الحواجز و… و…
.. ولكن جميع رموز مصر نسيت أو تجاهلت أن النار مازالت تحت الرماد لأنها لم تقترب من مكمن الداء, ولم يقترب مشرط الجراح من البؤر السرطانية التي تهدد الوحدة الوطنية.
* مع مذبحة الأقصر 1997 صدرت قرارات فورية من ميدان المذبحة بتغيير القيادات الأمنية فكانت بردا وسلاما علي مشاعر الأمة.. ومع تعدد المذابح والمجازر والجرائم الآثمة وآخرها مجزرة كنيسة القديسين مازال الرأي العام مذهولا إزاء الصمت الغريب, لأنه كان يجب إصدار قرارات فورية بتغييرات في القيادات الأمنية والتنفيذية.
* يجب إزالة الأسلاك الشائكة واقتحام البؤر السرطانية التي تهدد الأمة بجرأة وشجاعة, لتحقيق العدالة والمساواة وتعزيز المواطنة.
للمسيحيين في مصر حقوق واضحة وصريحة, بإشارة من القيادة السياسية يصدر قانون دور العبادة الموحد في جلسة واحدة, ويعين سبعة أو عشرة محافظين أقباط ومثلهم من الوزراء ومديري الأمن والحكمدارية وقادة التشكيلات العسكرية ومديري التربية والتعليم ووكلاء الوزارة ورؤساء الجامعات والكليات العسكرية والقيادات في الأجهزة السيادية بدءا من أجهزة أمن الدولة إلي الحراسات الخاصة والحرس الجمهوري والمخابرات العامة والعسكرية و… و…
نسيج الأمة الواحد لا يقتصر علي الحفلات والمآدب والندوات والمجالس والمهرجانات, بل يمتد إلي كل المواقع القيادية وركائز اتخاذ القرار التي تمثل درعا يحمي الأمة ويدفعها دائما إلي بر الأمان ويخمد نار الفتن إلي الأبد.