19 في المائة من هذا الشعب يعانون من الحياة في المناطق العشوائية والملايين من فقراء مصر يحترقون بنار الأسعار التي تلتهم دخولهم في الأيام الأولي من كل شهر… والملايين من أرباب المعاشات يعيشون حياة غير كريمة بسبب المعادلة المستحيلة بين دخولهم والتزاماتهم عصفت بحياتهم واستقرارهم ودفنت كرامتهم في مقابر النسيان!.
المأمول أن يتحرك كل مسئول في استجابة سريعة أو مبادرة قومية من أجل فقراء وبؤساء مصر لإنقاذ هذا البلد من بركان الغضب وثورة الجياع!
أدرك أنور السادات محنة مصر في السبعينيات مع الفارق الصارخ بين كارثة الفقر والجوع والأسعار أيامها والآن… أعلن حالة الطوارئ وأصدر سلسلة من القرارات الصارمة لتقشف الحكومة ووزرائها ورجالها, ألغي السيارات الفارهة وأمر بتخصيص سيارات صغيرة للوزراء, ألغي معارض التليفونات من مكاتب الوزراء وكبار رجال الدولة والمصالح الحكومية… وبقبضة حديدية ضرب الاستغلال والابتزاز والاحتكار وامتصاص الدماء, حدد أسعار السلع والخدمات بدءا من رغيف العيش إلي سائر الخدمات والسلع التي تقدمها الدولة.
أثرياء مصر وأغنياؤها وملايين رجال الأعمال لم يحركوا ساكنا وهم يسمعون ويقرأون عن مبادرة الملياردير بيل جيتس الذي أعلن عن تبرعه بنصف ثروته للأعمال الخيرية فيما نجح في إقناع 40 مليارديرا أمريكيا بأن يحذوا حذوه!.
الأكثر من ذلك أن الثري الصيني خين جوانجب ياو أعلن عن اعتزامه التبرع بكل ثروته البالغة قيمتها 560 مليون دولار للأعمال الخيرية بعد وفاته, كما تمكن من إقناع مائة ثري صيني بالتبرع بثرواتهم أو جانب منها للأعمال الخيرية.
هل يعلم أحد أن مؤسستي بيل جيتس وميلندا جيتس للأعمال الخيرية قدمتا منحة قدرها مليون دولار أمريكي لجمعية روح الشباب لتنمية البيئة بمنشية ناصر من أجل توجيهها لخمسة مشاريع تهدف لتحسين أوضاع جامعي القمامة وإعادة تدوير المخلفات!!.
هبث عاصفة الأعمال الخيرية من الولايات المتحدة الأمريكية إلي مصر, وأثرياء مصر الذين يدعمون الأعمال الخيرية ما يزالون يعدون علي الأصابع.
متي يتحرك رجال الأعمال المصريون من أجل دعم فقراء مصر؟… عشرات الكوارث والمحن والأزمات تحيق بالفقراء ابتداء من سكان العشوائيات والعشش الخشبية والصفيح وسكان الأرصفة وأطفال ونساء الشوارع والملايين الذين قهرهم العجز والمرض ويواجهون شبح الموت… كل حالة من هؤلاء تستحق أن يؤسس من أجلها مشروع قومي!.
هل يجب أن تجئ الشرارة الأولي للمشروع القومي لدعم الفقراء من رئيس الجمهورية أو سيدة مصر الأولي حتي يستمد القوة والجدية والنجاح والاستجابة الفورية؟ فما كان يكتب النجاح المذهل لكثير من المشروعات القومية العملاقة ما لم تنل التبني والدعم السيادي مثل مشروعات القراءة للجميع والهلال الأحمر وقرية رعاية المعوقين.
من يطلق المبادرة؟ ومن يتبناها؟