في عيد القيامة المجيد أتقدم بخالص التهنئة لأبينا الحبيب رأس الكنيسة القبطية وراعيها قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث ولسائر الآباء المكرمين(مطارنة الكنيسة وأساقفتها ورعاة شعبها),كما أتقدم بالتهنئة لإخوتنا وأحبائنا (رؤساء ورعاة الكنائس المسيحية),التي تشاركنا الاحتفال بعيد القيامة اليوم,مصليا إلي الرب أن يسبغ علي مصرنا الحبيبة وعلي شعبها الخير والمحبة والسلام.
مناسبات الأعياد تتركز فيها المشاعر الطيبة التي يتبادلها الناس وتكون فرصة للسمو فوق الخلافات والمشاكل التي تسود الحياة اليومية,فالمعاني العظيمة التي نعيشها كل عام ونحن نذكر آلام السيد المسيح وصلبه وقيامته ترسخ في نفوسنا مفاهيم المحبة والتسامح والانتصار علي الشر,والأمل ألا تقتصر تلك المفاهيم علي مناسبة العيد,بل أن نحملها معنا في جهادنا اليومي المتواصل وفي علاقاتنا الإنسانية قبل وبعد العيد.
أتامل ذلك وأنا أذكر زيارات المسئولين للتهنئة بالعيد -علي جميع المستويات- وما يتخللها من كريم المشاعر وفيض العبارات وزخرف الكلمات وأتساءل:لماذا لا تترجم تلك المشاعر الدافئة والمعاني الجميلة للمحبة والأخوة إلي واقع الحياة اليومية وتتصدي لعلاج ما يعتريه من خلل؟…كثيرا ما وقفت في صالون قداسة البابا أرقب حديث المسئولين الذين يتوافدون للتهنئة بالعيد وأتمني لو أن المضمون الطيب لذلك الحديث صاحبهم وهم يعودون إلي مواقعهم ومكاتبهم…كثيرا ما تطلعت إلي أن يكون للأمور المسكوت عنها نصيب في ذلك الحديث,لكن للأسف ثقافة المجاملات التي تسود مثل هذه المناسبات لا تتسع لذلك.
بناء عليه لا أتوقع خلال زيارات التهنئة بالعيد أن يتحدث الدكتور فتحي سرور عن القانون الموحد لدور العبادة,ولا أن يتحدث الدكتور صفوت الشريف عن انتخابات المحليات,ولا أن يتحدث الدكتور أحمد نظيف عن جنون الأسعار,ولا أن يتحدث وزير العدل عن قانون الأحوال الشخصية الجديد للمسيحيين,ولا أن يتحدث وزير التربية والتعليم عن مناهج اللغة العربية والتاريخ,ولا أن تتحدث وزيرة القوي العاملة عن إجازات الأعياد للمسيحيين,ولا أن يتحدث وزير الداخلية عن الاعتداءات علي الأقباط الخارجين من الكنائس في بعض المحافظات….وغيرها وغيرها من الأمور المسكوت عنها والتي تظل مسكوتا عنها في مجالس التهنئة بالعيد…وكل عام وأنتم بخير.