انفجر غضب مصر كلها علي أوضاع لم يستطع المصريون تحملها برغم قدرتهم التاريخية العجيبة علي تحمل الغبن والظلم, ولا يتعجب أي مراقب من استمرار موجات الغضب وشيوعها وسط جميع شرائح المصريين لأن الغضب أصبح المشروع القومي الذي وحدهم بعد غياب أي مشروع قومي آخر.
جميعنا نراقب تداعيات الأحداث وإن كان بعضنا يصرخ من أجل التغييريظل البعض الآخر لا يستطيع تلمس طريق التغيير بسبب الفراغ السياسي والشلل والذي نجح في إدراكه النظام الحاكم وحزبه الوطني, وإذا كنت مع الشرعية وأخاف علي مصر من الانزلاق في الفوضي, إلا أنني أشعر أن خطاب الرئيس مبارك للشعب المصري مساء الجمعة الماضي ليس كافيا لامتصاص الغضب, فالتلويح بالتغيير الوزاري فقط دون الإفصاح عن خطايا هذا النظام وبرنامج الإصلاح الذي يصرخ من أجله المصريون هو أشبه بلعبة الكراسي الموسيقية التي لن يبتلعها المصريون.. ولعل الرئيس مبارك والوزارة المرتقبة والحزب الوطني يدركون تماما أنهم في موقف بالغ التعقيد لأنهم حتي إذا استطاعوا الإفلات من الغضب الذي انفجر الأسبوع الماضي فماذا سيفعلون والغضب سيظل بركانا تحت السطح والانتخابات الرئاسية علي الأبواب.