يتم الاحتفال في شهر أبريل من كل عام بالطفل الذاتويالتوحدي علي مستوي العالم بهدف تسليط الضوء والتوعية بأعراض الذاتوية, حيث يعد الأوتيزم واحدا من أكثر الاضطرابات غموضا التي تصيب الأطفال في العالم, كثيرا ما يتساءل العديد من القراء ممن لديهم طفل ذاتوي في تواصلهم مع بابإحنا معاك حول ما الذي يمكن أن يفعلوه مع أبنائهم إذا ما اكتشفوا إصابتهم بالأوتيزم؟
حول هذا الموضوع تحدثنا إلي روز عبدالله- إخصائية بمركز سيتي للتدريب في مجال الإعاقة- فقالت:إن الأوتيزم ليس مرضا أو إعاقة كما يطلق عليه الكثيرون بل هو اضطراب في النمو واسمه العلميالأوتيزم أوالذاتوية وقد يكون أحيانا مصحوبا بإعاقة ذهنية, وأحيانا أخري يكون معدل ذكاء الطفل في المتوسط أو بنسبة عالية. ويطلق علي الأوتيزم أنهاللغز المحير لأن هناك مشكلة كبيرة حتي الآن في كل دول العالم متعلقة بصعوبة التشخيص أحيانا بالإضافة إلي أنه قد تحدث طفرات غير متوقعة مع هؤلاء الأطفال منها مثلا أن إخصائيين التخاطب يتفقون علي أن الطفل إذا لم يتكلم حتي 7سنوات لن يتكلم أبدا, لكن هناك أطفال أوتيزم يبدأون الكلام بعد 9 أو 10سنوات.
أضافت روز عبدالله قائلة: كلما كان التدخل العلاجي مبكرا للطفل الذاتوي كلما كان ذلك أفضل, وأقصد بالتدخل المبكر أنه بمجرد اكتشاف وتشخيص الطفل وملاحظة وجود مشكلة لديه في التواصل أو غير ذلك, خاصة أنه يتم اكتشاف مثل هذه المؤشرات مبكرا من عمر عام أو عام ونصف العام حيث يكون الجانب الاجتماعي للطفل بدأ في الظهور, بالإضافة إلي أنه من المفترض في هذا العمر أن الطفل يقوم بتقليد الآخرين والتواصل مع الآخرين من حوله, فإذا لاحظ الوالدين عدم وجود هذه الأشياء في نمو الطفل وغيابها بشكل دائم وملحوظ فعليهم التوجه إلي الأطباء والإخصائيين لتشخيص إذا ما كان طفلهم يعاني من اضطراب الذاتوية أو غيره من الاضطرابات.
أكدت روز عبدالله علي ضرورة العمل مع الطفل الذاتوي بشكل مكثف مع مركز متخصص بالإضافة إلي البيت وبشكل منتظم, حتي يأتي التدريب والجلسات العلاجية بنتائجها المرجوة بالنسبة لحالة كل طفل, فمثلا إذا كان الطفل لديه سمات أوتيزم شديدة فمع التدريبات المستمرة يصل إلي درجة متوسطة وهكذا.
أما بالنسبة لدمج الذاتويين بالمدارس العادية قالت روز عبدالله: إن هناك أطفالا كثيرين أوتيزم يتم دمجهم داخل المدارس العادية إذا كان الأوتيزم لديهم غير مصحوب بإعاقة ذهنية ويستطيع الأطفال الذاتويون ممن لديهم نسبة ذكاء متوسطة أو مرتفعة الاستمرار بالمدارس العادية.
وحول قلق الوالدين علي مستقبل الأطفال الذاتويين والتساؤل حول مستقبلهم أشارت روز عبدالله إلي ضرورة أن يحاول الأهل باستمرار أن يجعلوا طفلهم الذاتوي معتمدا علي نفسه دون تركه دون تعليم أو تدريب داخل المنزل أو التعامل معه بمنطق أنه مريض ويجب ألا نتعبه في شئ في رعايته لذاته, فهذا أمر غير مقبول بل إنه علي الوالدين تدريب ابنهم بشكل مستمر داخل المنزل علي كيفية الاعتماد علي نفسه في الأشياء الضرورية مثل رعاية الذات من تناول الطعام والاهتمام بالنظافة الشخصية…إلخ. بالإضافة إلي الاهتمام بتعديل السلوكيات السلبية التي قد يكتسبها هذا الطفل مثله في هذا مثل أي طفل آخر, فتعديل سلوكيات الطفل الذاتوي والعمل علي الحد من السلوكيات السلبية لديه تجعل هذا الطفل لايمثل عبئا علي أي مكان يذهب إليه أو أي أشخاص يقومون بالاهتمام به ورعايته.