افتتح د.ماهر الدمياطى محافظ بنى سويف، والشاعر الكبير سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة المؤتمر الأدبى الحادى عشر بعنوان “ثقافة المدينة” بقصر ثقافة بنى سويف، بحضور رئيس المؤتمر د. يسرى العزب أستاذ بآداب بنها والإسكندرية، وأمين عام المؤتمر د. أشرف عطية كلية الآداب بجامعة بنى سويف، وصبرى سعيد رئيس إقليم القاهرة الكبرى، الذى يقيمه إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافى برئاسة صبرى سعيد، ولفيف من الأدباء والإعلاميين والشخصيات العامة.
قاما د. ماهر الدمياطى والشاعر سعد عبد الرحمن بافتتاح معرض الفن التشكيلى لرسوم الأطفال والذى ضم 31 لوحة فنية عن البيئة المصرية والنيل وأضرار التدخين ومشكلة كثرة الإنجاب بألوان خشبية زاهية بديعة تعبر عن وعى الأطفال بالعالم المحيط بهم، كما افتتحا معرض إصدارات الإقاليم الأعداد السابقة، وكذلك معرض لإصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة.
ضرورة تفعيل الثقافة
بدأ الدكتور ماهر الدمياطى كلمته بشكره للمحافظ السابق على دعمه لهذا المؤتمر فى دورته الأولى، وأضاف قائلا: حيث أننى تعودت أن أكون جزء من هذه المؤتمرات المتعلقة بالثقافة، حيث إنها تعود لى بالنفع الكثير، وأشار إلى أن اختيار هذا العنوان للمؤتمر كان رائعا وموفقا، كما قام بشكر الباحثين الذين شاركوا بأبحاثهم فى المؤتمر، وأكد أن ثورة 25 يناير هى تغيير حقيقى فى كل مناحى الحياة فى مصر، وأن هناك دورا كبير للأدباء، المثقفين والإعلاميين، فى تأصيل مبادئ الثورة، وتعريف الشعب بالحقوق السياسية وهى المشاركة فى التعديلات الدستورية، مضيفا أن العمل فى هذه المرحلة ستجعل مصر أفضل فى الفترة المقبلة،
وأقترح فكرة قد تساهم فى نظره إلى تفعيل دورا الثقافة بشكل يفيد التمدد والانتشار السريع من خلال إعداد مدربين لتثقيف الجماهير من ناحية المشاركة السياسية، وماهية الدستور، حتى يستطيع الكثير أن يدرب الكثيرين، وكأننا نزرع جذور تنمو لذاتها أولا وتعود بالقيمة لهذا الوطن، حتى نتمكن من أن نعد مصر إعدادا سليما، لتتماشى مع مبادئ الثورة، ولتكون هذه الفكرة مفيدة أيضا لأبناء بنى سويف.
الثقافة الجماهيرية
كما أشار الشاعر سعد عبد الرحمن فى كلمته إلى إن هذا المؤتمر هو المؤتمر الثانى من مؤتمرات الأقاليم التى تنفذ فى مرحلة جديدة من حياتنا خاصة، أنها تأتى بعد أحداث 25 يناير، حيث يأتى المؤتمر مع حاجتنا إلى إعادة النظر فى أسلوب أدائنا الثقافى، وبالتحديد فى هذه المؤسسة العريضة “الهيئة العامة لقصور الثقافة” الثقافة الجماهرية، وقال كما أننى انتهز هذه الفرصة لكى أدعو كل المشاركين فى هذا المؤتمر أن يمدوا أيديهم إلينا ليشاركونا فى إعادة الاعتبار لهذه المؤسسة، فشاركونا بأفكاركم، ومقتراحاتكم، ولتقدموا مقترحاتكم أو انتقادتكم، فلتمدوا أيديكم إلينا لتتحول هذه المؤسسة الثقافية إلى مؤسسة ثقافية بحق، تشارك فى صنع مستقبل هذا الوطن، هذه المؤسسة الثقافية التى تحظى بعدد هائل من المبدعين والمفكرين والعقول المفكرة والمهارات الإبداعية، وأضاف أنه ليسوا هؤلاء فقط الذين يصنعون الثقافة، بل بتعاونكم وتضافركم من خلال نشاطكم أنتم، أنتم الذين صنعتوا التاريخ الحقيقى لهذه المؤسسة إذا كان لها دورا حقيقيا، وإذا كانت هذه المؤسسة تمثل لكم مؤسسة مهمة، لها فاعلية كبيرة فى الحياة الثقافية، فيجب أن تساعدونا فى تعديل المسار، وأن نتجه إلى مرحلة مجيدة فى مصر، إلى مرحلة توازى ماقدمه شباب هذه الثورة من دماء، وما دفعوه إستشهادا فى سبيل هدف واحد وحيد، وهو الإستشهاد من أجل رفعة هذا البلد.
زمن جديد
وأكد صبرى سعيد فى كلمته قائلا: ” لم تكن المدينة والمدنية جهدا ثقافيا فحسب ولكنها ثمرة تغيرات سياسية واجتماعية واقتصادية، الهدف منها إضفاء الشرعية على قاعدة أمة تشهد وتمارس التنوير، كما جاء فى ثورة اللوتس التى حققت المدنية من قلب المدنية إلى أطرافها المتخلفة، من ميراث ثقافى وسياسى، ونضال دافع عن الدولة المدنية، بمقوماتها المتعارف عليها، وهو دولة الدستور المدنى الحداثى أى الوضعى، وهى دولة يكون فيها السيادة للقانون وأن يكون القرار للشعب، للطبقة الإجتماعية المتوسطة الذى أحدثت تغييراً جذريا، فإن هذا التغيير هو الحصاد، يرجع إلى سنوات عديدة من النضال الذى أدى إلى نتيجة رائعة” ثورة 25 يناير”.
وأوضح د. يسرى العزب أننا نعيش الأن زمن جديد لا قهر فيه، ولا تشائم، زمن لا مجال فيه إلا للكفاءات، وللإبداع ولمن يستحق التقدير الحقيقى من أبناء هذا الوطن، ليرد لهم ما قدموا من جهد وبذل حبا فى الوطن، فبإختيارهم وتدعيمهم يجعلهم يحبون وطنهم أكثر فأكثر.
وأضاف د. أشرف عطية أن المدينة لها حضور خاص وعميق، لاندماجها ومواكبتها علوم الإجتماع، والأنثربولوجيا، والتكنولوجية والهندسة وغيرها، فالمدينة بحر واسع من العلوم والأفكار، فالمدينة هى تطور طبيعى وتاريخى لمرحلة الحداثة ومرحلة ما بعد الحداثة، ففى هذا اللقاء المنتج واختيارنا لعنوان مؤتمرنا فى هذا العام ليكون شاهدا على ثقافة المدينة، وعلى العقول المستنيرة التى ساهمت فى تكوين هذه الثقافة لذلك اخترنا أن نكرم شخصية أدبية لها دورها الفعال وهو الناقد د. السيد إبراهيم لما قدمة من إسهامات بديعة فى مجال الشعر والنقد.
واختتم الافتتاح بتبادل كل من د. ماهر الدمياطى وسعد عبد الرحمن الدورع، كما قاما بتكريم كل من الناقد السيد إبراهيم، الشاعر محمد شاكر الملط، الكاتب أحمد زحام ومنحهم درع الهيئة وشهادة تقدير. أعقبه تقديم عرض غنائى لفرقة الموسيقى العربية بقيادة المايسترو حمدى العدوى بتقديم باقة من الأغنيات الوطنية وهى ” الرحمة المهداة، أنا الشعب أنا الشعب، مصر نادتنا، عاشت بلادنا، متقولش إيه أدتنا مصر، أم الدنيا مصر، عمار يا مصر”.
==
س.س
29 مايو 2011