تري ماذا حدث لتختفي فرحة العيد؟ وكيف توازن أسرنا بين سعادة أبنائها وتلبية متطلباتهم وبين ضيق الإمكانيات؟
تذكر دكتورة سامية قدري- أستاذة علم الاجتماع بكلية البنات أن ما يتسبب في تفاقم الأزمة وضياع الفرحة بالعيد هو خضوعنا كأسري لعادات وتقاليد اجتماعية قديمة مازلنا نتوارثها جيلا بعد جيل تشعرنا بأن العيد لم يكن عيدا إلا بشراء كل ما هو مقتنيات جديدة للدرجة التي تشعرنا بقهر العادة ما بين ضغط الاحتياجات وضيق الإمكانيات وسط غلاء الأسعار الذي نعيشه في يومنا هذا متمسكين بالمثل الشعبيقطع الولايم, ولا قطع العوايد ومن هنا نجد أن التزام الأسر بضرورة شراء مستلزمات العيد الملحة جعلت منها تداعيات سيئة تنعكس سلبا علي الأسر في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية, وهذا بالطبع لا يدعنا نغفل بأن هناك البعض بإمكانهم أن يتعايشوا مع مثل هذه الظروف ولا يسمحوا أن يعيشوا في حالة من القهر بأبسط الأشياء وبأقل التكاليف.
واستبعد دكتور كمال مغيث- الخبير التربوي بمركز البحوث التربوية الضوء علي الأعباء المالية أن تكون المشكلة الوحيدة في سرق بهجة العيد وقال: نجد الأسر تعيش في غمة واكتئاب من كيفية مواجهة الحياة الصعبة والمبرر الوحيد أمامها هو غلاء الأسعار مع تدني الأجور رغم أن الحل بسيط فالغلاء حالة عامة وفرحة العيد ينبغي إلا يؤثر عليها بشئ, بامكاني أن أستمتع به في حدود إمكانياتي لإسعاد أسرتي حينما اتعايش مع الأوضاع بشكل عقلاني وإلا استسلم لأية متغيرات اجتماعية تهدد حياتي فمثلا مسألة شراء ملابس العيد فهو باختيار الأماكن التي تباع فيها المنتجات بأسعار تتناسب مع دخلي وما أكثرها فالمسألة مسألة الذوق في اختيار الملابس لا في ثمنها والأبناء عامة يفرحون بأقل الأشياء فما بالك وأنت تشاركه في اختيار ملابسه بنفسه وبالألوان التي يفضلها بالطبع هذا ما سيسعدك أنت وأسرتك كذلك الحال مع العيدية فهي عادة وبالتالي أي مبلغ رمزي للأبناء سيفرحون به كل ذلك في ظل قناعة الأسر بأن فرحة العيد ليست شراء المقتنيات الجديدة وإنما في لمة العيلة والتقارب مع الأهل باعتبارها فرصة للخروج عن الروتين الذي اجتاح حياتنا.