عمل بجامعة حلوان منذ عام 1975 وكان مسئولا عن التخطيط بالجامعة,وتفاني في عمله حتي تم تعيينه مؤخرا كأول قبطي يتم انتخابه في منصب أمين عام جامعة مصرية… شغل من قبل منصب أمين مساعد الجامعة,ومنذ 25 مايو العام الماضي,وهو يقوم بمهام أمين عام الجامعة إلي أن جاء قرار تعيينه بالانتخاب في شهر يوليو الماضي… لديه العديد من الخطط المستقبلية للجامعة وله رؤية خاصة في إدارة الجامعة من خلال منصبه. وكان لـوطني هذا الحوار…
* انتخابكم كقبطي هل واجه صعوبات ومشكلات؟
* * تم اختياري من قبل لجنة القيادات ورئيس الجامعة,وأيضا بتصويت من مجلس العمداء,فالأمر متعلق بمسألة الكفاءة والقدرة علي العمل في هذا المنصب وليس له أي علاقة بالديانة أو العمر. فجميعنا مصريون وكلنا في إدارة الجامعة نملك الحق في الترشح لهذا المنصب طالما توفرت الكفاءة للقيام بمهام المنصب. لذلك تقدمت لشغل هذا المنصب حيث إنني كنت أقوم بمهام أمين عام الجامعة بالفعل منذ مايو من العام الماضي,وتقدم تسعة آخرون,وتم إجراء اختبارات للمرشحين ونجح فيها أربعة فقط,ثم بعد ذلك قام رئيس الجامعة ببعمل تصويت علي الاختيار في مجلس العمداء وكانت النتيجة أن 18 عميدا من عشرين بالمجلس قاموا بالتصويت لصالحي ولذلك جاء القرار بتعييني في هذا المنصب.
* هل التركيز علي ديانتك في هذا المنصب تعتبره أمرا إيجابيا؟
* * في الحقيقة أنا أعتبره أمرا سلبيا للغاية فهو لا يرسخ مبدأ المواطنة. المفروض أننا جميعا مصريون ومن يحق له ويملك مقومات شغل أي منصب فمن المفترض أن نختاره دون النظر إلي ديانته فالأمر لا يتعلق بالأديان بصلة. فالأقباط منتشرون في جسم المجتمع المصري كله منهم العامل والفلاح والمهني والحرفي وأستاذ الجامعة ورجل الأعمال والتاجر… لذا فإن التراجع عن فكرة المواطنة وعدم تكافؤ الفرص يضر كثيرا بمصرنا.
* ما المهام التي يقوم بها أمين عام الجامعة؟
* * يعتبر الأمين العام للجامعة المسئول الأول عن كل الأعمال المالية والإدارية بالجامعة,وهو المراقب المالي بالجامعة إضافة إلي القيام بمساعدة الكليات في تلبية احتياجاتها من إنشاءات وأجهزة ومعامل,وأدوات معامل,أثاث…. إلخ. ويكون أيضا المسئول عن متابعة صرف جميع مستحقات أعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة والطلاب من منح تفوق ومساعدات مالية,بالإضافة إلي التنسيق بين إدارات الجامعة المختلفة وبين رئيس الجامعة ونواب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب والدراسات العليا والبيئة كل في تخصصه وأيضا مجلس الجامعة.
* ماذا ستقدم لتطوير العمل الإداري بجامعة حلوان؟
* * بالنسبة لتطوير العمل الإداري… أسعي جاهدا إلي ميكنة جميع الأعمال الإدارية والمالية بالجامعة في ظل عصر الثورة التكنولوجية الحديثة والأجهزة المتطورة التي تظهر بصفة مستمرة,فتنفيذ هذا المشروع يؤدي إلي رفع مستوي الإنتاجية وتحسين مستوي الأداء الوظيفي في كافة إدارات الجامعة,وبدأنا ذلك بالفعل عن طريق ميكنة إدارة الحسابات المالية والموازنة في الجامعة بالتعاون مع وزارة التنمية الإدارية ووزارة المالية,حيث تم دعمنا بـ 16 جهاز كمبيوتر, وقامت وزارة التنمية بعمل برامج تدريبية علي هذه الأجهزة داخل الجامعة.
أيضا نحن بصدد دراسة منظومة جديدة للعمل ميكنة لاستخراج شهادات النجاح الخاصة بالدفعات القديمة أو الحديثة عن طريق الكمبيوتر بدلا من الطريقة التقليدية الخاصة بالكشوف الورقية المخزونة من فترات بعيدة. وإن شاء الله في القريب العاجل سوف نقوم بميكنة كل الوحدات الإدارية التسع الموجودة بالجامعة,وبدأنا بالحسابات والوحدة المقبلة هي الإدارة العامة للصناديق والوحدات بمعاونة وزارة التنمية الإدارية.
* ما الذي تتطلع إليه من خلال منصبك؟
* * أتطلع أن تظل جامعة حلوان في ازدهار وتطور دائم,فهي تعتبر جامعة المستقبل الدائم وتطويرها يمثل نهوضا بالعملية التعليمية من أجل مصر,لما تنفرد به من كليات نوعية غير متكررة بالجامعات المصرية مثل كلية الفنون التطبيقية,كلية التربية الفنية,كلية التربية الموسيقية,كما أتمني أن تتجمع باقي كليات الجامعة في نطاق حرم واحد, هذا الحرم الذي تسلمنا أرضه عام 1978, وأنا كنت واحدا من لجنة الاستلام كمسئول عن تدبير التمويل.
أيضا حصلنا علي أرض مخصصة من محافظة حلوان مساحتها 300فدان في مدينة 15مايو نتمني أن ننشئ جامعة حلوان 2 بها كليات مختلفة تناسب سوق العمل وبإمكانات كبيرة بحيث تنافس الجامعات الخاصة ومن منطلق التوسع في إنشاء فروع أخري للجامعة قام محافظ حلوان الدكتور حازم القويضي -وهو أحد أساتذة الجامعة بكلية الفنون الجميلة- بتخصيص 200فدان في مدينة القاهرة الجديدة لتكون قريبة لكل الطلاب وبهذا نتغلب علي حجة أن جامعة حلوان بعيدة,فمثلا كلية التجارة باللغة الإنجليزية تقبل كل عام حوالي 400طالب أما إذا كانت في وسط البلد أو مكان قريب سوف يلتحق بها 2000طالب أو أكثر.
* هل توجد خطة لتحسين أحوال العاملين؟
* * بالفعل توجد خطة لتحسين أحوال العاملين بالجامعة,فهناك 13ألف فرد يعملون في الجامعة منهم 4000من أعضاء هيئة التدريس و7000موظف و2000موظف بالعقد (موسميين),ومن حيث المبدأ طلبت من رئيس الجامعة زيادة الحوافز فزادت بالفعل 10% هذا العام,كما توجد مكافآت طوال العام تصل إلي 4شهور وفي حالة زيادة التمويل سوف تكون هناك مكافآت وسيتم الاهتمام بالمتعاقدين بسبب مرتباتهم الصغيرة التي تصل إلي 250جنيها,فقمنا بدعم اشتراك مترو الأنفاق كما قمنا بصرف مكافأة للامتحانات حوالي 150يوما لم تكن تصرف من قبل,وزادت هذا العام إلي 175 يوما,وعلي حسب الإمكانات والميزانية الجديدة سوف نقوم بزيادة رواتب العاملين.
* ملتقي التوظيف السنوي…ماذا يقدم للجامعة؟
* * بالنسبة لملتقي التوظيف… يتم تقييمه سنويا وكل عام يتم به تطوير لإتاحة الفرصة بشكل أكبر لخريجي جامعة حلوان للالتحاق بالعمل في الشركات المشاركة في الملتقي كل عام. فتوجد استفادة مشتركة حيث حصل العديد من الخريجين علي عمل من خلال الملتقي وكذلك الجامعة تتعرف من خلال الشركات علي أهم التخصصات والتدريبات التي تحتاجها في عملها حتي تقوم بتدريب طلابها عليها وإعدادهم للعمل بما يتناسب مع سوق العمل.
* أين تقع جامعة حلوان ضمن قائمة الجامعات المتميزة؟
* * الجامعة عمرها 34سنة فقط ورغم ذلك تعتبر واحدة من الجامعات المتميزة لوجود تخصصات نادرة بها غير موجودة بالجامعات المصرية الأخري,إضافة إلي أن الأساتذة العاملين بها يسعون دائما لتحديث المناهج الدراسية حتي تتلاءم مع سوق العمل ومتطلباته.
* رئيس الجامعة القادم سيتولي مهام منصبه في شهر أغسطس الحالي… ما هي أجندة العمل التي ستضعها أمامه في الفترة المقبلة؟
* * جلست مع الدكتور محمود الطيب رئيس الجامعة بعد انتهاء فترة رئاسة د.عبد الله بركات في أول أغسطس الحالي,وعرضت عليه رؤية مستقبلية للجامعة تشمل الوضع الحالي لها وما الذي نريد أن نحققه في الفترة القادمة,وعلي رأس قائمة الأعمال تحسين وزيادة مرتبات المتعاقدين بالجامعة. وكذلك إنشاء فروع جديدة للجامعة بمدينة المستقبل بحلوان والقاهرة الجديدة,وكيفية توفير الاعتمادات اللازمة لذلك,وكانت من مقترحاتي في هذا الصدد أن تقوم الجامعة ببيع مقر إحدي الكليات الموجودة بوسط القاهرة لتوفير الاعتمادات اللازمة لإنشاء الفروع الجديدة للجامعة.
* ما رأيكم في تجمعات الطلبة المسيحيين بكليات الجامعة والتي يطلق عليها اسم الـسي إتش؟
* * في الجامعة نعطي الحرية للجميع لذلك لا نضع قيودا علي تجمعات الطلاب أو نفرض عليهم شيئا,ولكنني لا أحبذ أن تكون هناك أماكن للمسيحيين وأخري للمسلمين,فمن المفترض أن ننخرط معا في مجتمع واحد مسلمين وأقباطا,ومصلحة الوطن ومصلحتنا أيضا في التعايش معا وليس في مصلحة أحد منا أن نعيش في جزر منعزلة. ولذلك أوجه رسالة إلي الطلاب المسيحيين بالجامعة وأقول لهم إن الجامعة للجميع ويجب أن ننخرط معا في بوتقة المجتمع. ويجب علي الطلاب بشكل عام الاشتراك في الأنشطة المتعددة التي تقيمها الجامعة سواء اجتماعية أو ثقافية أو رياضية أو فنية بدلا من الجلوس في مجموعات منفصلة ونقوم بتفتيت النسيج الوطني الواحد.