العشوائيات قنبلة موقوتة تخرج كل يوم أطفالا وأحداثا تهدد أمن وسلامة الوطن فضلا عن إننا نخسر من العنصر البشري المهمة في عملية التنمية.حول طفل العشوائيات وما هي سماته والسلبيات التي تطرأ علي المجتمع,ودور الدولة في معالجة العشوائيات والقضاء عليها وكيف السبيل لإدماج سكان العشوائيات في المجتمع.تقول الأستاذ الدكتورة عزة كريم أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية!لقد أفرزت البيئة المتدنية في العشوائيات أخلاقيات وسلوكيات متدنية حيث تكثر فيها الجرائم بكل أشكالها كالجرائم الجنسية والمخدرات,وينتشر فيها الجهل,ومعظم الأطفال يتسربون من التعليم بالأضافة إلي عمالة الأطفال وأطفال الشوارع والمجتمع مسئول بهيئاته وأجهزته ومؤسساته الرسمية وغير الرسمية,عن ذلك فلم تحدث محاولات جادة بتعديل سلوكهم أو توعيتهم أو حل مشاكلهم المادية.
فجرت أزمة الدويقة الأخيرة اهتمام المسئولين بالاحتياجات المادية لسكان المناطق العشوائية,وإن كان هذا مقبولا كإجراء عاجل إلا أن التنمية البشرية الشاملة هي الهدف الأبعد والأشمل.
وأشارت د.عزة إلي دراسة ميدانية في منطقة منشأة ناصرة عن الأسباب التي تدعو للإقامة في هذه المناطق حيث وجد25% من أجمالي سكان المنطقة لأنها قريبة من عملهم و22% لرخص أسعارها,6.17% يرجع إلي عدم توافر سكن آخر,و26% لانهم يمتلكون سكن فيها.وتذكر أن المعيشة في المناطق العشوائية تؤدي إلي المشاكل الاجتماعية التي ينجم عنها سلوك متدني خاصة بالنسبة للنشئ,فالطفل العشوائي هو الذي يتخلي عن والديه أو ذويه عند الصغر دون الرقابة أو التربية الحسنة,كما أن تكدس أكثر من أسرة في وحدة سكنية يعكس افتقاد الأسرة للخصوصية بالإضافة إلي خروج الأطفال إلي الشارع للعب ولا يعودوا لمنازلهم سوي للطعام أو النوم بها يؤدي هذا التكدس إلي جريمة خطيرة وهي زنا المحارم.
لذلك تري الدكتورة ضرورة حل هذه المشكلة وتضافر الجهود في كافة مؤسسات المجتمع للحد من نزوح الريفيين للحد من ذلك,وتوفير فرص عمل لهم داخل محافظتهم.
وتقترح الدراسة عند إزالة المناطق العشوائية أن يتفرقوا في مناطق مختلفة دون التمركز في المناطق الجديدة حتي لا يحملوا معهم ثقافتهم السلبية وأمراضهم الاجتماعية,مما يساعد علي تدعيم هذه الثقافة كما حدث في منطقة مدينة السلام إضافة إلي تعديل الشكل والخدمات أسهل بكثير من تعديل السلوك والأخلاق,لذلك عند البدء في نقل هؤلاء لابد من عمل سياسي في أن تدخل قوافل طبية ودينية وتعليمية تظل فترات طويلة تحك بقاطني هذه المناطق لإعادة تنمية سلوكهم وحل المشكلات التي تدفع هؤلاء للسلوك السلبي الذي هو عبارة عن تنشئة وظروف,كما لابد أن تراعي الخدمات التعليمية وأن تكون لها شكل مختلف لكي يجذب الأطفال للتعليم.