احتل المؤتمر الصحفى الذى عقده عضوان بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة مساحة بارزة فى بعض الصحف العالمية، وتحت عنوان” حكام مصر ينفون إراقة القوات المسلحة للدماء” كانت متابعة جريدة الجارديان البريطانية لهذا المؤتمر، واعتبرت الجريدة ان الفديوهات واللقطات التى عرضها أعضاء المجلس العسكري على الاعلاميين كانت متناقضة، وأن أعضاء المجلس العسكري أكدا أنه لم ولن يطلق الجيش المصري النار على الشعب.
واعتبر محرر الجريدة أن تصريحات أعضاء المجلس العسكري تتناقض مع لقطات الفيديو التى تشير إلى استخدام أفراد القوات المسلحة للنار ضد المتظاهرين الأقباط، واستشهدت الجريدة بتقرير منظمة العفو الدولية الذى صدر الأربعاء وأكد على إنه يتعين على المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يقدم توضيحاً على وجه السرعة لأسباب تحول احتجاج ضد التمييز الديني إلى حمام دم، وذلك عقب الاحتجاجات الدموية في القاهرة الأحد، التي خلفت ما لا يقل عن 25 قتيلاً ، وجُرح في الحادثة ما يقرب من 200 شخص – بمن فيهم العديد من المحتجين، وظهور لقطات فيديو صورت في الموقع عربات عسكرية وهي تدهم محتجين وتدهس أجسادهم أثناء اقتحامها الشوارع المكتظة.وقالت منظمة العفو الدولية: لا يستطيع المرء إلا أن يتعجب إزاء الأوامر التي أعطيت وأدت إلى أن تدهس المركبات العسكرية المحتجين في الشوارع. وإذا كانت الشرطة العسكرية وغيرها من قوات الأمن قد تصرفت دون أوامر، فهذا يثير أسئلة حول قدرتها على القيام بواجبها في حراسة المظاهرات في المقام الأول، والآن يتعين على المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر أن يوضح أنه قادر على السيطرة على قوات الأمن وعلى ضمان عدم استخدامها القوة المفرطة، كما يتعين إصدار التعليمات لقوات الأمن بذلك فوراً، ومباشرة تحقيق مستقل فيما حدث.
واعتبرت الجريدة أن لقطات الفيديو التى قدمها المجلس العسكري فى المؤتمر الصحفى كانت انتقائية جدا ، ونقلت على لسان شريف جابر أحد النشطاء المصريين” المجلس العسكري يبحث عن تحقيق مكاسب على المدى القريب على حساب انتشار العنف الفاشي فى البلاد.
كما نوهت الجريدة إلى اتهام المؤتمر الصحفى لبعض رجال الدين المسيحي بالتحريض على العنف، كما أن المؤتمر لم يخلو من ترديد بعض عبارات الوحدة الوطنية مثل” كل المواطنين المصريين لهم نفس الحقوق والواجبات”!
وتحت عنوان ” الجيش المصري ينفى اطلاق النار على المتظاهرين” جاءت تغطية جريدة يو اس توداى على المؤتمر الصحفى ، ونقلت إلقاء أحد أعضاء المجلس العسكري اللوم لمجموعة من الأقباط الذين خرجوا فى مظاهرة احتجاج الأسبوع الماضي واتهمهم بالبدء فى الهجوم على قوات الجيش بالسيوف وزجاجات المولوتوف، واعتبرت الجريدة أن أعمال العنف التى اندلعت الأحد الماضي هى الأكثر عنفا منذ الاطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك.
ونقلت الجريدة تصريحات اللواء عادل عمارة التى نفى فيها قيام قوات الجيش باطلاق النار الحى على المتظاهرين الأقباط أو دهسهم بالمدرعات، وأشارت الجريدة إلى أن تقارير الطب الشرعى قالت أن هناك 26 مواطنا على الأقل قتلوا بالرصاص أو الدهس، وأن هناك ثلاثة جنوا قتلوا على الأقل فى هذه الأحداث.
واعتبرت الجريدة أن هذا المؤتمر جاء للدفاع عن المجلس العسكري الذى يدير شئون البلاد بعد الانتقادات العنيفة التى تعرض لها فى تعامله مع المتظاهرين، وأن المجلس العسكري اعتمد على لقطات فيديو وصور من قنوات التلفزيون المصري وقنوات مستقلة تبرز اعتداء المتظاهرين على الجنود داخل المدرعات بالحجارة.وختمت الجريدة تقريرها بقولها: من المرجح أن العنف ولد غضب خارج المسيحيين ليساهم فى انتقاد إدارة المجلس العسكري للمرحلة الانتقالية.
—-
س.س
١٣ أكتوبر ٢٠١١