مسلسل التجديد إن تجديد الإنسان, كان في خطة إلهنا الصالح, إذ كان يعلم بسابق معرفته أنه سيسقط, والفادي سيجدده ليعيده إلي الصورة المقدسة: 1- في البر… حيث كان آدم وحواء في حياة بارة, في جنة عدن. 2- وفي الحكمة… حيث أعطانا الله عقلا وروحا عاقلة لم يعطها لكائن آخر. 3- وفي الحرية… حيث أعطي الإنسان حرية الاختيار بين الخير والشر… الموت والحياة. 4- وفي السلطان… حيث سلط آدم علي كل الكائنات الأخري. 5- وفي الخلود… حيث نفخ في أنف آدم نسمة حياة من لدنه, تعطيه إمكانية الخلود, بعكس كل الكائنات الأخري, كالجماد والنبات والحيوان… *** فلما سقط الإنسان -بحرية إرادته, وبغواية العدو- وعده الله بالخلاص, من خلال التجسد والفداء… 1- التجسد… لأن نسل المرأة سيسحق رأس الحية. 2- الفداء… إذ سحق السيد المسيح الشيطان بفدائه المجيد. 3- بسفك الدم… حين تنهش الحية عقب السيد المسيح, أي أن يسيل دمه الطاهر غفرانا لخطايانا, بحسب القاعدة الراسخة: ##بدون سفك دم لا تحصل مغفرة## (عب 22:9). 4- بالصليب… ليحمل لعنتنا, لأنه مكتوب: ##ملعون كل من علق علي خشبة## (غل 13:3). *** وكان هدف رب المجد – بعد أن يتجسد ويفدينا _ أنه يجدد صورتنا لنكون ##مشابهين صورة ابنه## (رو 29:8)… وهذا التجديد يتم من خلال مسلسل إلهي, وتدبير سمائي, ذكره معلمنا بولس الرسول في رسالة رومية قائلا: ##لأن انتظار الخليقة يتوقع استعلان أبناء الله… والذين سبق فعينهم فهؤلاء دعاهم أيضا. والذين دعاهم فهؤلاء بررهم أيضا. والذين بررهم فهؤلاء مجدهم أيضا## (رو 8: 19, 30). وبهذا يكون مسلسل خلاصنا كما يلي : 1- سبق المعرفة… فهو كإله يعرف المستقبل منذ الأزل وإلي الأبد. 2- التعيين… بسبق معرفته كإله… يعرف ماذا سنفعل وماذا سنختار؟. 3- الدعوة… إلي الإيمان بالمسيح بكلمة الإنجيل. 4- التبرير… من خلال أنه: ##حمل هو نفسه خطايانا في جسده (علي الصليب)## (1بط 24:2). 5- التمجيد… من خلال إعادتنا إلي بنوته, إذ نصير بالإيمان به, وبمحبته, وبتبنيه لنا أولادا لله. 6- مشابهة صورته… من خلال تقديسنا المستمر أثناء حياتنا علي الأرض, ثم إقامتنا من الأموات بأجساد نورانية مشابهة لجسد قيامته المجيدة. 7- ميراث ملكوته… ##ليكون هو بكرا بين إخوة كثيرين(رو 29:8). *** وهذا المسلسل الإلهي المذكور في (رو 29:8-30)… ثم من خلال مسلسل خلاصي آخر عجيب مذكور في رسالة غلاطية: ##ولكن لما جاء ملء الزمان, أرسل الله ابنه مولودا من امرأة, مولودا تحت الناموس, ليفتدي الذين تحت الناموس, لننال التبني. ثم بما أنكم أبناء, أرسل الله روح ابنه إلي قلوبكم صارخا: يا أبا الآب. إذا لست بعد عبدا بل ابنا, وإن كنت ابنا فوارث لله بالمسيح## (غل 4: 4-7). وحلقات هذا المسلسل كما يلي : 1- ملء الزمان… حين جهز الله العالم لميلاد المسيح, بإعداد بني إسرائيل وتطهيرهم من عبادة الأصنام, وإتيان السيدة العذراء الطاهرة من نسلهم. وكذلك حين سمح بترجمة العهد القديم إلي اليونانية أيام بطليموس فيلادلفيوس, تمهيدا لمجئ المسيحية للعالم كله مستخدمة وحدة اللغة اليونانية في العالم بسبب الإمبراطورية اليونانية. ثم انتشار الطرق العابرة للقارات أيام الإمبراطورية الرومانية… إلخ. 2- الميلاد… حين ولد السيد المسيح من السيدة العذراء مريم, ميلادا بتوليا, تحققت فيه نبوات إشعياء النبي, أن ##العذراء تحبل## (إش 14:7), والمولود هو ##إلها قديرا## (إش 7:9). 3- الفداء… حين مات الرب عنا علي خشبة الصليب, رافعا عنا حكم الموت, إذ مات ##عوضا عنا## كما قال القديس أثناسيوس الرسولي, عدة مرات في كتابه الخالد: ##تجسد الكلمة##. 4- التبني… إذ صرنا أولادا لله, من خلال تبنيه لنا, بالإيمان باسمه, وبمحبته العجيبة. 5- سكني الروح فينا… إذ صرنا هيكلا مقدسا له بالميرون والمسحة المقدسة. 6- ميراث الملكوت… كأبناء له, ##ورثة الله ووارثون مع المسيح## (رو 17:8). 7- الحياة الأبدية… حيث نحيا معه في خلود مقيم إلي الأبد ##هذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته## (يو 3:17).