قضى الشعب المسيحى العيد وسط اجواء من الحداد والحزن دفعت كل الاسر المسيحية تقريبا الى التخلى عن كل مظاهر العيد وتمسك الكثيرون بارتداء الملابس السوداء ليس فقط داخل الكنيسة اثناء صلاة القداس وانما من خرج منهم يوم العيد لزياة الاهل وذلك دون ادنى ترتيب او اتفاق وانما ما حركته المشاعر الاليمة من احداث الاسكندرية. وبلغت مظاهر الحداد خلو مائدة العيدة من كعك العيد نهائيا و ظل المعروض منه راكدا فى الاسواق.
كما شهد العيد كوافيرات شبه خالية من زبائنها فى موسم كان يشكل ضغطا كبيرا فى هذه الاماكن و يستمر الى مابعد منتصف الليل وذلك بعد ان عزفت السيدات والبنات عن الذهاب للكوافير نتيجة مشاعر الحزن المسيطرة من احداث الاسكندرية
ايضا لم يستمتع الاطفال ببهحة العيد وبلوناته بل جلسوا قابعين فى بيوتهم خاصة وان مدارس الاحد فى كل الكنائس قامت بالغاء حفلات العيد لاطفالها والتى تمثل اكبر مصدر لسعادة الاطفال فى هذا اليوم بل امتنع الكثيرون عن تقديم العيدية اوتبادل الهدايا. لم يتجمع أيضا الشباب لخروجاتهم المعتادة فى العيد وبدت الشوارع والحدائق خالية رغم انه يوم اجازة لكل المصريين.
وتبادل الناس رسائل الهواتف المحمولة التى تدعو بالفرح الروحى بميلاد السيد المسيح له المجد مهما كانت الاحزان على شهداء الاسكندرية وتلقى الكثيرون مكالمات هاتفية ورسائل الكترونية من زملائهم المسلميين اكثر مما هو معتاد فى كل عيد تعبر عن تعاطفهم ومحبتهم واستنكارهم لما حدث.
واتضح من الاتصال الهاتفى ببعض الاسر من شعب كنيسة القديسيين بالاسكندرية من بينهم المهندس نسيم قزمان والسيدة نادية انور انهم كانوا الاكثر سلاما خاصة بعد ان صلى معهم صلاة ليلة العيد القمص بولس جورج راعى كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة والقى كلمة عزتهم كثيرا وضمدت جراحات قلوبهم بل ودعاهم الى التخلى عن ارتداء الملابس السوداء والحضور الى قداس صباح الاحد القادم بملابس بيضاء تليق بفرح الشهداء بالمجد السماوى وقالوا ان المصليين بالكنيسة شعروا بالتعزيات الحقيقية بالروح القدس وصلوا قداسا روحانيا لم يشعروا به من قبل.
==
س.س
يناير 2010