الربا- الفائدة- المرابحة..
في عدد سابق وفي اعتراض علي أرقام ذكرها د. عبد العزيز حجازي اختلفت مع تقارير البنك المركزي المصري بالإضافة إلي نشرات لصندوق النقد الدولي.. خلال استعراض الأرقام الجديدة حاولت تذكير الدكتور حجازي بعلاقة استمرت معه كوزير للمالية وكرئيس للوزراء وأعدت- من خلال الذكريات- حوارا جري بيني وبينه في اجتماع دعت إليه جمعية الاقتصاد الإسلامي وكان هو رئيسها لكن الراعي كان الدكتور فؤاد الصراف أول محافظ مصري لبنك فيصل الإسلامي بالقاهرة (تلقي تعليمه بداية في كتاب كنيسة الإصلاح بسوهاج).
** لم أكن أتصور مدي أهمية معرفة المصطلحات الجارية في الأحاديث الاقتصادية ختي تلقيت أكثر من عشرين اتصالا في يوم واحد يطالبون ويطالبن بمعرفة الموقف المسيحي من هذه المصطلحات.. ورغم أنني لست مؤهلا للحديث العميق من داخل كنوز الكتاب المقدس.. إلا أنني استعرضت الأمر من خلال ما قرأت في صباي حتي اليوم..
* عن الربا.. وعن المرابحة..
** المسيحية بداية ترفض استغلال الإنسان.. وترفض أكثر التمايز بين إنسان وإنسان.. أقول ذلك كمبادئ دون التطرق لما هو جار- لأن الرباط المسيحي اسمه المحبة وهي صفة الإله العظيم.. لكن- وذلك هو المهم- أننا نعيش في مجتمعات تحكمها قوانين قد تختلف واتجاهات قد تتناقض..
** في العهد القديم سفر التثنية كانت وصية الإله لا تعطي بالربا ولا تتعامل بالمرابحة..
** في العهد الجديد نحن نطالع ونؤمن بما فعل السيد المسيح حتي قلب موائد الصيارف (التي هي أصل بدايات النظام المصرفي) قائلا بيتي بيت الصلاة يدعي وأنتم جعلتموه مغارة لصوص كما جاء في الأناجيل الأربعة..
** في العصور الوسطي والأولي وقبل ظهور الإسلام حرم (القديس توما الأكويني) علي الكنيسة الكاثوليكية تقاضي (نصف في المائة) علي إدارة واستثمار أموالها..
** وعن الكنيسة الأرثوذكسية المصرية يذكر (أولاد العسال) أن الكنيسة كانت ترفض أن تقبل تبرعا من مرابي..
* المفاهيم.. هل اختلفت اليوم..؟..
** البنوك اليوم تختلف مهمتها عن ماضيها.. البنوك اليوم ,أصبحت كوكيل استثماريا لمدخرات مواطن أو مواطنة.. وبالتالي ليس في الأمر ما كنا نسميه ربا.
** أما المرابحة فهناك من يجيزها ويحللها.. وإن كانت في الحقيقة أشد ربا من الربا.. المرابحة هي أن يدير مستثمر أموال بنك أو شخص أو هيئة مقابل مناصفة الربح.. وأحيانا يصل الربح إلي أكثر من 70% أو 80% ليحصل صاحب المال علي 35% أو 40% علي أموال أعطاها لغيره كي يدرها في حين عطاء البنوك لا يتعدي 10% علي أكثر تقدير..!!.. وحول ذلك كان لي حوار مع الدكتور فؤاد الصراف أول محافظ لبنك فيصل الإسلامي وكان قبلا وكيل وزارة المالية والاقتصاد..
* الإدارة المسيحية للاقتصاد
** يذكر سفر أعمال الرسل أنهم اختاروا لجنة من بينهم تجمع ثروات المؤمنين وتتولي إدارتها لصالح تدبير احتياجات الرسل.. ويمكن- وبكل فخر- القول بأن المسيحية وضعت قواعد ومباديء الإدارة الاقتصادية.. كما اعتمدت شعارات سبقت المفكرين الاقتصاديين.. فتحدث الكتاب المقدس عن تدبير وتوزيع علي من له احتياج وهو المصطلح الذي لم يتردد إلا في القرن الثامن عشر في كتاب رأس المال لكل حسب حاجته.. لكارل ماركس صاحب النظرية التي سميت باسمه وهو مولود لأبوين يهوديين اعتنقا المسيحية بعد ذلك..
* العائد الاجتماعي لرأس المال..
** بعد النكسة الاقتصادية العالمية التي نعانيها اليوم وأهم أسبابها هو الجشع الاستغلالي لرأس المال.. ولعل أزمة أمريكا اليوم بسبب الخسائر الاقتصادية وتراكم الديون إلي خفض الجداره الائتمانية لأكبر اقتصاد عالمي ولا داعي للحديث عن أوربا التي يرتعش اقتصادها.. بعد ما حدث ويحدث يتحدثون عن العائد الاجتماعي لرأس المال.. وهذا ما يفعله رسل المسيح قبل آلاف السنين.. وتلك هي مسيحيتنا..
* أحجار في مياه البركة..
** الحلال بين.. والحرام بين.. وبينهما دولة دينية تتطلع وتخطط للسيطرة بمباركة أمريكية..
الفقيه الدستوري د. محمد نور فرحات
** محذرا الثورات في الأوطان العربية: إذ نقاوم الفساد الديكتاتوري.. علينا أن نقاوم بجدية الفساد الديموقراطي..
الكاتب جابر حبيب جابر- الشرق الأوسط
** إن ما يحدث بين السلفيين والإخوان والمجلس العسكري من تقارب.. أمر لا يبشر بخير..
الكاتب الروائي إبراهيم عبد المجيد- الأخبار
** لدينا أحذية ندوس بها علي الأشواك تحمينا من العقارب والثعابين ونحن نطارد خفافيش الظلام..
الكاتب جلال عارف نقيب الصحفيين السابق- الأخبار