لم تمر سوي أيام قلائل علي ما يسمي ذكريالأربعاء الأسود حتي تبعتهالجمعة السوداء!!
أما الأول فأطلق مسماه التحالف المصري للتعليم المدني ومشاركة المرأة, في بيان أصدره متذكرا يوم 25مايو 2005 اليوم تصاعدت أصوات كثيرة من قبل المعارضة المصرية بالإعلان عن وقفة احتجاجية علي تزييف إرادة الشعب عبر ما سمي الاستفتاء علي التجديد لفترة رئاسية جديدة للرئيس السابق في مقدمتهم الشابات والشباب والنشطاء الذين تجمعوا أمام نقابة الصحفيين ونادي القضاة يومها. في الوقفة الاحتجاجية السلمية إلا أن بضع عشرات من الشابات والشباب أرق الأمن والحزب الحاكم إلي الحد الذي قرر استخدم وسائل أكثر قمعا, علي جميع المتظاهرين مع التركيز علي النساء والفتيات بشكل خاص والتحرش بهن وقد مارست مليشيات الحزب الوطني تحت سمع وبصر الأمن بكافة عناصره القمع الشديد منذ اللحظة الأولي في مهاجمته للمتظاهرين.
وركز الأمن عن طريق جنود الأمن المركزي, وعناصره التي أتي بها في ملابس مدنية, علي التحرش بالفتيات والسيدات.
كانت الرسالة المراد توصيلها من الشرطة والنظام السابق, أن التحرش هو مصير النساء اللاتي سوف يشاركن في حركة الإصلاح والمطالبة بالديموقراطية في مصر. ووصل ضحايا هذا اليوم إلي 13 ناشطة ونقلت العديد من وسائل الإعلام العالمية والمصرية الخاصة وكذلك المدونات قيام بعض البلطجية أمام نقابة الصحفيين بالتهجم علي عدد من الصحفيات والناشطات السياسيات بالضرب وتمزيق ملابسهم والتحرش بهن.
وتقدمت الصحفيات والناشطات من ضحايا ما سمي وقتهابالأربعاء الأسود ببلاغ للتحقيق في ما تعرضن له إلا أن النائب العام آنذاك أصدر قراره بحفظ التحقيقات في الواقعة لعدم الاستدلال علي الجناة وفي النهاية تم حفظ التحقيق في القضية, لعدم معرفة الفاعل, وتجاهلت النيابة العامة شهادات الشهود والصور وشرائط فيديو تصور وقائع الاعتداء!!
ورغم قوة ما حدث لم يثن المرأة المصرية عن مواصلة عزمها في العمل السياسي, ففي الثورة نزلت المصريات جنبا إلي جنب المصريين ونالت أجسادهن ما نالته أجساد الرجال من عنف الأمن المركزي بأشكاله المختلفة بدءا من العصي, مرورا بالقنابل المسيلة للدموع ووصولا إلي الرصاص الحي والمطاطي. أصيبت منهن من أصيبت. واستشهدت منهن من استشهدت شكلن دروعا بشرية ووقفن في اللجان الشعبية…عشن وقائع موقعة الجمل وواجهن بلطجية الوطني, لم يشغلهن وقتها إن كن نساء أم رجالا, أمهات أم شابات, مسلمات أم مسيحيات وتذكرن فقط أنهن مصريات.
مرت أيام معدودة علي صدور هذا البيان وأتت الجمعة المأساوية, ومن المفارقات أن يطلق عليهاجمعة العمل فإذا بزميلتناماريانا عبده تتعرض لاعتداء همجي في ميدان التحرير بينما تؤدي عملها الإعلامي بأيدي البلطجية, يساندهم الغوغاء الذين لن يغلبوا في تصدير مبرراتهم الوهمية, ورغم تدخل العناية الإلهية في إنقاذها من أيديهم إلا أنها تعرضت إلي عنف إعلامي عندما سارعت الأقلام تكتب قصصا وهمية عن التحرش الجنسي بها وعن محاولتها الانتحار ويبدو أن ماحرك هذه الأقلام هو تسخين القضية بإضافة التوابل الحريفة وإن دل ذلك علي شئ فإنما يدل علي أننا لم نعد نتحرك إلا مع ظهور الدماء!!!!! أما انتهاك الآدمية والكرامة الإنسانية والترويع فلم يعد يستثير نخوة المجتمع.
نري هل يضيع حقماريانا مثل ضحايا الأربعاء الأسود؟! وإن حدث فما الفرق بين النظام الفاسد وما نعيشه الآن؟!!…أم تريد الدولة أن تصدر للبلطجية رسالة تقول فيهاولايهمكم…أما تصريحاتنا بتاعة الضرب بيد من حديد فليست لكم وإنما لتهدئة المواطنين!!!!
[email protected]