الوطني لا يريد نجاح الأقباط علي قائمة المعارضة
أرفض التعيين ولابد من كسر هذه القاعدة المهينة للأقباط
التزوير أسقط صقور المعارضة!
أعلنوا فوزها وذهبت تتلقي التهاني بالفوز عن دائرة كوتة القليوبية ونشرت صورها بالفوز بالصحف القومية والتليفزيون المصري والفضائيات, وفي اليوم الثاني فوجئت بسقوطها ونجاح مرشحة الوطني نجاح إدريس..
الوفدية البارزة د. مني مكرم عبيد مرشحة الوفد فجرت طاقات الغضب ضد سياسات الحكومة بعد إعلان فوزها بالانتخابات والتراجع عن ذلك بإسقاطها في اليوم الثاني وتري أن إسقاطها يؤكد علي عدم صدق الحكومة في نزاهة الانتخابات وعدم رغبة الوطني في إنجاح مرشحين أقباط علي قائمة المعارضة وكشفت في حوارها لـوطني عن اللحظات الأخيرة من إعلان النتائج.. فإلي الحوار…
* استقبل الاشرع خبر نجاحك في الجولة الأولي ونشر رسميا في التليفزيون والصحف الرسمية ومواقع الإنترنت ثم خبر سقوطك.. ماذا حدث؟
** بالفعل استقبلت خبر نجاحي ونشر بجميع الوسائل وقمت بمداخلة بالتليفزيون المصري وقناة المحور والجميع كان يقدم التهاني ونشرت صورتي بالأخبار والأهرام مع منير فخري عبدالنور باعتبارنا فائزين. وفي يوم الاثنين تلقيت اتصالا تليفونيا بسقوط منير فخري ولم أصدق وكنت أتابع حملتي يوم الانتخابات من التاسعة صباحا وكان هناك إقبال كبير غير متوقع من أهالي القليوبية للتصويت لي وأثناء عملية الفرز كنت أتلقي التهاني من اللجان العامة بحصولي علي أعلي الأصوات وحتي هذه اللحظة لم تنشر الأهرام سقوطي, ولكن ليلة الاثنين اتصل بي أحد الصحفيين ليقول لي إني سقطت في الانتخابات رغم أنني تلقيت تهاني من بعض أعضاء الوطني بنجاحي ولكن لا أعرف ماذا حدث ولماذا تغير الوضع ليتم إعلان نجاح مرشحة الوطني وفي اليوم الثاني فوجئت باختفاء اسمي من النتيجة ومازلت أتلقي التهاني بالفوز لأنه حتي هذه اللحظة أغلب الناس لا تعرف بالتحول الذي حدث بسقوطي فالمواطنون في الدائرة كان يحتفلون بي ويقولون لي أنت بنت مصر ولك تاريخ حافل, فما حدث كان غباء سياسي في سرقة الأصوات فنحن اعتدنا علي التزوير ولكن ليس بهذه الطريقة الفاضحة والمكشوفة!
* ما وجهة نظرك في هذا السقوط ولماذا؟
** أنا متأكدة أن اللعبة السياسية تغيرت وتم تحويل الأمر, لأن من وجهة نظري هناك عدة أسباب أولا: أن الوطني كان يري شيئا كبيرا أن تنجح شخصية نسائية قبطية في حزب معارض علي أساس أنهم اعتادوا تعيين الأقباط بالمجلس وأن نجاح قبطي لابد أن يكون علي قائمة الحزب الوطني فهم لا يريدون تحسين صورة الأحزاب المعارضة بنجاح الأقباط علي قوائمها الانتخابية لاسيما أن الوفد قام بترشيح كوادر قبطية معروفة مثل منير فخري عبدالنور ورامي لكح, فما حدث غباء سياسي واضح لأنه يستبعد الممارسين للعمل السياسي.
* في حالة إدراج اسمك ضمن المعينين العشرة لمجلس الشعب.. ما موقفك؟
** سوف أرفض بشدة التعيين لأنني قررت أن أخوض الانتخابات حتي أقوم بكسر عملية تعيين الأقباط لأن مسألة التعيين شيء مهين وكأنه منحة للأقباط ينتظرونها حسنة من الحزب الوطني وهو نوع من الإذلال السياسي, لذا لن أفكر في ذلك مهما حدث لأنني تعرضت لظلم وإهانة بإسقاطي الواضح.
* ما تقييمك للعملية الانتخابية من خلال خوضك هذه التجربة بدائرة القليوبية؟
** الحزب الوطني أراد في هذه المرة احتكار المجلس وإثبات أن الحزب مازال يتمتع بشعبية وفي الوقت نفسه يقطع أي محاولات للخلاف داخل البرلمان علي عكس ما كان يحدث الدورة الماضية بوجود 120 معارضا وهو ما سبب إزعاجا للحكومة وبالطبع الفترة المقبلة تستلزم وجود اتفاق للمجلس في تشريع القوانين لاسيما أننا سوف نشهد أهم انتخابات في الحياة السياسية وهي الانتخابات الرئاسية.
* كيف تقرأين دلالة هذه النتائج علي الناخبين؟
** للأسف الشديد دائما ما كنا ندفع المواطنين للمشاركة ونؤكد لهم نزاهة الانتخابات لاسيما الشباب ولكن بعد هذه النتائج سوف تضعف المشاركة السياسية في الفترة المقبلة وسوف تصدق مقولة المواطنين بأن الانتخابات محسومة قبل أن تبدأ, وبالتالي نحن وصلنا لمرحلة الجريمة في حق المواطنين بتدمير روح الانتماء وغريزة المشاركة وسوف يدفع ذلك بمزيد إلي العنف في ظل غياب الديموقراطية وسوف تؤثر هذه النتائج علي الأقباط الذين شعروا بتحسن بعد التعديلات الدستورية من حيث المشاركة وتعزيز المواطنة فتشجع الأقباط علي المشاركة بالانتخابات ووصل عددهم لأكثر من 130 مرشحا ثم يقوم الحزب الوطني بترشيح 10 أقباط فقط علي قائمته وضدهم مرشحون آخرون من الوطني ولا ينجح سوي أربعة فقط وإسقاط الأقباط الآخرين ويفقد الأقباط الأمل الذي كانوا يحلمون به برؤية المواطنة الحقيقية ووصل الأمر إلي أن الأقباط الذين نجحوا مثلي ومثل منير فخري وشريف بقطر وسامح أنطوان يتم إسقاطهم, فكنا نتصور أنه حتي لو هؤلاء الأقباط رسبوا سوف يقوم الوطني بإنجاحهم لحفظ ماء الوجه!
* ما تعليقك علي الكثير من الأحكام القضائية الصادرة ببطلان الانتخابات في عدد من الدوائر الانتخابية وموقف اللجنة العليا للانتخابات؟
** الأحكام القضائية الصادرة كثيرة ومنها حكمان صدرا ببطلان الانتخابات بالقليوبية ولكن من ينفذ هذه الأحكام ولكن نحن نعاني من إشكالية التنفيذ, أما اللجنة العليا للانتخابات لم تقم بأي دور وعادة ما تخرج لتشيد بالانتخابات وتنفي أي عمليات تزوير وهذا مخالف للحقيقة منذ بداية الحملة الانتخابية واستخدام الرشاوي المالية علانية.
* كيف ترين سقوط صقور المعارضة؟
** هذا ما يؤكد التزوير الفاضح في الانتخابات بإسقاط شخصيات لها شعبية بدائرتها ولها تاريخ ووعي سياسي كبير وتجيد التواصل مع الجمهور والحديث عن مشكلات البلد ككل وليس الدائرة فقط, فهذا لا يعقل فهذه الشخصيات هي من تقوم بحالة الحراك السياسي داخل البرلمان ومن الصعب أو المستحيل سقوطهم.
* كيف ترين شكل المجلس الجديد المنتخب؟
** مجلس مستأنس ولن يكون له أي دور في تحسين الأوضاع السياسية, فالمجلس أغلبيته من رجال الأعمال ورجال الشرطة ومن الغريب أن تجد لواء شرطة علي مقعد عمال أو فلاحين وهذا شيء غريب, بالتالي فهو مجلس المصالح الشخصية ومجلس بلا معارضة ولا عزاء للمواطنين.
* هل ترين قرار مقاطعة الانتخابات قبل بدايتها يمثل نظرة ثاقبة؟ وما تعليقك علي انسحاب الوفد من جولة الإعادة؟
** كانت المشاركة ضرورية في البداية رغم معرفتنا بعمليات التزوير والوفد لديه قيادات شعبية وأنا ضد المقاطعة لأنه لابد من التواصل مع الشارع وعدم العزوف رغم كل ما حدث فقرار المشاركة كان واجبا لفضح التزوير وحتي لا يقال إن الأحزاب سلبية, أما انسحاب الوفد من الإعادة فهذا قرار صائب بعد عملية التزوير الضخمة في الجولة الأولي وقرار الانسحاب في الإعادة هو أفضل قرار أخذه الوفد بعد هزلية هذه الانتخابات ورد علي مخالفة نزاهة الانتخابات.
* ما الخطوة التي يجب علي الأحزاب القيام بها الفترة المقبلة؟
** الخطوة الأهم في الفترة المقبلة, التحرك داخل الشارع, فعلي الأحزاب استعادة ثقة الشباب ودمجهم ورفعهم لمستوي الحوار والتواصل بعد فقدهم الثقة في الحزب الوطني, فلابد للأحزاب الاحتكاك بالشارع وتكوين جبهة قوية من القاعدة الشعبية وتكوين تحالف أحزاب المعارضة لتحقيق حراك سياسي قوي.
* بعد تجربة الأقباط في هذه الانتخابات, كيف ترين شعور الأقباط؟
** هناك شعور بالغضب والحزن داخل الأوساط القبطية لما حدث من خيبة أمل لهم في هذه الانتخابات, وأعتقد أن نظرتهم سوف تكون متشائمة للمستقبل في ظل غياب تفعيل المواطنة والأقباط بعد مبادرتهم بالمشاركة وخروجهم من عزلتهم ولكن الحزب الوطني بهذه النتائج أعادهم لعزلتهم من جديد.